بأمواجها الجميلة واجوائها الباعثة على الارتياح وذكرياتها الراسخة لدى الأجيال، ما تزال مدينة الحبانية السياحية تعلق في أذهان العراقيين كافة، وتخفق قلوبهم لمجرد سماع اسمها.
خزان ضخم بالغ النفع في الأوقات الحرجة، وجمال مصمم للاستجمام، هكذا توصف بحيرة الحبانية، فما هي تفاصيل العقد الاستثماري الحالي للمدينة، وكيف يتم التحرك من أجل تطويرها؟، وما هي حقيقة تنافس عدة دول على استثمارها؟
يقول مدير اعلام المدينة السياحية الحبانية سعدون الفهد، في حديث لموقع IQ NEWS، إن "المدينة السياحة الحبانية تأسست عام 1976 وتم افتتاحها عام 1979، شيد عليها فندق 5 طوابق مكون من 400 غرفة مع 15 سويت فئة خمس نجوم".
ويوضح الفهد، "شيدت 423 دارا سكنيا في المدينة مقسمة الى صنفين L2/B2، وحصلت المدينة على الكأس الذهبي كأحسن مرفق سياحي في الشرق الاوسط عام 1986"، مبينا أن "أقسام المدنية السياحية بلغت 11 قسما يديرها مدير عام".
وأشار إلى أن "عدد زوار المدينة لهذا الموسم بلغ نحو 20 الى 25 الف، ضمنهم عرسان وعوائل ومجاميع سياحية"، مؤكدا أن "المدينة فيها مؤسسات خدمية ومركز صحي ومركز شرطة ومركز دفاع مدني، فضلا عن مدارس ابتدائية وثانونية ومتوسطة".
ويلفت الى ان "بلاج البحيرة صنف الى اثنين، قسم للشباب، تحت ادارة مستثمر، وبلاج آخر للعوائل تحت ادارة المدينة السياحية".
"عقبات كبيرة"
يقول الفهد، إن "بحيرة الحبانية تواجه عقبات، هي انخفاض منسوب المياه السنوي بين سنه وأخرى، فضلا عن قلة الخدمات السياحة".
ويضيف الفهد، أن "الخطوة القادمة، هي استثمار بلاج البحيرة لغرض توفير الزوارق والألعاب المائية، وتوجيه المستثمر لغرض تأهيل الدور السكنية في القاطع التابع له".
منصة مناسبات مميزة
يقول الفهد، ان "المدينة اقامت عدة مهرجانات وندوات، منها مؤتمر احسن شاعر في الانبار، وكانت جائزته الكبرى سيارة، وايضا خصصت جائزة لأجمل لوحة فنية واجمل فيلم قصير يتحدث عن المآسي التي خلفها داعش".
وأشار الى أن "المدينة زراها عدد من الفنانين المشهورين وأقيمت فيها حفلات، ومنهم الفنان المخضرم ياس خضر وفنانين آخرين، وشهدت حفلا فنيا لعرض الأزياء الفولكلورية، وتوجد خطط لمهرجانات في المستقبل بالتعاون مع وزارة الثقافة".
عقد استثماري قديم وبائس
يقول قائممقام قضاء الفلوجة علي الدليمي لموقع IQ NEWS، إن "المدينة السياحية القديمة التي تقع على بحيرة الحبانية تعد من المراكز السياحية المهمة، ولكن انشأت منذ زمن قديم واحيلت الى مستثمر قبل دخول داعش ولم تتطور وسكن فيها النازحون والمهجرون وتعرضت لخراب كبير".
ويضيف الدليمي، "بعد خروج النازحين وعودة الحياة، بدأت الدوائر المعنية بتنظيف المدينة وتشجيرها واعادتها الى وضعها الطبيعي، لكنها تحتاج الى عمل كبير وتأهيل دورها السكنية، واعادة اعمار فندقها المهدم".
ويطالب بـ"إيجاد مستثمر جديد والغاء العقد مع المستثمر القديم لتطوير المدينة، حتى تكون ذات مرافق سياحية جميلة يتوافد اليها السياح".
ويلفت الدليمي الى أن "مساحة المدينة السياحية الجديدة تبلغ 13 الف دونم، تم عرضها كفرصة استثمارية وتم التفاوض مع مجموعة شركات لإنشائها، من قبل شركات كورية"، مبينا أن "مستثمر المدينة السياحية القديم هي شركة تركية وهنالك عمل جاري لفسخ العقد معها والتعاقد مع شركة جديدة مؤهلة لإدارة المدينة".
وبحسب خبراء في مجال السياحة، فإن "مدينة الحبانية بهذه الحالة تعد أسيرة استثمار بائس يجب نفضه والبحث عن حلول سريعة تنعش هذا المرفق السياحي المهم على وجه السرعة"، لافتين إلى أن "سوق السياحة واعد والعراقيون تواقون للتوافد إلى المدينة السياحة هناك، ما يعطيها أفضلية كبيرة".
وكانت الهيئة الوطنية للاستثمار بالعراق أعلنت، الأحد (28 كانون الثاني 2018)، طرح مدينة الحبانية السياحية مشروعاً استثماريا بكلفة تقديرية تبلغ 25 مليون دولار للمرحلة الأولى.