سلّط تقرير لصحيفة ARAB NEWS"" السعودية، الجمعة (28 أيار 2021)، الضوء على مخاوف السكان في الموصل من عودة عشرات العائلات العراقية، مؤخراً، من مخيم "الهول" الذي يضمّ عوائل يشتبه بصلتها بتنظيم داعش، إلى محافظة نينوى.
وتقول الصحيفة السعودية، التتكتب بالإنجليزية، وتابعها موقع IQ NEWS، إن "عودة عشرات العائلات العراقية المشتبه في صلتهم بتنظيم داعش من سوريا إلى الموصل أثارت مخاوف بين السكان الذين نجوا من أهوال حكم داعش".
وغادر نحو 300 شخص من حوالي 90 عائلة مخيم "الهول" الذي يديره الأكراد في شمال شرق سوريا ، اليوم الثلاثاء ، تحت حراسة الجيش العراقي ، بحسب ما قال مسؤول في الإدارة الذاتية الكردية، لوكالة فرانس برس طلب عدم الكشف عن هويته.
وتضيف " ARAB NEWS"، أن "هذه أول كانت أول عملية إعادة لعائلات عراقية من المخيم الذي يضم أكثر من 60 ألف شخص بينهم أقارب مقاتلي داعش، وجاءت في إطار اتفاق بين بغداد والتحالف متعدد الجنسيات الذي يقاتل المسلحين"، قائلة: "لكن هذه الخطوة أثارت الكوابيس للعديد من سكان الموصل".
وأشارت إلى أن " الموصل، كانت على مدى ثلاث سنوات قلب (الخلافة) التي أطلقها داعش، وقد فرض مقاتلو داعش تفسيرًا صارمًا للشريعة الإسلامية ، وحظروا الموسيقى والتدخين وفرضوا عقوبات قاسية ، بما في ذلك قطع الرؤوس في الأماكن العامة ، على أولئك الذين ينتهكون قواعدهم".
وتنقل الصحيفة عن جندي اسمه عمر امتنع عن ذكر لقبه لأسباب أمنية، ويبلغ من العمر 28 عاماً، قتل عناصر داعش والده،: "نحن نعارض عودتهم تمامًا"، مضيفاً "مستقبلنا مظلم وخطير لأن المسلحين سيعيشون بالقرب منا".
"إنها قنبلة موقوتة"
وأعلن العراق رسمياً الانتصار على داعش أواخر عام 2017 ، بعد أشهر قليلة من طرد المسلحين من الموصل، مركز محافظة نينوى.
وقال مسؤول في الإدارة الكردية السورية، حسبما تنقل الصحيفة، إن "المغادرين يمثلون موجة أولى من العائلات العراقية لمغادرة مخيم الهول".
وتم إرسال العائلات باتجاه القيارة، وهي منطقة تقع جنوب الموصل تضم مخيم الجدعة، وفق الصحيفة.
وتقول وزارة الهجرة العراقية إن "هذا المخيم يستضيف ما يقرب من 7500 نازح وعائلات مقاتلي التنظيم في منطقتين منفصلتين".
"كيف يمكننا قبول عودتهم بينما لا يزال الكثير من الناس حزينين على فرد واحد على الأقل من أسرهم اختفى بعد أن اعتقله داعش ولم يتم العثور على جثته؟" قال عمر.
وحثت الإدارة الكردية الذاتية التي تدير مناطق واسعة شرق سوريا، يقع فيها "مخيم الهول"، المجتمع الدولي مرارًا وتكرارًا على إعادة الرعايا الأجانب المحتجزين في شمال شرق البلاد ، "لكن الدعوات لم تلق آذانًا صاغية إلى حد كبير".
ويشكل العراقيون ما يقرب من نصف سكان الهول، وفقا للأمم المتحدة.
وقالت وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان جابرو إن "من واجب الدولة استقبال العراقيين العائدين وتوطينهم في المخيمات القائمة قبل دمجهم في مناطقهم الأصلية".
وسعى مدير مديرية القيارة صلاح حسن الجبوري إلى طمأنة الأهالي.
وقال الجبوري إن العائلات "لا تشكل خطراً أمنياً، رغم أنني أتفهم المعارضة الشعبية لأنها من مخيم الهول".
من جانبه، يقول علي البياتي، عضو لجنة حقوق الإنسان العراقية، إن مخاوف السكان تنبع من "الافتقار إلى الشفافية".
وأضاف: "لا أحد يعرف ما إذا كان هؤلاء الأشخاص قد تم استجوابهم أم أنهم خضعوا لتحقيق".
وتقول الصحيفة السعودية، إنه "قبل قبولهم ، كان على (السلطات) أن تضمن عدم توجيه أي تهم إليهم أو ارتكابهم جرائم.
وعبر عمر الحسيني، ناشط حقوقي من الموصل، عن شكوكه.
وقال: "على الحكومة أن تكون حذرة" لأن العائلات أمضت سنوات في مخيم الهول "تحت تأثير المسلحين".
وتساءل: "هل الدولة قادرة على دمجهم وقبل كل شيء حماية المجتمع؟"
وبعد أكثر من ثلاث سنوات من إعلان العراق هزيمة داعش ، ما زال نحو 1.3 مليون شخص نازحين داخليًا ، خمسهم في مخيمات، وفقًا للأمم المتحدة.
وسارعت السلطات العراقية بإغلاق المخيمات في الأشهر الأخيرة، لكن المنظمة الدولية للهجرة تقول إن العديد من السكان غير قادرين على العودة إلى ديارهم لأنهم غالبًا ما يُتهمون بصلاتهم بتنظيم داعش.
بالنسبة لعمر الجندي، ستكون الحياة مع العائدين "مستحيلة".
"لقد احتفظوا بأفكارهم المتطرفة"، قال.