كركوك- IQ
يعد جسر داقوق في محافظة كركوك، شاهداً على أحداث تاريخية مثلت انعطافات كبيرة في تاريخ العراق، ولا زال الجسر رغم قدمه سالكاً حتى اليوم ويستخدمه الناس في العبور.
"قبل 137 عاماً، بنى العثمانيون، الذين كانوا يحكمون العراق، جسراً في قضاء داقوق (45 كم جنوب كركوك)، وسمي بجسر داقوق العثماني، وهو من أقدم الجسور في المحافظة ويربط مدن شمال العراق بالعاصمة بغداد، حيث تقع داقوق على الطريق الرابط بينهما"، يقول رائد عكلة، مدير آثار كركوك.
ويضيف في حديث لموقع IQ NEWS، أن "هذا الجسر استعمل لسنوات كممر رئيسي لانتقال المدنيين من كركوك باتجاه العاصمة، قبل أن يتم اعتماد ثان للمسار الجديد الذي يربط كركوك بقضاء داقوق والطوز وصولاً إلى ديالى وبغداد".
من جانبه، يقول المختص في الشؤون التاريخية، ياسين الحديدي لموقع IQ NEWS، إن "جسر داقوق الحجري، يعتبر من أقدم الجسور التي بنيت في كركوك، إلى جانب الجسر الحجري أول جسر بناه العثمانيون في كركوك".
ويوضح أن "الجسر الحجري، بناه العثمانيين لغرض استخدامه اثناء فترة تواجدهم في العراق، كممر مهم لهم، وفي مقدمة الجسر توجد أجزاء من الهيكل الحديد الذي يستخدم للعبور وربط أجزاء الجسر ببعضها".
في عام 1914، دخلت القوات الإنجليزية إلى العراق محاربة القوات العثمانية، واستخدمت جسر داقوق للانتقال صوب بغداد، كما يقول الباحث في الشأن الآثاري سعدون خليل لموقع IQ NEWS، مضيفاً أن تلك اللحظات شاخصة في ذاكرة المدينة.
ويتكون الجسر من 12 قوساً مبني بحجر الجبال، وهي الطريقة القديمة المعروفة في البناء، وبهيئة الأقواس والقبب، وتتميز بالقوة والرصانة، يوضح خليل، الذي يشير أيضاً إلى انهيار مقدمة الجسر عندما عبرته القوات الإنجليزية ثم جرى تعمييره بواسطة هيكل حديدي تم استيراده من بريطانيا ليتعانق الحجر العثماني مع الحديد الإنجليزي ويبقى أثراً لحقبتين مؤثرتين مرتا على العراق.
