ديالى-IQ
تشكل محافظة ديالى نقطة مرور استراتيجية تربط إقليم كردستان ببغداد وجنوب العراق، مروراً بكركوك، وتسلك الطريق المار بها مئات الشاحنات يومياً محملة بمختلف أنواع البضائع، لكن بعض سائقيها يشتكون تعرضهم لـ"الابتزاز المالي" على هذا الطريق، ويقولون إنهم يدفعون "الاتاوات" من أجل إكمال طريقهم من الشمال نحو الوسط والجنوب.
رسمياً، يتوجب على الشاحنات عندما تسلك طريق كركوك - بغداد التوقف عند ناحية العظيم (27 كم شمال بعقوبة)، لتزن لجنة مشتركة من المرور والشرطة ودائرة الطرق والجسور التابعة لوزارة الإعمار، حمولة الشاحنة، وتأخذ 5 آلاف دينار إذا كانت الحمولة أكثر وزناً من المسموح به، كما يغرم السائق مبلغاً يصل إلى 500 ألف دينار لكل طن وفق وصولات رسمية، بسبب "إضراره بالطريق" كما يقول مصدر في دائرة الطرق والجسور.
ويضيف خلال حديثه لموقع IQ NEWS أن "بعض الشاحنات المخالفة يتم حجزها بناءً على التعليمات والأطر الرسمية"، مشيراً إلى أن وجود توجه بتفعيل ميزان آخر للشاحنات على طريق دلي عباس الاستراتيجي وأيضاً الطريق المار ببلدروز، لكن تفعيلهما بحاجة إلى وقت.
لكن على الأرض، فإن "دفع الاتاوة واجب على جميع سائقي الشاحنات الذين ينقلون بضائع من كردستان عبر طريق ديالى.. الأمر معروف للجميع"، يقول "أبو حماد" سائق الشاحنة الذي يعمل على هذا الطريق.
ويضيف، أن "السائق يدفع على طول الطريق بين كردستان وبغداد مروراً بكركوك وديالى 100 - 150 ألف دينار (100 دولار أميركي) اتاوة بعلم جميع الأجهزة الرقابية الحكومية وقد نظمنا كسائقي شاحنات وقفات احتجاجية عدة لكن دون جدوى.. أنت مرغم على أن (تُحلب) شئت أم أبيت".
في السنوات الماضية، كانت "سيطرة الصفرة" في قضاء الخالص في ديالى، مثار حديث المواطنين العاديين بسبب الحديث المتواتر حول تعرض سائقي الشاحنات للابتزاز فيها، وقال نواب إن تلك الأحاديث صحيحة، وإنهم يمتلكون وثائق تثبت "الابتزاز"، قبل أن ترفع تلك السيطرة التي كانت تمثل نقطة جمركية بين إقليم كردستان وبقية المحافظات العراقية، واستبدلت بنقاط أخرى.
مرة، قال قائممقام قضاء الخالص، شمال بعقوبة، عدي الخدران إن "قوة أمنية نصبت سيطرة على طريق كركوك - بغداد المار بالخالص وفرضت الأتاوات على سائقي الشاحنات القادمة من كردستان، وقد جاءت هذه القوة إلى موقعها الحالي بعد نقل سيطرتهم من منطقة كهريزة شمال ديالى"..
"فعلاً.. لا جدوى من الحديث"
من جانبه، يقول النائب فرات التميمي إن "فرض الاتاوات على الطرق الرئيسة الواصلة بين كردستان وبغداد، المارة بديالى، لا يزال مستمراً في مناطق عدة، وقد أبلغت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بذلك".
وأضاف في حديثه لموقع IQ NEWS، أن "جهات متنفذة هي المسؤولة عن هذه الاتاوات وتحصل من خلالها على ملايين الدولارات سنوياً.. هذا الموضوع قديم جديد وهو تجاوز على القانون، ورغم حديثنا المتكرر إلا أنه لا زال موجود وهناك أشبه بغض النظر عنه".