مع ارتفاع درجات الحرارة، سجلت وزارة الصحة وفيات وإصابات في مختلف المحافظات بمرض الحمى النزفية الذي صار ملازما لصيف السنوات الأخيرة، وينتهي بانتهائه، الأمر الذي يدعو للتفكير بجدوى الحملات الوقائية والدعاية لوزارة الزراعة.
المواطن علاء الساعدي من ذي قار، يمتنع عن أكل اللحوم الحمراء كافة وعائلته أيضا خاصة مع زيادة أعداد الوفيات والإصابات بمرض الحمى النزفية حاله حال العام الماضي، الأمر الذي دفعه الى تطبيق إجراءات وقائية خاصة به منها منعه افراد العائلة من تناول أية خضروات او فواكه دون تعقيم ومن شراء اللحوم الحمراء حتى من المجازر المجازة ومن لمس الحيوانات حتى الاليفة منها او المواشي والابتعاد عن الاسواق الشعبية خوفا من الاصابة.
يقول علاء، إن "زيادة الاصابات توجب الحذر خاصة مع انتشار باعة اللحوم على ارصفة الطرق وفي اماكن بعيدة عن المخصصة لبيع اللحوم كما وأن مسلخ المدينة يقع بالقرب من منطقة تجارية تضم مرآبا للتنقل بين المحافظات وعلوة لبيع المواشي وسوقا شعبيا بالقرب منه لبيع الخضار بالاضافة الى سوق هرج الذي يختص ببيع كل ماتحتاجه المنازل وبيع الحيوانات الاليفة ايضا"، وذلك في حديث لـIQ NEWS.
ويلفت علاء إلى "غياب الرقابة على باعة اللحوم حيث تتكدس بسببهم أجزاء الحيوانات والجلود على ارصفة الشوارع وفي اكوام النفايات القريبة من الاسواق الشعبية أو أماكن الذبح غير المسجلة خاصة وأن الحمى النزفية حصدت ارواح عدة مواطنين من المحافظة وغيرها من المحافظات العراقية ايضا".
ما الحمى النزفية؟
وتعرف الحمى النزفية، حسب منظمة الصحة الدولية على انها إصابة فيروسية معدية تشمل طيفًا من الأمراض الخفيفة إلى الشديدة نسبيًا والتي تهدد الحياة بالخطر وتتميز اعراضها ببدء مفاجئ لآلام العضلات والمفاصل، وحمى، ونزيف، وصدمة بسبب فقدان الدم. وفي الحالات الشديدة، يكون النزيف من الفتحات والأعضاء الداخلية أحد أبرز الأعراض.
وتقول المنظمة إن بعض أنواع الحمى النزفية الفيروسية تتضمن حمى الضنك، وحمى الإيبولا، وحمى لاسا، وحمى ماربورغ، والحمى الصفراء ومن غير المعروف أي فيروس يسبب هذه الإصابات في العراق، إذ إن الحمى النزفية قد تنتج عن الإصابة بواحد من عدة فيروسات.
احصائيات "زائر الصيف"
وعلى الرغم من أن اعداد الاصابات في تزايد، الإ أن وزارة الصحة كانت قد اعلنت في 13 أيار المنصرم، أن إصابات الحمى النزفية في العراق بلغت 95 حالةً من بينها 13 وفاةً منذ بداية العام 2023 وحتى الآن.
نقيب اطباء محافظة ذي قار علي عاجل، وصف الامر بأنه من المحتمل جدا أن يشهد العراق عودة المرض بداية كل صيف مقبل إن لم يتم العثور على لقاح أو علاج نهائي.
وبين لـIQ NEWS أن "الإصابات تدل على أن المرض بدأ يتحول الى مرض متوطن ويمكن أن يعود في الصيف القادم إن لم تكن الاجراءات الوقائية صحيحة حيث أن المرض بدون علاج او لقاح ومايحتاجه العراق فعلا لمجابهة هذا المرض هو تضافر جهود وزارة الزراعة ودائرة البيطرة ودائرة البلدية في كل المحافظات خاصة وأن المستشفيات سجلت اصابات لاشخاص لادخل لهم بتربية الماشية نهائيا".
وتابع "ومع ارتفاع درجات الحرارة، نتوقع تسجيل ازدياد اعداد الاصابات".
"لا إجراءات وقائية"
يقول عضو نقابة اطباء البيطرة في ذي قار الدكتور وسام الاسدي إن الحل الأمثل للتخلص من الحمى النزفية بشكل نهائي هو الحجر الصحي للبؤرة.
وشرح الأسدي خلال حديث لـIQ NEWS الإجراءات بقوله "يجب تطبيق الحجر الصحي على المنطقة التي تظهر فيها الاصابات واجراء فحص الـPCR لجميع المتواجدين في المحافظة لتحديد مناطق التفشي ومحاولة السيطرة على الأصابات إضافة الى التخلص من القراد في فترة تكاثره أي بداية فصل الصيف ورش المبيدات قبيل ظهور الأصابة خاصة وأن الحيوانات المصابة لاتمرض مما يجعل قضية الكشف عن الاصابات صعب ويمكن الكشف عن الفيروس في الحيوانات المصابة بفحص الـ pcr او بفحص الاليزا للحيوانات التي مضى على اصابتها مدة 21 يوم".
وأكمل: "الحلول التي طرحتها كان يجب الاخذ بها قبل زيادة الاصابات او انتقالها من منطقة البؤرة نحو المحافظات الاخرى، وحقيقة لا يمكن تقدير كلفة السيطرة على الحمى النزفية الان حيث أن حشرة القراد تكاثرت بإعداد هائلة تصل الى الملايين بهذا الوقت يرافقها ضعف مقدرات الطبابة البيطرية في محافظة ذي قار حيث أن الدائرة تفتقر لأبسط الاحتياجات الخاصة بهذا المرض ولاتمتلك حتى زجاجة واحدة من مواد مكافحة الحشرات".
في الوقت ذاته يرجع الطبيب البيطري ليث الخزرجي، خلال حديث لـIQ NEWS، عودة الإصابات بالحمى النزفية الى صعوبة التخلص من حشرة القراد الى تطور قدراتها على مقاومة العلاجات الوقائية التقليدية الامر الذي يتطلب انواعا متطورة من العلاجات".