بساتين مهجورة، وأخرى تحولت إلى ركام بفعل العمليات "الإرهابية"، والعزوف عن الزراعة، كبدت مدينة الرمان الأولى "شهربان" في محافظة ديالى، خسائر كبيرة، انخفض إثرها انتاج المحصول، إلى أقل من الربع مما كانت تنتجه قبل سنوات، وفيما انشغلت المحافظة بمواجهة الإرهاب، والأزمات المترتبة عليه، عمل مزارعو إقليم كردستان على العناية بهذا القطاع، وتصدر الانتاج.
سببان لتراجع الرمان!
يقول صحاب إحدى البساتين في قضاء شهربان (المقدادية 45 كم شمال شرق بعقوبة) أحمد نصير لـIQNEWS ، إن "الانتاج تراجع بشكل كبير ومخيف في بساتين الرمان داخل المدينة، ويعود ذلك الى عدم الاستقرار وتداعيات الأوضاع الأمنية التي مرت بمحافظة ديالى، حيث إن الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش، دمر ما يقارب 40 بالمئة من مساحات البساتين"، وفق تقديره.
وكان تنظيم داعش، قد سيطر في شهر حزيران 2014 بالكامل، على مدينة الموصل، ثم تقدم باتجاه المحافظات المحاذية للمدينة، من بينها أغلب مدن محافظة ديالى، والأنبار ومحافظة صلاح الدين. وفي 25 كانون الثاني 2015 أُعلِنَ عن تحرير جميع أراضي محافظة ديالى، فيما لا تزال جيوب التنظيم مستمرة في تنفيذ بعض العمليات المسلحة، في أطراف المحافظة، والمناطق الزراعية.
ويورد البستاني نصير سبباً آخر، قائلاً، إن "أصحاب البساتين، أقدموا على بيع الأراضي لتتحول من بساتين إلى أحياء ومنازل، وهذا الأمر أخرج ما يقارب 2000 بستان، تُقدَر مساحتها بحدود 25 ألف دونم موزع في قضاء المقدادية والنواحي التابعة لها، وكذلك ناحية دلي عباس والمنصورية، وما يجاورها من المناطق".
ويرى نصير أن "هوس التعيين والجلوس على الكرسي دفع بالعشرات من أصحاب البساتين وأبنائهم، إلى ترك الزراعة والتوجه إلى الوظائف الحكومية وبعد خرج نحو 15 بالمئة من رؤوس الأموال والأيدي العاملة، والتوجه صوب التعيين، كل هذا ترك فراغاً كبيرا، تسبب بتراجع الانتاج"، مبينا "إذ إن انتاج الرمان يتجاوز في عموم ديالى الـ 100 ألف طن سنوياً، والآن لا تنتج المحافظة ربع الكميات السابقة".
انخفاض انتاج شهربان
من جهته، يؤكد عضو الجمعيات الفلاحية، في محافظة ديالى، عبد الله العزاوي لموقعIQNEWS ، أن "ديالى كانت تعتبر المجهز الرئيسي لفاكهة الرمان، وحتى يُطلَق عليه رمان شهربان، الذي يقرأ ويكتب، بالوصف الدارج"، مبينا أن "الانتاج الحالي بعموم محافظة ديالى يصل إلى نحو 10 آلاف طن في أحسن الأحوال بعد أن كان أكثر من هذا الانتاج".
وحذر العزاوي من "تراجع الانتاج الزراعي لقطاع الفواكه في عموم المحافظة"، مضيفا أن "الجمعيات الفلاحية نظمت أكثر من ندوة للتعريف بأهمية زراعة الرمان ورعاية البستان، ورعاية الفلاح للمنتوج الذي كان يساهم في تشغيل آلاف العاطلين عن العمل وكانت ديالى تُصدِر إلى جميع الأسواق المحلية من البصرة إلى دهوك".
كُردستان تسحب البساط من شهربان
في حدود السنوات الأربعة الماضية، انتبه فلاحو ومزارعو إقليم كردستان، إلى أهمية قطاع انتاج الرمان، وعملوا على زيادة المساحة المزروعة، في السليمانية وحلبجة، وعدد من مناطق أربيل، يقول شيرزاد غريب، أحد مزارعي الرمان في الإقليم.
ويقدر غريب المساحات المزروعة بحوالي "15 ألف دونم، عملت على زيادة الانتاج بشكل كبير، ومن ثم أوصلت أسواق كردستان حد تصدر الرمان، إلى عموم المحافظات، بسعر يتراوح بين الدولار إلى دولارين، للكيلو غرام الواحد، في الأسواق المحلية".
ويلفت إلى أن "المزارع في كردستان، يولي اهتماما كبيرا لأشجار الرمان، لغرض الحصول على منتوج ذو جودة عالية، وحبة حمراء كبيرة، فيها كميات جدية من الماء، ومعرضة لأسمدة حيوانية، وعناية تتمثل بالتقليم، والنظافة، لتعطينا انتاج أكبر".
ويوم أمس الخميس (29 تشرين الأول 2020) انطلقت في مدينة حلبجة، جنوبي شرقي محافظة السليمانية، فعاليات المهرجان السادس للرمان والمنتوجات المحلية، والذي يعرض جميع المنتوجات المحلية بمشاركة العشرات من الشركات، والمزارعين ورجال الأعمال.
وعن هيمنة رمان الإقليم، يؤكد أحد تجار الرمان، ويدعى خليل علي، قائلا إن "رمان كردستان بات يسيطر على الأسواق المحلية في العلوة (سوق بيع الخضار والفواكه)، بعد أن كنا قبل سنوات ننقل رمان شهربان إلى الأسواق، بتنا نعمل بالعكس، حيث ننقل الرمان من السليمانية إلى أسواق ديالى".