بغداد - IQ
"لم أعد احتمل".. تبدأ ساجدة صبر (27) عاما من محافظة البصرة، سردها عن معاناتها اليومية مع طفلتها الوحيدة والبالغة من العمر ثلاثة أعوام، والتي تعاني من فرط شديد في الحركة منذ عامها الأول.
صبر كانت تعمل كمحللة مختبرية في إحدى مستشفيات المحافظة، إلا إنها اضطرت لترك عملها والمكوث في المنزل بسبب أبنتها التي تسببت لنفسها بعدة كدمات، بعضها في الرأس، جراء حركتها الشديدة مما أثار مخاوف العائلة من ترك الطفلة في عهدة قريب لهم او حتى لدى احدى دور الحضانة.
وتكمل "طفلتي لاتخاف أبدا ونشطة بشكل مبالغ فيه فهي تتحرك بإستمرار، وفي مرات عدة حاولت رمي نفسها من نافذة السيارة، كما أنها لاتخاف النار ولاتنام سوى ساعات قليلة فقط لاتتجاوز الـ3 بشكل مستمر وحين تنهض فهي بطاقة كاملة قد تلعب لعدة ساعات دون توقف".
وبعد شكاوى عدة حول نشاطها المستمر، من دور الحضانة، اتجهت صبر الى طبيبة متخصصة بمرض التوحد، الذي يعتقد البعض أن فرط الحركة هو أحد أطيافه، والتي شخصت، حالة الطفلة باضطراب فرط الحركة وقلة الانتباه.
ووفق صبر، فأن "الطفلة تعاني أيضا من تأخرها في النطق، وقلة الانتباه بشكل مفرط، وصعوبة النوم.
ما اضطراب "فرط الحركة" او الـADHD؟
وفي السياق ذاته يتحدث المدير العام لمركز التوحد الوطني الحكومي الدكتور حسين الكعبي، عن فرط الحركة و قلة الانتباه او الـADHD بأنه اضطراب بعيد عن تصنيفات طيف التوحد ويظهر في السنوات المبكرة من عمر الطفل ويتصف المصاب به بزيادة الحركة.
ويوضح العب خلال حديثه لموقع IQ NEWS، أن "فرط الحركة هو اضطراب ناتج عن خلل في النمو العصبي وتظهر أعراضه في ثلاثة أشكال هي انعدام التركيز، والحركة المفرطة والاندفاع، أو مزيج منهما حيث يجد المصاب بفرط الحركة صعوبة في ضبط انفعالاته المندفعة وفي الجلوس ساكنا بمكان ما، فضلاً عن سرعة التململ والميل إلى الثرثرة ومقاطعة أحاديث الآخرين".
ويتابع أن "من اعراض مصابي هذا المرض هو النسيان كما أنه لا يلتزم بالألعاب والأنشطة الحركية التي تحتاج لمجهود كبير، فيخرج عن نظام اللعبة، ويجري بمفرده أو يضايق أصدقاءه ويعجز عن التركيز مع أي نشاط لمدة كافية أو إنجاز المهام المطلوبة منه مع كثرة الإحباط أو عدم الارتياح ويواجه صعوبة في تنظيم عواطفه".
كيف يشخص المصاب بـADHD وأسبابه؟
ويرى الدكتور الدكتور حسين الكعبي أن المرض موجود في العراق منذ سنوات طويلة الا انه لم يوضع له تعريف معين وخصائص معينه حتى يسهل تشخيصه.
وبين أن "لا علاقة للاجهزة الالكترونية بالاضطراب، حيث تميل بعض الامهات الى منع اطفالهن المصابين بالاضطرب من استخدام الاجهزة هذه".
اما عن كيفية تشخيصه فيقول المعبدي إنه "يتم تشخيص المرض سريريًا عن طريق معرفة التاريخ المرضي وذلك من خلال الأبوين وتقرير من إدارة المدرسة حول سلوك الطفل بالاضافه الى فحص الطبيب للطفل" .
وعن اسبابه قال " تلعب الوراثة دورا مهما قد تصل نسبتها إلى 40 بالمئة، فضلا عن اسباب عصبية عبارة عن قله النواقل العصبية في اماكن معينه من الدماغ لها دور في ضبط السلوك و اسباب بيئية مثل الفقر والمشاكل العائلية والتلوث والغذاء و اصابات الدماغ اثناء الولادة او بعض الفايروسات التي تصيب الدماغ وكذلك اصابات الجمجمة".
علاج الـADHD سلوكيا
وعلى الرغم من تأكيد مدير مركز التوحد التابع لوزارة الصحة العراقية على أن المرض هذا لا علاج قطعي له، الا انه قال أن "من الممكن استخدام بعض العقاقير الطبية التي تعمل على تقليل الحركه وزياده الانتباه لدى الاطفال لكن يعتبر التدريب السلوكي هو حجر الزاوية في التقليل من أعراض المرض".
وتابع أن "العراق يجاري العديد من دول العالم بانشاء مراكز متخصصة بعلاج هذا المرض ومثال على ذلك مركز علاج التوحد والامراض النفسية للاطفال والمراهقين في مستشفى حمايه الاطفال، فضلا عن المراكز التابعة للعتبة الحسينيه في كل من كربلاء والمحافظات الجنوبية والفرات الاوسط حيث تحرص هذه المراكز على تقديم ماهو افضل وذلك من خلال تدريب الملاكات وادخالهم في ورش عمل فيما يكون للام دور مكمل لدور المركز في تدريب الطفل ".
بان كاظم، الحاصلة على درجة الماجستير في علم النفس، وضحت طبيعة العلاج السلوكي بشكل أوسع موضحة أنه يمكن "سيطرة الاهل على الأعراض الخاصة بالمرض وتكثيف الجهود نحو جعل الطفل يستغل نشاطه الزائد إيجابيا".
وبينت كاظم خلال حديثها لموقع IQ NEWS، أن "الامهات يقع على عاتقهن دور مهم جدا فيجب عدم ضرب الطفل أو إهانته واستخدام أسلوب الثناء والمكافآت لتحسين سلوك الطفل ووضع جدول خاص بقواعد وقوائم واجبات روتينية للتحكم في سلوكه وتعليمه على مهل كيفية الانتظار والمشاركة مع الآخرين ايضا".