"انا ارى الخشب مادة مطواعة، يتشكل وفق ما تراه مخيلتي من تصاميم، والنتيجة تكون دائما كما تخيلتها، قد يرى البعض أن المهنة صعبة بعض الشيء، خاصة وانني كفتاة يجب أن احافظ على جمال اظافري كما احافظ على استمرارية عملي بالضبط"، تقول النجارة نور الجنابي، المعروفة بـ"فنانة الخشب".
اقتحمت نور الجنابي نجارة، مهنة لطالما كانت حكرا على الرجال، وتقول في حديث لـموقع IQ NEWS، إن "ما أثار استغراب العديدين في البداية، هي أن منطقة الدورة في بغداد، تحظى بأول امرأة اقتحمت عالم النجارة، وتحولت لفنانة يمكنها تحويل اي اثاث قديم او ما تعرف بالكراكيب إلى تحف فنية تزين بيت مالكها".
البداية
ونور طامي الجنابي من حملة الشهادة المتوسطة ومن مواليد عام 1993، بدأت قبل اربعة اعوام بأعمال بسيطة باستخدام اثاث منزلها والاقارب، وتحول هذا الاهتمام، بعد تشجيع الاهل، إلى الجيران لتبدأ بعدها نور بفتح حسابات خاصة لها بمواقع التواصل الاجتماعي، (الفيسبوك والانستغرام والتيك توك)، للإعلان عن أهم انجازاتها والتعريف بها.
وتضيف أن "مراحل عملي ومشاريعي موجودة باستمرار، خصوصا بعد اعداد ورشة خاصة استطعت توفير كل التجهيزات لها في البيت"، مبينة أن "الورشة تتضمن اعمال النجارة، من ديكورات خشبية ونجارة الموبيليا من غرف نوم وقطع اثاث خشبية وغيرها، وعمل ديكورات داخلية بابتكارات مختلفة نوعا ما، من خلال اضافة لمسة الخشب".
وتتابع "كما اصمم تخم نجارة هيكل ودوشمة واعادة تدوير الاثاث القديم تخم، غرف نوم، قطع خشبية وغيرها، وأقوم بتحويلها إلى تصميمات حديثة من حيث الوانها والشكل الخارجي، وبما يتناسب مع الموديلات الدارجة الان".
ليس هناك ما يصعب على النساء
وتضيف "من قال بوجود ما يصعب على النساء، ها أنا أعمل كأول نجارة في العراق"، وتشير نور التي آثرت أن تتجه إلى النجارة، بدلا عن مشاريع المهن اليدوية التي تبدع فيها أيضا، كخياطة فساتين المناسبات والطبخ، "وجدت النجارة هي الاقرب إلى قلبي، وعلى الرغم من أنني أم لأربعة اطفال اكبرهم في الـ13 من عمرها واصغرهم في الـ6 من عمره، إلا اني أحاول ايجاد الوقت للقيام بالأعمال المنزلية والعناية بالأطفال والاتجاه إلى ورشتي لإنجاز الأعمال".
وتتابع "قبل أن تكون النجارة مهنة، فهي هواية حولتها إلى مصدر للعيش واستخدمت فيها جميع خبراتي بالخياطة واختيار الالوان والموديلات، ليكون المنتج رائعا ويثير دهشة الزبائن دائما، وعندما امتهنتها وجدت فيها نفسي وذاتي لأني أجد فيها التميز والابداع الكثير".
كيف واين!
وتشير إلى أن "أفكار تصاميمها تأتي من خلال استماعها للزبون، وسؤاله حول طبيعة منزله ومساحته والديكور المستخدم، والوان الستائر والجدران والارضية، لاستمد منها الفكرة الاساسية التي يريدها واعطيه بعض الافكار أيضا لنضيفها ونخرج بنتيجة ترضي الطرفين".
وتتابع قائلة: "بحسب خبرتي في الخياطة، فانا اجيد اختيار الالوان، ولدي طموح مشروع مستقبلا، بأن أكون صاحبة ورشة عمل كبيرة ومصنعا للأثاث ومعملا خاصا بنجارة كل ما يمكن صنعه من الخشب، خاصة وانني في البدء كنت أتخيل أن فكرة تقطيع الخشب واعادة تركيبه وصنعه بملامح جديدة، يتطلب خبرة هائلة، الا أنني وبعد القليل من الممارسة صرت وبمجرد النظر إلى النموذج الذي أود صنعه، أتمكن من تحويل الخشب الذي بين يدي وبسرعة لكرسي أو أريكة، أو طاولة وهو الامر الذي يساعدني في بناء ما أريده في المستقبل".