بدأ رجال الدين الإيزيديين، الخميس (24حزيران 2021)، الصوم لمدة أربعين يوماً ضمن طقوس "أربعينية الصوم"، التي تستمر لغاية الثاني من آب المقبل.
وهذا الموعد ثابت لإداء هذه الفريضة الدينية، لدى الإيزيديين، والمقتصرة على رجال الدين فقط، إذ يتوّجب عليهم الصوم خلالها باعتبار أنها "أشد الأيام حرارة في فصل الصيف".
وتبدأ طقوس "صوم الأربعين" في موقع "الجلخانة" في معبد لالش، وعندما تنتهي يحتفل عموم الإيزديين بعيد أربعينية السيف حيث تقام مراسم العيد في المعبد ذاته.
ويقول المسؤول الإعلامي للمعبد، لقمان سليمان لموقع IQ NEWS، إن هذه العبادة من أهم العبادات الرئيسة لرجال الدين الإيزديين، وهي تبدأ من 24 حزيران ولغاية 2 آب من كل عام.
ويطلق على رجال الدين الذي يؤدون هذه الفريضة تسمية "جله كر".
ويضيف سليمان، أنه بعد الانتهاء من موسم الصيام، يحتفل الايزيدون بعيد "جل هافين"، أي أربعينية الصيف.
ويقصد أتباع الديانة الإيزيدية هذا المعبد خلال أيام العيد لتهئنة المجلس الروحاني ورجال الدين وتقديم الخيرات والقرابين.
ويعد معبد لالش الذي يقع في منطقة شيخان التابعة لمحافظة نينوى المركز الديني للطائفة.
ولدى الطائفة الإيزيدية 7 أعياد سنوياً، وهي "سرسال"، و"روزين ئيزي"، و"جما"، و"جلى هافين"، و"جلى زستان"، و"بيلنده"، و"قوربان"، و"خضر إلياس".
ويتراوح عدد أيام الاحتفال بهذه الأعياد بين يوم واحد وسبعة أيام.
وقتل تنظيم داعش آلاف من الرجال والنساء الإيزيديات عندما سيطر على مناطقهم في سنجار وسهل نينوى صيف 2014، ودفن العديد منهم في مقابر جماعية كُشف آخرها قبل أشهر، كما سبى الآلاف أيضاً من الفتيات والأطفال الإيزيديين ولا زال مصير بعضهم مجهولاً حتى الآن.
ودمّر التنظيم غالبية معابد الإيزيديين في المناطق التي سيطر عليها، فيما نجا معبد "لالش" أهم المعابد وأقدمها لوقوعه آنذاك في منطقة كانت تسيطر عليها قوات البيشمركة.
في 2009، قررت رئاسة إقليم كردستان اعتبار أيام الأعياد الرئيسة للطائفة الإيزيدية عطلة رسمية في المناطق التي تقطنها غالبية إيزيدية في الإقليم.
والديانة الإيزيدية هي بقايا ديانة شرقية قديمة ما تزال تحتفظ ببعض التقاليد والعقائد التي تعود لشعوب وادي الرافدين الموغلة في القدم، والتي جددها الشيخ عدي بن مسافر في القرن التاسع للميلاد، وهي ديانة غير تبشيرية تؤمن بوجود الله وتؤدي طقوسها باللغة الكردية.
ويقدر عدد معتنقي الديانة الإيزيدية في العراق أكثر من نصف مليون شخص، معظهن يسكن في مناطق تابعة لمحافظتي نينوى ودهوك، مثل سنجار وشيخان وتلكيف وبعشيقة وسيميل وزاخو.
وهاجر نحو 20 ألف إيزيدي من العراق منذ بداية التسعينيات إلى أوروبا وتتمركز الغالبية منهم في ألمانيا والسويد.