ما إن وافق رئيس البرلمان محمد الحلبوسي على استقالات أعضاء الكتلة الصدري، والتي عبر عنها "بالموافقة على مضض"، حتى خيمت حالة من القلق على البلاد، من مرحلة ما بعد "الانسداد السياسي"، تلتها لهجات تصعيد من حسابات تابعة لجهات سياسية مختلفة، الأمر الذي استدعى دعوات من رئاسات الجمهورية والبرلمان والقضاء والحكومة والكتل السياسية للتهدئة "ولم وحدة الصف".
وفي ظل هذه الأجواء المشدودة والمتوترة، ظهر النائب السابق عن تحالف الفتح، حامد الموسوي، في لقاء متلفز، وهاجم الحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة ورئاستيهما بألفاظ وصفت بـ"السوقية"، ولم يكتف بذلك بل صعد من لهجته وقال إن "هناك 6 ألوية على مشارف حدود إقليم كردستان"، في تصعيد خطير غير مسبوق منذ سنوات، مشيراً إلى أن القوى الشيعية الخاسرة في الانتخابات ستقود تحالف "إنقاذ وطن" بـ"قوة السلاح" لحكومة تشكلها بعد استقالة الكتلة الصدرية من البرلمان.
ويأتي هذا التصعيد من الموسوي، بعد أن قرر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الانسحاب من العملية السياسية، ووجه نواب الكتلة الصدرية (أكثر من 70 نائباً) بتقديم استقالتهم.
أول من رد على تصريحات القيادي في تحالف الفتح، هي النائبة عن تحالف تقدّم، أسماء العاني، وقالت عبر تغريدة على تويتر: "عليك أن تعي جيداً ما تتحدث به، وتأكد دائما وأبدا لن تتمكن انت ومن يقف خلفك بهذه التصريحات المسيئة من ثني إرادتنا"، مضيفة: "اعلم أن التفاهمات السياسية لها سياقاتها، والعمل السياسي له أبجدياته وأخلاقياته، التي تبتعد عنها وأمثالك مسافات طويلة".
وفي الساعات الأولى اليوم الثلاثاء، تداولت وكالات الأنباء خبراً منقولاً عن مصدر لم تسمه في تحالف الفتح، قال فيه إن "تصريحات حامد الموسوي لا تمثل الفتح ولا تعبر عن سياسته مع الشركاء، وأن هذه التصريحات مرفوضه ومنهج الفتح والاطار هو الاحترام لكل الفرقاء السياسيين".
لكن هذا التصعيد الخطير في هذا الوقت الحساس، تطلب صدور بيانات لاحقة تتبرأ من كلام الموسوي، بينها بيان المكتب الخاص لزعيم تحالف الفتح هادي العامري جاء فيه: "ما صدر عن (حامد الموسوي) في احد الحوارات التلفزيونية امس الاثنين، لا يمثل رأي هادي العامري او الاطار التنسيقي او تحالف الفتح، وهذه اللغة التي تحدث بها السيد الموسوي مرفوضة جملة وتفصيلا لانها تعكر المناخ السياسي وتخالف المنهج المعتدل الذي يتبناه تحالف الفتح وقيادته".
في موضع آخر، وضع تطبيق فيسبوك صفحة النائب السابق حامد الموسوي بقائمة الأفراد الخطرين، أثناء كتابة اسمه في محرك البحث.
تداعيات "تهديد" الموسوي
واستنكرت النائب عن تحالف السيادة سارة لطيف الدليمي، "التصريحات المقيتة التي ادلى بها حامد الموسوي عن تحالف الفتح"، وأكدت عبر منشور على منصة فيسبوك: أن "تحالفنا في السيادة يلتف حوله جمهورنا وشعبنا، وما صدر من تصريحات عن (حامد الموسوي) لا تعبر الا عن ما في داخله من حجم النبرة الطائفية المقيتة التي نبذها المجتمع ولا عودة لها".
وخاطبت الدليمي القيادي في تحلف الفتح قائلة: "تجارتك بخسة وردت بضاعتكم لكم".
فيما قالت النائب عن تحالف السيادة، زيتون الدليمي عبر تدوينة على تويتر: "ردًا على المدعو حامد الموسوي: لن تعلوا باتهامك لرموز الوطن، انت ومن خلفك لا تفقهون ابجديات السياسة".
