شهد قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى، في ساعة متأخرة من ليل أمس الثلاثاء، حريقا كبيرا داخل قاعة للأعراس، تسبب بمقتل ٩٣ شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين، بحسب وزير الصحة صالح الحسناوي، فيما عزت مديرية الدفاع المدني سبب الحريق إلى استخدام الألعاب النارية داخل قاعة مغلفة بألواح الايكوبوند سريع الاشتعال، والتي أدت إلى انتشار الحريق بشكل سريع وساهم بانهيار أجزاء كبيرة من القاعة.
وإثر ذلك تم تشكيل لجنة تحقيقية بإشراف وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، للوقوف على ملابسات حادث الحريق، فيما أعلنت وزارة الداخلية أنها ستعلن نتائج التحقيق في هذا الحادث خلال (72) ساعة وستعرض على رئيس الوزراء لمحاسبة المقصرين فيه، مبينة أن القاعة التي كان بداخلها نحو (٩٠٠) شخص خلال الحادث.
كما أعلنت أن "الأجهزة الأمنية تمكنت من إلقاء القبض (١٤) متهماً من بينهم (١٠) عمال وصاحب القاعة و٣ متورطين بإشعال الألعاب النارية خلال الحادث".
ومع الساعة الأولى لحادث الحريق، أكد رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، أنه يتابع التطورات المفجعة في قضاء الحمدانية إثر الحادث الأليم الذي تسبب بوقوع عدد من الضحايا والمصابين.
وذكر الرئيس الحلبوسي عبر منصة (إكس)، قائلا :"نتابع التطورات المفجعة في قضاء الحمدانية إثر الحادث الأليم الذي تسبب بوقوع عدد من الضحايا والمصابين، والجهود المستنفرة من قبل الجهات المعنية، سائلين المولى القدير أن يتغمد الضحايا بالرحمة والمغفرة، وأن يمنَّ على ذويهم بالصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
وأصدر رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، توجيهات عاجلة على إثر حادثة الحريق، من بينها تشكيل لجنة تحقيقية تباشر على الفور في التحقيق وكشف ملابسات الحادث، للوقوف على الأسباب وكشف نواحي التقصير، إعداد قائمة دقيقة لضحايا الحادث وذويهم، لضمان حقوقهم القانونية والاعتبارية وتعويضهم مادياً، فضلا عن استمرار مديرية الدفاع المدني بمضاعفة جهود الفحص الدوري للمباني الكبيرة والمولات والمطاعم وقاعات المناسبات والفنادق، والتأكد من توافر إجراءات السلامة فيها، وتحديد المخاطر المحتملة والتوجيه بمعالجتها، وتشخيص المباني المخالفة.
والتقى موقع IQ NWES، بأحد الناجين من حادثة الحريق، يدعى رونق صبيح، حيث ذكر قائلا :"كانا نجلس بالقرب من الباب، وبشكل مفاجئ اشتعلت النيران في القاعة بعد قيام العاملين بأشعال الألعاب النارية خلال قيام العروسين بالرقص على أنغام موسيقى السلو".
وأضاف أن "القاعة احترقت بالكامل دفعة واحدة، قبل أن يفتح أحد العاملين باب القاعة ليتدافع من فيها محاولا الخروج"، مضيفا "سحبنا من كان داخل القاعة لإنقاذهم، بعضهم كان من دون ملابس، وبعضهم تعرض للاحتراق بنسبة كبيرة، تم رفع جثامينهم بالبطانيات".
وتابع صبيح :"كنا قرابة 1000 شخص في القاعة لم ينجو منا سوى 500 أو 600 تمكنوا من الخروج، فيما لا تزال هناك جثث داخل القاعة لغاية الآن".
وقدمت عدد من الدول العربية والأجنبية، فضلاً عن البعثات الدبلوماسية في العراق، التعازي بشأن حادث الحريق.
وأرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، برقية تعزية لنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد السوداني، بضحايا حادث حريق الحمدانية.
كما بعث رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، برقيتي تعزية إلى رئيس الجمهورية عبداللطيف جمال ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
فيما أعرب رئيس دولة فلسطين محمود عباس، في رسالة تعزية ارسلها الى رئيس جمهورية العراق عبد اللطيف جمال رشيد، عن "تضامن دولة فلسطين وشعبها التام مع العراق الشقيق بالحريق الذي اندلع في قاعة أفراح ببلدة الحمدانية بمحافظة نينوى شمال العراق، وأسفر عن مصرع وإصابة المئات".
من جانبه، قدم رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي، التعازي لجمهورية العراق بضحايا حادث الحريق بمحافظة نينوى.
بدوره، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في بيان"بمشاعر الحزن والمواساة تلقينا نبأ الفاجعة الأليمة التي أصابت العراق جراء الحريق المروع الذي حصل في منطقة الحمدانية في محافظة نينوى موقعاً مئات الضحايا بين قتيل وجريح" .
فيما قالت السفيرة الأميركية لدى بغداد، آلينيا رومانسكي: "نقف إلى جانب العراقيين بحزنهم على الضحايا والمصابين في حفل زفاف الحمدانية".
فيما أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق تضامنها مع العراق في حادثة قاعة الأعراس بالحمدانية.
ولم تتوقف التعازي من دول العالم الإقليمي والدولي، لغاية الآن فحتى كتابة التقرير بعث الرئيس الفلسطيني، محمود عباس برقية تعزية إلى رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد.
