يستقبل أهالي الموصل شهر رمضان وسط أجواء مختلفة هذا العام، حيث ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فضلا عن استمرار أزمة تفشي فيروس كورونا، التي ألقت بظلالها على الأجواء العامة لاستقبال الشهر.
وشهدت مدينة الموصل إقبالاً واسعاً من المواطنين على الأسواق الشعبية والمراكز التجارية من آجل التبضع للحاجات والأشياء المهة، خلال شهر رمضان.
وتشتهر الموصل بأسواقها الشعبية المتعددة مثل السرجخانة والميدان والفاروق، التي يقع معظمها في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، والتي تعرضت لدمار شبه كامل أيام سيطرة تنظيم داعش على المدينة.
استياء كبير
وأبدى أهالي الموصل غضبهم من الارتفاع الكبير بأسعار المواد الغذائية والخضار واللحوم، في الوقت الذي وجهوا انتقاداً لاذعاً لإجراءات الحكومة.
يقول المواطن أسامة عبد القادر، إن "المواطن ترك وحيدا يواجه أضرار ارتفاع سعر الدولار وقام التجار باستغلاله أبشع استغلال".
ويضيف في حديثه لموقع IQNEWS أن "المواطنين يقبلون على شراء الحاجات الأساسية من الخضار والألبان والمواد الغذائية والتي لابد من تواجدها على مائدة رمضان، ولكن هناك تذمر كبير لآن الأسعار ارتفعت بشكل خيالي".
وأشار إلى أنه "كان الأجدر بالحكومة توزيع سلة غذائية متضمنة المواد الأساسية على المواطنين، وخاصة ذوي الدخل المحدود، لكي تخفف عليهم أعباء ارتفاع الأسعار".
إجراءات رادعة
عضو خلية الأزمة في نينوى شفاء الحديدي، توعد التجار وأصحاب المحلات بإجراءات حازمة وعقوبات صارمة، بحق كل من يقوم برفع الأسعار على المواطنين.
وبين الحديدي، في حديثه لموقع IQNEWS بالقول "شكلنا لجنة لتفقد الأوضاع في الأسواق وقمنا بإغلاق عدد من محلات المواد الغذائية التي قامت برفع الأسعار خلافا للتعليمات الموضوعة من قبل خلية الأزمة".
وأضاف أن "اللجنة ستستمر بمتابعة عمل أصحاب المحلات ولديها قسم لتلقي الشكاوى، وسنقوم بفرض إجراءات صارمة وعقوبات قاسية بالتعاون مع الجهات الأمنية على كل من يحاول استغلال المواطنين في شهر رمضان".
عادات رمضانية
الباحث والأكاديمي مصطفى عودة، أشار إلى أن، هناك مجموعة من العادات والطقوس الرمضانية التي اعتادت الأجيال في المدينة على ممارستها في شهر رمضان، بدأ قسم كبير منها يندثر.
ولفت عودة في حديث لموقع IQNEWS إلى أنه "بسبب إجراءات حظر التجول الخاص بفيروس كورونا العام الماضي وأيضا العام الحالي، فأن القسم الأكبر من العادات، لن يكون بمقدور العائلات الموصلية ممارسته".
وأوضح، أن "من بين تلك العادات الألعاب الرمضانية منها المحيبس، أو زيارة المساجد والأضرحة فضلا عن التجمع في المقاهي الشعبية المعروفة، وهذه العادات من الصعب ممارستها هذا العام بسبب إجراءات كورونا".
وبين أن "أهالي الموصل يركزون على مجموعة من الأكلات في رمضان من بينها "الدولمة والكبة والشيخ محشي" فضلا عن العصائر التي تشتهر بها الموصل وأبرزها "السوس والزبيب".
المساجد مفتوحة بحذر
ورغم الدمار الذي لحق بالمساجد الكبيرة في مدينة الموصل وأبرزها جامع النوري الكبير وجامع النبي يونس وجامع النبي شيت والتي ماتزال لم تفتح حتى الآن، إلا أن أغلب مساجد المدينة استعدت لشهر رمضان وزينت مداخلها، وسط إجراءات احترازية من فيروس كورونا.
وأصدرت مديرية الوقف السني في محافظة نينوى بياناً أكدت فيه، أن "المساجد ستبقى مفتوحة في شهر رمضان، لكن بتطبيق إجراءات اللجنة العليا للصحة والسلامة، بيتها ارتداء الكمامات والاهتمام بالتعقيم، فضلاً عن تقصير مدة صلاة التراويح".