ردًا على المدعو حامد الموسوي
— النائب زيتون الدليمي (@zytwn_aldolamy) June 13, 2022
"لن تعلوا باتهامك لرموز الوطن"
انت و من خلفك لا تفقهون ابجديات السياسة#اعرف_قدرك
أما النائب مها الجنابي، فردت على الموسوي قائلة: "إذا كنت تعتقد انك تستطيع لي أذرع الوطنيين بهكذا تفاهات، فاعلم أن ثورة الشجعان في الانتخابات النزيهة التي أورثتنا المسؤولية وأورثتك الفشل ما تزال تسير بتقدم إلى الأمام بزعامة الوطنيين".
فيما رأت النائب نورس العيسى، أن ما ظهر عليه حامد الموسوي "مثير للشفقة تارة وللاشمئزاز تارة أخرى، وهو يجتر عبارات طائفية ويسوق إساءات مأجورة"، وخاطبته قائلة: "في السيادة قمم لن تطال وإرادة كالجبال ستمضي في مشروعها الوطني دون أن تلتفت لتخرصاتك".
بدورها أشارت النائب وحدة الجميلي، إلى أن "تصريح النائب السابق الذي فشل في أن يكسب ثقة جمهوره ماهي الا فشل بائن يضاف لفشل قوى الإطار التنسيقي في حلحلة أزمة هم من أفتعلها ويرمون بثقلها على غيرهم".
من جهتها ردت النائب سميعة الغلاب على حامد الموسوي قائلة: "عليك اولا أن تعرف حجمك ياهذا، وأياك ان تتفوه بكلام يفوق قدرتك، لا انت ولا غيرك، يتمكن من تهديدنا، والمثل يقول "الما يعرف تدابيره، حنطته تاكل شعيره".
فيما نبهت النائب أزهار حميد السدران، إلى أن "تحالف السيادة يمثل مكوناً أسياسياً من مكونات الشعب، ويسعى لعقد تحالفات استراتيجية مع شركائه تصب بمصلحة البلد ولن يلتفت لنعيق غربان الحقد والطائفية".
من جهة أخرى، كتب عرفات كرم، مسؤول الملف العراقي في مقر مسعود بارزاني تدوينة جاء فيها "كيف يمكن أن نتحالف مع هذه العقلية، لو كنتَ قرأتَ أسطراً في التاريخ لعلمتَ أن الرئيس بارزاني لا تزيده التهديدات إلا قوةً وصلابةً وعناداً ومقاومةً، فاقرأ شيئا من التاريخ لكي تعرف حدودك وحجمك أمام قمم الجبال الشامخة".
أما النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني محما خليل علي آغا، فقال في بيان جاء فيه: "ظهر علينا النائب السابق حامد الموسوي في تصريح مؤسف أعاد الى اذهاننا الممارسات الدكتاتورية للنظام السابق"، مضيفاً: رغم ثقتنا بان هذا التصريح يمثله هو وحده، ولا يمثل إخواننا بالمكون الشيعي وتحالف الفتح الذي ينتمي اليه الموسوي، لكن الحديث بهذا الأسلوب غير المقبول يكشف عن نيات مبيتة تجاه المكون الكردي والحزب الديمقراطي الكردستاني والزعيم الرئيس مسعود بارزاني، ويدفعنا الى التوقف عنده والتفكير به مليا".
ورأى ان "الحديث عن استخدام القوة العسكرية بستة الوية على حدود إقليم كردستان، حديث خطير يساهم بتهديد التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي، ويعبر عن منهجية لا تحترم القانون والدستور، وتهديم للديمقراطية في العراق التي كان ثمنها باهضا من دماء الشعب العراقي بكل مكوناته ومنهم المكون الكردي"، منبها على أن "التطرف وتهديد السلم الأهلي عمل مخالف للقانون والدستور، ويحاسب عليه القضاء العراقي بأقصى العقوبات، ونحن في إقليم كردستان لا نسمح بتهديد السلم الأهلي، وسنحتفظ بحقنا باللجوء الى القضاء العراقي. كما ان هذا التصريح يحتاج الى توضيح رسمي من تحالف الفتح، الذي يجب عليه ان يبينه على الرأي العام".