هذه هي المرة الثانية التي تشارك فيها أنعام من بغداد (22 عاما) في حملة لمجموعة تطلق على نفسها "سفراء النظافة" وخاصة بتنظيف ضفاف نهر دجلة، ضمن حملة تنظيف يتولاها عدد من المتطوعين كمحاولة نحو زيادة الوعي البيئي.
علمت أنعام عن الحملات المتكررة لسفراء النظافة عن طريق مشارك آخر، وهو رئيس قسم الإسلامية في الكلية التربوية ذاكر ساري، مشارك أيضا في حملات التنظيف، الأمر الذي قاد بالنهاية إلى مشاركة آلاف المتطوعين في كل حملة.
وتشارك أنعام مع أعداد مختلفة من المتطوعين في كل حملة، وصل عددهم في الأولى إلى ألف متطوع، أما الحملة الأخيرة والتي جرت لتنظيف ضفاف النهر فوصل عدد متطوعيها إلى خمسة آلاف، شجع خلالها "سفراء النظافة" المؤسسات التربوية وعدد من الجامعات والمؤسسات الخدمية والشركات الخاصة على المشاركة ايضا.
تقول أنعام لـموقع IQ NEWS "الامر غريب قليلا، الخروج والمشاركة بتنظيف منطقة ما، الا أن رؤيتي الحشود المشاركة ألغى الخجل بداخلي ودفعني مع عدة صديقات الى الانخراط بالعمل دون توقف وكل ما أريده هو أن أرى العاصمة بغداد التي يتغنى بها الشعر على حقيقتها".
على ضفاف دجلة
وبدأت الحملة مع مؤسس واحد هو مرتضى التميمي وهو عراقي يبلغ من العمر 30 عاما مغترب، يعمل مهندس برمجيات في شركة ميتا المالكة لمنصة "فيسبوك" في الولايات المتحدة الاميركية.
ويروي التميمي لـIQNEWS كيف بدأ حملته الأولى في آذار الماضي حيث جاء إلى بغداد ليقضي إجازته ويشاهد الغروب على ضفاف نهر دجلة، إلا أن منظر النفايات وكميتها في الأماكن المحاذية للنهر دفعه إلى الخروج في اليوم التالي لتنظيف النهر بيده.
قال التميمي: "قررت تنظيف ضفاف النهر ووثقت فيديو للصفحات الخاصة بي على مواقع التواصل الأمر الذي جاء بعدد من المتطوعين في اليوم التالي واليوم الذي بعده خاصة وانني اعلنت عن انطلاق حملتي الخاصة لتنظيف ضفاف دجلة طوال مدة اقامتي في بغداد ليصل العدد الى مائتي متطوع في اليوم الاخير لي ببغداد لذا اطلقت الحملة التطوعية باسم "سفراء النظافة بمشاركة ما يقارب الـ5 متطوعين أساسيين وعدد آخر من المساندين".
ويحصل "سفراء النظافة" على العون من أمانة العاصمة ووزارة الموارد المائية بالآلات والمعدات أحيانا فيما تشارك شركات خاصة بعدد من موظفيها كمتطوعين.
ويؤكد مرتضى أن أكثر النفايات التي يعثر المتطوعون عليها هي "البلاستيك والنايلون والفلين"، إذ تنتهي بعلب البلاستيك المطاف في نهر دجلة في الخليج، ما يترتب عنه عواقب وخيمة.
وأقر العراق أقر قانون حماية البيئة رقم 27 لسنة 2009 الذي يهدف إلى حماية وتحسين البيئة من خلال إزالة ومعالجة الضرر الموجود فيها أو الذي يطرأ عليها، والحفاظ على الصحة العامة والموارد الطبيعية والتنوع الأحيائي والتراث الثقافي والطبيعي، بالتعاون مع الجهات المختصة، بما يضمن التنمية المستدامة وتحقيق التعاون الدولي والإقليمي في هذا المجال.
ثلاث مراحل
سيف وهو أحد المؤسسين أيضا لمجموعة "سفراء النظافة" قال إن "الحملة التي انطلقت في يوم التطوع العالمي كانت على اجزاء ثلاث أولها في دجلة والثانية في محافظة ذي قار وبمشاركة عدد كبير من المتطوعين و50 قارب لتنظيف الاهوار وايضا للتشجيع على حماية بيئتها أما المرحلة الثالثة ستنطلق في الايام القليلة المقبلة من اجل تشجيع الحملات الفردية لتنظيف الشوارع والشركات والمناطق القريبة من المنازل".
سيف، الحاصل على البكلوريوس في انظمة الحاسوب، أكد أن "باب الاشتراك بالحملات يتم عبر استمارة تنشرها الحسابات الخاصة بالحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأن نسب المشاركة النسوية يصل احيانا الى 40% من عدد المشتركين".
ونظم سفراء النظافة، حسب سيف، مايقارب الـ50 حملة على مدى الأشهر العشرة السابقة شملت أكثر من 15 محافظة وعدد كبير من المناطق.
وتابع "بداية الحملات كانت من العاصمة بغداد لتتعداها لاحقا الى 15 محافظة كانت فيها بغداد هي الاكثر مشاركة فيما جاءت محافظة ديالى والديوانية وواسط بالمراحل الاخيرة من نسب المشاركة".
وبين سيف ان "التبرعات يمكن ان تأتي فقط على شكل أدوات تستخدم في حملات التنظيف أما التبرعات المادية فممنوعة تماما".