فقد نحالو ديالى اكثر من 70% من مناحلهم بسبب احداث حزيران 2014، حيث شكل ذلك كارثة وانتكاسة كبرى لصناعة العسل في محافظة وصل معدل الانتاج فيها الى قرابة 400 طن سنويا لتخسر كل شي بين ليلة وضحاها بعدما ضربت اللعنة قطاع هو الاقدم في محافظة زراعية شكلت صناعة العسل مصدر رزق مئات الاسر لعقود.
وقال رئيس الجمعية النموذجية للنحالين العراقين في ديالى علوان المياحي وهو يتابع مناحله في محيط منزله في اطراف بعقوبة لـIQ NEWS، انه "بعد 2014 كان الوضع ماساويا جدا، حيث فقدنا اكثر من 70% من مناحلنا التي كنا قد نقلناها الى محافظات اخرى ضمن رحلة الصيف لتعصف بنا احداث حزيران الماساوية لتهلك معها اعداد كبيرة من المناحل في ظل فوضى عارمة انذاك"، واصفا ذلك بانها "كانت اكبر واقسى خسارة للنحالين".
واضاف المياحي انه "بعد اشهر على تحرير المدن والقصبات بدات محاولات متواضعة لاحياء ما دمر ولكنها كانت محدودة جدا لان حجم الخسائر كبير ولم يكن هناك اي دعم حكومي"، لافتا الى انه "مع الوقت بدات تزداد المناحل وتتوسع لنصل الى مرحلة الانتاج ويكون مستواه من 150-200 طن خلال العام الماضي 2020 في مستوى هو الاعلى بد 2014 وهو مؤشر ايجابي جدا".
واشار الى ان "اللعنة التي ضربت الذهب الاصفر في اشارة منه الى العسل بدات بالزوال خاصة وان الاوضاع الامنية واستقرارها اعطى بصيص امل للناحلين بالاضافة الى تحسن الاجواء المناخية وبروز مبادرات دعم حكومية لاول مرة وسط تعهدات من قبل وزير الزراعة بتطوير ملف صناعة العسل في العراق".
وتابع ان "الامر المهم ولاول مرة يحدث هو تقنين استيراد العسل واعطاء فرصة للانتاج المحلي في سد حاجة الاسواق ما اسهم في خلق انتعاش من نوع اخر دفع عدد ليس قليل من النحالين الى توسيع مناحلهم لزيادة انتاج العسل لسد احتياجات الاسواق".
ولفت الى ان"هناك اكثر من 1000 نحال في ديالى ينتشرون في 20 منطقة زراعية لكن الاكثر كثافة هي في ريف بعقوبة بسبب وجود الغطاء الزراعي الكبير للبساتين والارضي التي تمنح النحل الغذاء والطاقة في صناعة العسل الذي يمتاز بانواعه المتعددة والجيدة خاصة في ديالى".
اما وصفي ابو حسين نحال عمره 66 سنة من سكنة اطراف بعقوبة الجنوبية، قال "اعتدنا نقل مناحلنا مع كل صيف الى ربيعة واطراف الحويجة وبعضهم الى "، لافتا الى ان "كل المناحل التي نقلت الى مناطق استباحها داعش كانت نسبة الهلاك 100%".
وتابع ان "العسل تعرض لضربة قاسية جدا في صيف 2014 بسبب الارهاب".
واضاف ابو حسين وهو يعمل نحال منذ كان عمره 14 سنة ان "صناعة العسل في ديالى قطاع اقتصادي مهم ولكنه بدون نافذة اعلامية وكان لاوجود له لكن بالحقيقة نحن ناتي في صدارة المحافظات المنتجة للعسل بانواع مختلفة".
واشار الى ان "صناعة العسل لم تدعم حكوميا للاسف رغم انها يمكن ان تتحول الى بوابة لامتصاص البطالة"، مؤكدا ان "افضل قرار اتخذته الحكومة هي الحد من استيراد العسل واعطاء فرصة للانتاج المحلي في سد احتياجات الاسواق خاصة وان هناك اساليب مبتكرة ف الغش بخلاف العسل المحلي الذي يمتاز بالجودة".
اما مازن اللهيبي نحال قال ان "اخطر شي يواجه النحاليين في ديالى هي انحسار الاحزمة الخضراء"، مشيرا الى ان "الحريق الهائل الذي نشب في غابة كنعان 20كم شرق بعقوبة، قبل يومين يمثل كارثة لانه تعد اهم المناطق التي تكثر بها المناحل باعتبار الغاية توفر غذاء وطاقة للنحل في انتاج العسل".
وتابع ان "اللعنة التي كانت تحاصر انتاج العسل في ديالى انتهت في المواسم الاخيرة مبينا انه انتج العام الماضي 50كغم بعدما فقد 90% من مناحله بعد 2014".
اما زهير الراشدي مهندس زراعي متقاعد ومختص بالمناحل قال ان "ديالى من المحافظات التي تنجح بها صناعة العسل بسبب عوامل متعددة ابرزها المناخ والغطاء النباتي المتنوع بالاضافة الى ان وجود الخبرات المتراكمة خاصة وان العاماين في هذا المجال هم من الاسر المتوارثة للمهنة منذ عقود طويلة جدا".
واضاف الراشدي ان "مايميز عسل ديالى هو انواعه 7 او 8"، لافتا الى ان "عوامل متعددة تحد من تطوير انتاج المناحل ما يعني الحاجة لخطة حكومية واسعة لتطويره في المحافظة وبقية المحافظات خاصة استيراد الملكات وبعض الادوية واللقاحات".