ديالى- IQ
رغم وجود نحو 100 مشروع للدواجن، كبيرة وصغيرة، في محافظة ديالى، إلا أن السكان يعانون ارتفاع أسعار منتوجاتها ويلجأون إلى المستورد، وفيما يقول بعض العاملين في هذا القطاع إن 70 بالمئة من انتاجهم يسوق إلى جنوب ووسط البلاد، يتحدث غيرهم عن "تحكم حيتان كبيرة" بالأسعار عبر الاحتكار.
"الانتاج غزير"
"ديالى تقع ضمن المحافظات العراقية ذات الانتاجية العالية من الدواجن، وفيها الكثير من المشاريع"، يقول رياض الطائي، مدير المستشفى البيطري في هذه المحافظة، مشيراً إلى أن أرقام مستشفاه توضح غزارة الانتاج، وفي آب الماضي، عندما كانت أزمة الغلاء في أوجها، كان معدل انتاج الدواجن "مرتفع جداً" قياساً بالأشهر الماضية.
وأضاف الطائي في حديث لموقع IQ NEWS، إن الانتاج شمل لحم الدجاج والأفراخ والبيض، وسُوّق إلى أسواق المحافظات الأخرى.
كيف تحدد الأسعار؟
تعتمد أسعار الدواجن ومنتجاتها على العرض والطلب، وليس بناءً على اللوائح التي تضعها الدوائر الحكومية المعنية، وفق ما يقول راسم العبيدي، صاحب حقول دواجن تقع قرب بعقوبة، مركز محافظة ديالى.
وبحسب العبيدي، فإن مشاريع الدواجن في يالى تنتج "5 أضعاف حاجة الأهالي، ويسوّق أكثر من 70 بالمئة من الانتاج إلى أسواق جنوب ووسط العراق لأنها أسواق دائمة لهذه المنتجات منذ أكثر من 40 سنة، ففي بغداد مثلاً، والتي تشكل ربع سكان العراق، لا توجد حقول دواجن تؤمن احتياجات السكان هناك".
وعن أسباب ارتفاع الأسعار في ديالى رغم الانتاج الغزير، يقول راسم العبيدي في حديثه لموقع IQ NEWS، إن "حيتان كبيرة هي من تتحكم بالأسعار فهي تشتري أكبر كميات الانتاج ثم توزعه على تجار الجملة في بقية المحافظات،
ويرى أن "هناك سياسة احتكار غير معلنة يقوم بها متنفذون يسيطرون على بورصة أسعار الدواجن ومنتجاتها في عموم العراق.. نحن نبيع بهامش ربح بسيط، المشكلة معقدة ويوجد تداخل في القوى المتنفذة".
إدارة بعقوبة: "نعم.. توجد قوى متنفذة متحكمة"
يتفق عبد الله الحيالي، قائممقام قضاء بعقوبة، الذي يمثل مركز محافظة ديالى، مع الأسباب التي يقدمها صاحب حقول الدواجن راسم العبيدي، ومالك الأسواق قصي العزاوي، لارتفاع أسعار منتجات الدواجن في المحافظة.
ويقول لموقع IQ NEWS إن "ديالى رغم تصدرها بقية المحافظات بإنتاج الدواجن لكن الأسعار عالية، والسبب هو ذهاب الجزء الأكبر من منتوجاتها لمحافظات أخرى إضافة إلى اعتماد حركة الاسعار على مسارات عدة منها العرض والطلب، وأيضاً تحكم قوى متنفذة بها".
وتبقى المشكلة معقدة، بنظر العزاوي، "فلو مُنع خروج منتجات الدواجن لأسبوع في ديالى فإن الأسعار ستنهار بنسبة 50 بالمئة وربما أكثر"، مؤكداً أن ضبط الأسعار "يتطلب استراتيجية حكومية تخلق التوازن وتدرء مخاطر المتحكمين بالأسعار والمحتكرين".
"خداع"
وبالنسبة لقيس علي، وهو موظف حكومي متقاعد، فإن أسعار منتوجات الدواجن "عالية جداً"، ملفتاً في الوقت ذاته إلى "عرض منتجات مستوردة في الأسواق على أنها منتجات عراقية".
"نحن ندعم الانتاج الوطني على أن يراعي في أسعاره الفقراء والبسطاء.. يوجد خداع كبير، فالتهريب أصبح نافذة يدر أموالاً كبيرة لجيوب الكثيرين، تروج دعوى حماية المنتوج الوطني من جهة، بينما يتم ادخال المستورد عن الطريق التهريب من جهة أخرى"، يقول الموظف الحكومي المتقاعد لموقع IQ NEWS.