الى جنوب قضاء خانقين ثالث اكبر اقضية محافظة ديالى شرق العراق، يبرز من بعيد منشاءات حقول نفط خانة التي يعود تاريخ حفر اول بئر نفطي عام 1923 قبل ان تكتشف بقية الابار ليتم فيما بعد بناء مصفى لتكرير النفط وتتحول المنطقة الى نقطة اقتصادية مهمة في منتصف الخمسينات من القرن الماضي.
لكن الوضع سرعان ما تدهور بعد الحرب العراقية – الايرانية في عقد الثمانيات وما تلاه من احداث ليعم السكون حاليا ارض النفط.
النائب مضر الكروي قال لـIQNEWS، ان "حقول نفط خانة من اشهر الحقول العراقية واكتشفت قبل نحو 100 سنة وكانت بداية عصر النفط في بلانا قبل ان تكتشف بقية الحقول الاخرى"، لافتا الى ان "الاحتياطي في الابار النفطية جيد لكن السكون يعمها منذ سنوات رم انها تشكل نافذة اقتصادية هامة جدا".
واضاف الكروي ان "احدى الدراسات المختصة حول نفط خانة ثبت بالتحاليل المختبرية بان كثافة نفطة تصل الى 42 درجه بحسب مقياس النفط الامريكي او ما يسمى بال API بالاضافة الى قله نسبة الكبريت والاسفلت مما يجعله واحدا من اجود انواع النفط على مستوى المنطقة وحتى على مستوى العالم".
واشار الى ان "توقف انتاج النفط في حقول نفط خانة يجب ان يعالج وان يعاد التفكير في اعادة احياء مصفى الوند الذي كان من اوائل المصافي العراقية واسهم لعقود في تزويد المدن العراقية بالمشتقات الوقود".
فيما اقر عضو لجنة الطاقة النيابية النائب همام التميمي ان "حقول نفط خانة متوقف العمل بها منذ عامين تقريبا وان وزارة النفط متلكئة في اعادة الحقل للعمل خاصة وانها كشفت في وقت سابق بان سبب التوقف جاء لوجود بعض (التجاوزات) على الخط الناقل بين الحقل ومصفى الدورة الواقع في العاصمة بغداد، دون التحرك لحل هذا الملف رغم مرور سنوات عليه".
واضاف التميمي في بيان على صفحته الرسمية بالفيس بوك أن "الادوات والتجهيزات الموجودة في الحقل تتجاوز قيمتها المالية الـ 3 مليار دولار لكن دون استثمارها بشكل فعلي، في حين يعمل الحقل على استخراج النفط بقيمة مالية منخفضة جداً مقارنة بباقي الحقول الموجودة في العراق".
اما النائب عبد الخالق العزاوي فقد اشار الى انه "مع نواب اخرين طالبوا وزارة النفط بانشاء شركة نفط ديالى لتدير حقول النفط في المحافظة ومنها نفط خانة"، لافتا الى ان "ديالى تضم 7 مواقع قادرة على انتاج كميات كبيرة من النفط يوميا بالاضافة الى حقل المنصورية الذي يعد اكبر مكمن للغاز الطبيعي في العراق باحتياطات كبيرة جدا".
واضاف العزاوي "المفارقة ان محيط حقول وابار النفط في ديالى يعيش في اعلى معدلات الفقر والعوز المالي رغم انهم يسكنون فوق بحيرات عملاقة من النفط والغاز تكفي انتاجية يوم واحد ان تغير حياتهم راسا على عقب"، مؤكدا ضرورة "اعادة النظر في ملف حقول نفط وغاز ديالى".
اما سامي هادي وهو مختص بالشؤون النفطية قال ان "المكمن النفطي او مايسمى بال (Reservoir ) في حقول نفط خانة على عمق حوالي 650 متر تحت مستوى الارض ويبلغ طول المكمن حوالي 12 كم و عرضه 1.5 كم وسمك صخوره النفطيه حوالى 76 متر".
واضاف "في شباط 1927 بناء على الاتفاقية اكتمل انشاء المصفى المجاور لحقل نفط خانه والذي اطلق عليه مصفى الوند نسبة الى نهر الوند الذي يمر بالمنطقة ووصلت الطاقة الانتاجية القصوى للمصفى 12000 برميل باليوم في اواسط العقد السابع من القرن الماضي، ليصبح مصفى الوند اول مصفى ينشأ في العراق والمزود الرئيسي للمنتجات النفطية".
وتابع ان "اضرارا كبيرة لحقت بالمصفى ابان الحرب العراقية الايرانية بحيث لم يتم اصلاحها في ما بعد واغلقت المصفى تماما، بعد ما كان هذا المصفى يزود ما يقارب 22.7 مليون غالون في السنة من المنتجات النفطية بواقع 55% منها للوقود ، 17% كيروسين (كاز) ، 12% بنزين ، 8% منتجات اخرى و 3% مفقودات".
واشار الى ان" الشان السياسي ربما يكون هو العامل الاهم في منع استثمار واعادة احياء حقول نفط خانة في ديالى رغم كل المميزات التي تضمها لافتا الى ان مستوى الفقر في المناطق المحيطة بالحقول عالية جدا ولو تم اعادة احياء المصفى ستتوفر من 2-3 الاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال سنوات معدودة وتعيد احياء انتعاش مناطق شرق ديالى بالكامل".
اما علي اغا وهو يسكن على مقرب من حقول نفط خانة وهو كردي يقول "تحت قدمي بحيرة من الذهب الاسود ولكني اعمل الان باجر مادي لايزيد عن 10 الف دينار في محل لاصلاح الاطارات"، لافتا الى ان "الانكليز عندما اكتشفوا النفط قبل 100 سنة قالوا ان هذه الارض سترتفع بها عمارات وتتحول فيها الحياة الى شي اخر مختلف، ولكن بعد 100 سنة لم يتغير شي سوى ان فقرنا تزايد".