هانا كمال إبراهيم، هي شابة في الـ(27) من عمرها، وقد يناسبها لقب ملكة الطيور، خاصة وان الاهالي في السليمانية، بدأوا يعلمون حين يسمعون صوت طائر مغرد بأن هانا قد تكون قريبة.
الطيور المصابة فقط
تعشق هانا الطيور منذ صغرها لكنها لم تتحول الى هواية حتى العام الماضي او أكثر بقليل فقط، حين رأت طائرا مصابا وارتأت ان تأويه وتراعيه خوفا عليه من قسوة الطبيعة او هجمات الحيوانات.
قالت هانا "انا من السليمانية بغدادية الاب وكردية الام درست المحاسبة واعمل بوقت جزئي من المنزل حتى أستطيع رعاية صغاري الطيور".
ولكونها تعشق الحيوانات وحمايتها، وتوفير الملجأ الذي يمكن ان يغير من حياتها، جربت هانا ايواء القطط والكلاب الا ان التجربة لم تكن ناجحة خاصة حين اكلت قطة طيرها الأول، حيث تقول هانا: "انا اتبنى الطيور التي تكون من ذوي الاحتياجات الخاصة، يتصل بي اصحاب المحال الخاصة ببيع الطيور حين يصادفهم طير مريض او مشارف على الموت، احيانا يتبرعون به بدون مقابل وأحيانا ادفع مقابله سعر مناسب، وأعلى سعر اشتريت به طير كان مئة الف وكان في حينها مريض جداً، لكنه الان يتمتع بصحة جيدة".
تطلق هانا سراح الطيور بعد تماثلها للشفاء وهناك من يعود اليها ويرفض الرحيل الا انها تحتفظ بالطيور التي لا تستطيع مواجهة الطبيعة او التي لا تتجاوب مع الاجواء العراقية وتمتلك الان ما يقرب الـ20 طيرا بينها المصاب بالعمى وبينها الذي يعاني من حالة نفسية سيئة جدا او مرض الصرع، وهناك من تعاني من فقدان احد اطرافها ولاديا.
تدمع عينا هانا الملونة حين الحديث عن طيورها قائلة: "أرسل احيانا الطيور الى الطبيب البيطري لكني اواجه المشاكل معهم، فليس كل الاطباء يعلمون ما علتها، فاضطر الى التوجه الى الانترنت للبحث في المواقع الاجنبية عن طرق للعلاج اما المجاميع العراقية على مواقع التواصل فلم تفي بالغرض، كانت الاجوبة بسيطة، ولا توصف الحالة او تجد علاجاً لها بشكل حقيقي".
وتشترط هانا في شريك عمرها المستقبلي ان يحب الحيوانات مثلها بالضبط ويمتلك نفس الشغف قالت مازحة "من يتزوجني يتزوج طيوري ايضا".
تقدم لها والدتها الدعم في شغفها وتعتني بالطيور هي ايضا دون ان تقدم اية تلميحات عن رائحة الغرفة التي تضم الطيور وقد لا يستسيغها البعض او عن اصواتها الصادحة ان غنت معا.
وقد يتصل بها اشخاص من اربيل ودهوك وبغداد يمتلكون طيورا تعاني من علة ما خاصة وأانها تنشر في مجاميع خاصة بالطيور انها تستقبل هكذا حالات.
وتهتم ايضا بالوضع النفسي للطيور وقد تصادفها في مقهى يسمح بدخول الحيوانات وهي تصطحب طائرا او اثنين معها.
بين الببغاء والكوكتيل
وعن قيمة ما تنفقه هانا قالت: "امتلك طيورا يصل سعرها الى الـ400 دولار اميركي وانفق احيانا على عملياتها الجراحية مبالغ تصل إلى مئتي دولار"، الا انها ليست للبيع عند هانا فهي ضد بيع او شراء الطيور.
وتمتلك هانا، طيورا من نوع "طيور الحب" تعاني من تشوهات كثيرة بالولادة او ضعفا عام ونقصاً في الريش بسبب اجبارها من قبل مالكها القديم بالتزاوج بين الاخوة والاخوات.
اسماء غريبة
عبد الفتاح، طوني المسيحي وايميليا هارت وصولا الى مانغو وموزارت ايضا، قد يتصور البعض ان لا رابط بين هذه الاسماء، الا انها تعود كلها لطيور فقدت احدى حواسها او اطرافها او تعاني من علة ما وتأويها هانا.
تسمي هانا، الطيور حسب شخصياتها او أي امر لافت يقوم به الطير، مانغو الزاهي بألوانه تحول الى المفتي بسبب علو صياحه وتعقيبه على كل امر يحدث مما دفعها لإطلاق الاسم الاخير عليه، وعبد الفتاح كان هادئاً ويخالف ابناء نوعه ورأت هانا انه فتح عيناها على امور جديدة في الحياة، اما المسيحي طوني فهو يحمل اسم والده الذي توفي قبل فترة مضت، وجماعة طيور الكوكتيل يحملون اسماء خاصة بالموسيقى، مثل موزارت وانجل ونانسي، لأنها تغرد كثيرا.
أما بلو، فجاء اسمه حسب لونه، وتقول هانا: "شخصيته غير واضحة حتى الان لذا فالاسم قابل للتغيير ايضا، أما طمطم فهو اسم لطير يحب كل ما هو لونه احمر.
نصائح للأكل
وحول الاكل الخاص بالطيور عامة تنصح هانا بالآتي: "اكل الطيور يجب ان يكون مشبع بكل الفيتامينات ومختلط من الاكل والخضروات ويجب على من يقتني طيورا القراءة والبحث عن الأكل وعن ما يمكن ان يفيد الطيور او لا، وهناك من الحبوب المفيدة مثل بذور الكتان وبذور الشيا، اما الفاصوليا والبقوليات فلا يجب تقديمه للطيور الا ان كانت مسلوقة، ولا يمكن ان نقدم للطير فقط نوع واحد من الغذاء، والكسل الذي يدفع مقتني الطيور الى شراء الاكل الجاهز يضر بطيورهم، والطير بالطبيعة عادة ما يتناول مأكولات مختلفة، يمكن اطعامها مرة او اثنتين، مثل البيض المسلوق او الخضار والفواكه، ويجب معرفة ما يميل اليه الطير، يمكن وضع عصرة برتقال فوق البذور لتشجيع الطيور على الاكل ايضا".