أثار دخول وزير النقل في نظام صدام حسين، أحمد مرتضى، مستشفى في عمان بعد تردي حالته الصحية مؤخراً، مع "عدم اهتمام" الحكومة العراقية بمتابعة حالته هناك، جدلاً على موقع فيسبوك.
وانقسمت الآراء بشأن الوزير السابق الذي أظهرته صور وهو راقد في مستشفى بالعاصمة الأردنية عمان، بين من اعتبره "مجرم حرب" وبين من عدّه "عالم جبهذ" وتأسف لما يلاقيه من "إنكار".
وكتب إبراهيم الصميدعي، السياسي المستقل رسالة وجهها إلى مسؤولي الدولة العراقية، بشأن الوزير السابق، قال فيها إن "هذا الرجل اعطى للعراق مالم يعط سواه، هو المهندس الفعلي والمدير المباشر لاعادة اعمار العراق بعد العدوان الاميركي (1991) الذي دمر الغالبية العظمى من المنشآت والبنى التحتية".
وأضاف، أن حملة اعادة الاعمار تلك كانت "معجزة بكل معنى الكلمة، وتقريبا يعاد له (أحمد مرتضى) الفضل في كل ما تبقى من البنى التحتية الموجودة لحد الان"، مبيناً أن "الامر قد يبدو غير منطقي للكثير، لكني كنت شاهدا عليه بنفسي. كان ابنه يأتي له بوجبات طعامه الى وزارة النقل والمواصلات ويسلمها في كراج الوزارة لأنه لم يسمح له بالصعود الى الوزارة".
وتابع: "اما لماذا يأتي له (ابنه) بالطعام من البيت اصلا، فلأنه لم تكن له نثرية خاصة كما هي امور وزارت اليوم، ولم يكن دكتور احمد ينزل الى بيته الى نهاية الاسبوع (خميس وجمعة) واحيانا كان يبقى في الوزارة اكثر من ذلك، اما قبل الوزارة وفي اثناء حملات الاعمار فقد كان يغيب اشهرا طويلة عن بيته بين المواقع والمقرات السرية تجنبا للقصف والاستهداف الاميركي المتكرر".
ويمضي إبراهيم الصميدعي قائلاً: "كثيرا ما يقال ان الاحزاب الشيعية فشلت في بناء الدولة لان الشيعة لا يمتلكون خبرات ادارة الدولة، آسف وأقولها بصراحة احمد مرتضى (وهو من طويريج ) واحد من المئات والالاف من العقول العراقية الشيعية التي امتلكت وتمتلك خبرات لا تضاهى في المهنية والاخلاص".
ويرى أن هذه العقلية "كانت قادرة لو اعطيت لها الفرصة على الاقل كما عملت المانيا ومشروع مارشال بالعقول المهنية النازية العملاقة التي تحولت من صناعة الحرب الى صناعة الحياة واعادت بناء المانيا) في اعادة بناء عراق ووضعه في مصاف القوى العظيمة في العالم والمنطقة بالاموال الهائلة والدعم الدولي الذي تدفق بعد ٢٠٠٣".
ويختم الصميدعي رسالته، متوجهاً بالحديث لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وقادة الأحزاب والدولة جميعاً، بقوله إن "احمد مرتضى أعطى للعراق اكثر من الكثير، وآن الآوان (أن) تردوا له بعض جميله".
"مجرم بحق البشر والشجر والحجر"
لكن في مقابل رسالة إبراهيم الصميدعي، كتب الصحفي والمترجم قيس قاسم العچرش، منشوراً مغايراً على فيسبوك بشأن أحمد مرتضى.
ويقول العجرش مخاطباً من وصفهم "السذج الذين يظنون أن (أحمد مرتضى) كان فقط وزيراً للنقل بعهد نظام صدّام. أقول: لا... أحمد مرتضى كان مديرا للبرنامج البايولوجي العراقي ويحمل شهادة عليا من بريطانيا باختصاص دقيق وقبلها كان لواء في الجيش".
وأضاف، أن "قوات التحالف (الاحتلال) أفرجت عنه (مرتضى) نظير كشفه الكامل عن تفاصيل ذلك البرنامج واسماء الشركات التي كان تعامل معها العراق بهذه السموم. بالاضافة الى انه كان مسؤول عن التفاوض مع الروس في اكبر صفقة تسليحية (كيمياوية وبايولوجية) تعقد بالضد من العقوبات والمنع الدولي على نظام صدام سنة 1998".
ويتابع أن "البرنامج البايولوجي اشتمل جرائم عدة، بحق البشر والحجر والشجر. لا أحد يتحدث بهذا لأنهم لا يقرأون، ولا يتابعون، ولا يفقهون.... و(مسلمين رقابهم الى كم تافه فيسبوكجي)".
ويقول إن "الدلائل على ما اقول والوثائق والبراهين اكثر من أتحصى، وكلها منشورة، لكن العقل الكسول المنحرف الواقع تحت تسلط إعلام الطشة، يرفض ان يقبلها".
وكان الإعلامي العراقي أنور الحمداني، كتب هو الآخر رسالة بشأن الوزير السابق أحمد مرتضى، لكنها كانت موجهة إلى ملك الأردن عبد الله الثاني والشعب الأردني.
وقال إن "العالم العراقي الدكتور احمد مرتضى احمد الزهيري عالم من علماء العراق وله الدور الكبير في اعمار العراق بعد عام 1991 ووزير النقل والمواصلات في عهد النظام الوطني قبل الاحتلال يرقد الان في مستشفى ابن الهيثم في عمان - الاردن دون اهتمام رسمي عراقي".
وأضاف الحمداني في رسالته: "انني لن ادعو حكومة بغداد ولا السفارة العراقية في الاردن.. لكنني اتوجه الى جلالة الملك عبد الله الثاني، والشرفاء من الشعب الاردني الشقيق والجالية العراقية في عمان للاهتمام بصحته وظرفه الراهن فهم اهل الكرم العربي الاصيل".