مع تحسن المناخ وانخفاض درجات الحرارة، شهدت محافظة ذي قار توافد "الرحلات السياحية" المحلية والاجنبية لزيارة المعالم الاثرية ومناطق الاهوار التي تشتهر بها، لكن هذه الوفود تواجه مشاكل جدية تعود الى ضعف امكانات المحافظة من ناحية الفنادق والمرافق السياحية.
وفي تقرير لجريدة الصباح، تابعه موقع IQ NEWS، قال خليل ابراهيم، وهو صاحب شركة سياحية، إن "الشركة سيرت عددا من الرحلات الى محافظة ذي قار منذ مطلع الشهر الفائت، غير ان ارتفاع اعداد السائحين وزيادة الشركات التي تنافسنا على تنظيم هذه الرحلات، اظهرا ان هناك مشكلة في مدينة الناصرية، لاسيما بالنسبة الى الفنادق التي اصبحت عاجزة عن استقبال المزيد من السياح".
واضاف ان "هذا الامر دفعنا الى تأجيل رحلاتنا الى المحافظة، ريثما نحصل على فنادق جيدة لاسكان الكروبات السياحية".
ويعتقد ابراهيم ان "المحافظة غير جاهزة لاستقبال الاعداد الكبيرة من السائحين، لاسيما ان فنادقها القليلة الجيدة محجوزة مقدما للاجانب الذين ارتفعت اعدادهم ايضا من دون ان تكون هناك استعدادت لهذه الزيادة".
ويظهر سكان الاهوار لاسيما اصحاب المشاحيف "البلم" سعادتهم مع تدفق الوفود، إذ يحقق لهم ذلك مكاسب مادية في محافظة ترتفع فيها معدلات العاطلين عن العمل.
كيان الاسدي من سكان الاهوار، قال لـ"الصباح"، إن "المجتمع الاهواري يرحب بالوفود السياحية، ويأمل ان تساعدهم على انتعاش منطقتهم وتحسين حياة سكانها".
وتابع انه "رافقت العديد من السائحين في جولاتهم بمنطقة الاهوار، حيث عبروا عن دهشتهم من سحر المنطقة وتنوع الحياة فيها، غير انهم في الحقيقة يعانون من غياب المرافق الخدمية، فلا مطاعم ولا دور استراحة ولا مرافق صحية، وحتى الطريق الذي يربط الناصرية بالاهوار قديم ويشهد العديد من الحوادث".
واشار الى ان "بعض الأسر في الهور افتتحت مطاعم بسيطة تقدم السمك المسكوف وبعض الاكلات الشعبية التي تشتهر بها منطقة الاهوار، لكنها لا تلبي طموحات السياح الذين يستغربون من اهمال هذه المنطقة التي لو كانت في مكان اخر في العالم لجذبت ملايين السائحين".
وفي هذا الصدد، تصطدم مفتشية اثار وتراث ذي قار بعائق ضعف البنية التحتية وقلة الفنادق، مع تزايد اعداد الوفود السياحية التي ترغب بزيارة الاثار ومنطقة الاهوار.
ودعت المفتشية رجال الأعمال والمستثمرين الى سد هذه الفجوة من خلال الاسراع ببناء المزيد من المنشآت والفنادق، لكون المحافظة باتت وجهة سياحية واعدة في العراق والمنطقة.
وقال مدير عام مفتشية اثار وتراث ذي قار عامر عبد الرزاق لـ “الصباح”: إن "اعدادا كبيرة من السائحين العرب والاجانب والمحليين، توافدوا الى المحافظة خلال الأيام الماضية، إلى جانب الكروبات السياحية التي حجزت جميع فنادق المدينة".
وذكر أن "العديد من الشركات التي تنظم رحلات خاصة إلى الأماكن الأثرية اجلت السفر إلى المحافظة لعدم توفر فنادق كافية لاستيعاب الوفود السياحية".
ودعا عبد الرزاق رجال الأعمال والمستثمرين في قطاع السياحة الفندقية إلى "الاستثمار في محافظة ذي قار، لكونها وجهة سياحية واعدة في المستقبل، لوجود اهم المدن الأثرية التي وضعتها (اليونسكو) ضمن لائحة التراث العالمي، إلى جانب الاستقرار الأمني والاجتماعي الذي تنعم به".
واوضح ان "المحافظة بحاجة لوضع ستراتيجية سياحية من اجل النهوض بهذا القطاع الحيوي، فضلا عن ازالة جميع العقبات التي تعرقل المشاريع الاسثمارية لاسيما في قطاع السياحة"، لافتا الى ان "المحافظة بحاجة إلى المزيد من المنشآت السياحية في قلب المدينة، إلى جانب مشروع تطوير المدينة الاثرية في اور التي رصد لها صندوق اعمار ذي قار 19 مليار دينار".