بغداد - IQ
لا تتوانى الأنهار والبحيرات والبزول عن التهام فرائسها السهلة من الأشخاص الذين لا يجيدون السباحة، حينما تكون المياه الجارية ملاذهم الوحيد للترفيه، في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة التي تصل إلى 50 مئوية في بعض أيام الصيف في العراق. هذه الحوادث قادت إلى مبادرات مدنية هدفها التقليل من الحالات هذه خصوصا بين الأطفال.
مبادرة بعد حادث
إحدى هذه المبادرات يقودها مدرب المنتخب الوطني للسباحة الكابتن ساري عبدالله صالح، من مواليد 1990 والحاصل على درجة البكلوريوس في التربية الرياضية: "بدأت المبادرة قبل 3 أعوام بعد غرق الطفل عمر الكبيسي من الاعظمية في نهر دجلة والذي كان حادثا مؤسفا ومؤلماً دفعني لتعليم الأطفال السباحة مجانا حتى وصلت الأعداد حتى اللحظة الى أكثر من 800 طفل"، يقول في تصريح لموقع IQ NEWS.
المبادرة تبدأ بالأساسيات إلا أنها امتدت من العاصمة بغداد الى الموصل والمسيب في بابل ايضا، مع طموح واضح بمد المبادرة الى بقية المحافظات.
ويكمل الكابتن: "المبادرة ذاتية التمويل يشارك فيها 25 عنصرا مدربا متخصصا في هذا المجال وبدأت اولا في بغداد بدورة لساعة يوميا لمدة شهر نتولى فيها بداية التدريب ونوكلها لمختصين بعدنا لاكمالها".
لأرواح الغرقى
ويصف المدرب ساري أن "المبادرة بدأت مع الطفل عمر الكبيسي الذي غرق قبل 3 أعوام كونها قريبة على نهر دجلة والمنطقة شعبية يلجأ أطفالها للنهر للسباحة حيث كانت أول دورة لاطفال الاعظمية في النهر ذاته بعدها في الموصل مبادرة تلويحة لأرواح غرقى العبارة وبعدها في حديثة في الأنبار والمسيب في محافظة بابل".
الفئات المشمولة
ويتحدث الكابتن ساري عن الفئات المشمولة قائلا: "نعلم الاطفال من الجنسين السباحة والأطفال المصابين بمرض التوحد ايضا وذوي الاحتياجات الخاصة، بأعمار صغيرة، وبدأ التدريب في مسبح الاعظميه المغلق ومدينة دجله المائيه حيث سمح اصحابها بالتدريب مجانا ولمدة ساعتين يوميا فيما نقدم بعض العصائر والمأكولات الخفيفة للأطفال حتى لا يشعروا بالإنهاك ولكي يكون هناك دافع لديهم للمشاركة واكمال التدريب في أجواء لطيفة".
مدربون عدة
يشارك في المبادرة هذه،حسب الكابتن، أكثر من 25 متطوعا من المحافظات المختلفة، تبدأ اعمارهم من الـ20 عاما وحتى الـ37 عاما، تتنوع اختصاصاتهم بين لاعبين المنتخب الوطني للسباحة ومنقذين وبين مدربين ومتطوعين للعمل فيما تبدأ فترة التدريب من شهر الـ 7 وحتى نهاية شهر الـ9.
ويخطط أصحاب المبادرة إلى الحصول على دعم وزارة الشباب والرياضة لممارسة العمل التطوعي في جميع المحافظات وتعليم اكبر عدد ممكن من الأطفال و"محو أمية السباحة" في العراق بالإضافة الى بحث امكانية استقطاب عدد من الأطفال للمشاركة بالمنتخبات الوطنية للسباحة.
منقذ الأطفال
المنقذ المشارك في المبادرة مصطفى كامل البياتي من مواليد 1995 تحدث لموقع ـIQ NEWS عن دوره في تدريبات السباحة المجانية للأطفال قائلا: "أعمل حاليا منقذ في نادي اليرموك الترفيهي واشارك في المبادرة منذ بدءها من 3 أعوام وامتلك شهادة من الاتحاد العراقي للتعليم والإنقاذ وتقديم الإسعافات الأولية".
وتابع قائلا: "ننتقل مع المبادرة في اي محافظة كانت الا اننا نبقى للايام الثلاثة الاولى ويتسلم عدد من المتطوعين في المحافظة تلك المسؤولية بعدها أي أننا نبدأها وهم يقومون بمتابعتها وفق تنسيق متفق عليه ولم نسجل اية حالات غرق تحتاج لانقاذ بين الاطفال حتى الان الا اننا سجلنا اصابة الاطفال بعدة جروح في اول دورة تدريب قمنا بها وكانت على روح الطفل عمر الكبيسي وصل عددهم الى 20 طفل بجروح بسيطة جدا لا تتجاوز الخدوش في الارجل".
ويعمل مصطفى على توفير الوقت بين أخذ فترات زمنية من العمل الذي يزاوله لكسب لقمة العيش وبين المشاركة في المبادرة خاصة وأن وقتها لا يتجاوز الساعتين.