قد تكون المخدرات وجدت طريقا للمرور عبر العراق، في وقت تكابد فيه القوات الأمنية من أجل السيطرة على الأوضاع، لكن ماذا حصل لتتغلغل في صفوف الشبان؟
"ارتفاع مخيف" و "كارثة فتاكة"، عبارات مثيرة للهلع، لكنها الأقرب للواقع، وتنذر بخطر داهم يحيق بشباب العراق، وكل ذلك يجري تحت حماية "عصابات مستعدة للقتال".
وفق ذلك يؤكد محافظ الديوانية زهير الشعلان في حديث لموقع IQ NEWS، إن "نسبة تعاطي المخدرات بين شباب محافظة الديوانية تصل لأكثر من ٤٠٪، ويتم تداولها داخل المقاهي والكافيهات" .
أما المواطن علاء العبودي، فهو يتساءل خلال حديثه لموقع IQ NEWS قائلا، "دور الاجهزة الامنية؟"، مبينا أن "كلام المحافظ وهو هو رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة إن كان صحيحا، فلماذا هذا الارتفاع المخيف بنسب التعاطي؟".
ويؤكد العبودي، أن "الاجهزة الامنية المختصة مدعوة لمتابعة هذا الامر، لأنه كارثة فتاكة، كما وان وجهاء وشيوخ المدينة ورجال الدين يجب ان يأخذوا دورهم الحقيقي، فإن صحت هذه النسبة، فهي كارثة كبيرة وإن كانت أقل فهي خطيرة".
ماذا عن اوكار المخدرات؟
مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في الديوانية، أكد ازدياد تعاطي المخدرات، بعد القاء القبض على اكثر من 156 شخصا بدعاوى تعاطي.
ويقول مدير المكتب محمد عبد الحسين في حديث لموقع IQ NEWS، "تم تسجيل هذه الحالات في الأشهر التسعة الأولى من العام 2020، وقضت المحكمة على تسعة من هؤلاء الموقوفين المتعاطين للمخدرات كما ولاحظنا تسجيل ١٠٠ حالة اعتقال لأشخاص بدعاوى المتاجرة بالمخدرات ومن هؤلاء الاشخاص تم الحكم على ١٢ شخصا في المحافظة".
وأوضح عبد الحسين، أن "هذا الامر يدعو لمطالبة المحكومة المحلية والمركزية ومنظمات المجتمع المدني لوضع برامج من شأنها توحيد الجهود للعمل على ايجاد فرص لضمان شفاء المتعاطين وضمان خلاصهم من هذه الآفة الخطيرة".
وعن حديث المحافظ الشعلان عن وجود عمليات لترويج المخدرات داخل المقاهي والكافيهات علق مصدر أمني في المحافظة بالقول، "لم نسجل اي عملية لاعتقال اي متاجر او متعاط للمخدرات يعمل في اي مقهى او كافيه".
"ظاهرة مرعبة"
يقول عضو لجنة الأمن النيابية كاطع الركابي في حديث لموقع IQ NEWS، إن "تعاطي المخدرات اصبح ظاهرة واسعة في المجتمع العراقي، خاصة في المناطق الجنوبية والوسطية بحيث وصل الى ارقام مرعبة تناهز الـ30% من المجتمع في بعض المحافظات"، مؤكدا أن "هذا الأمر مقلق على الحاضر وعلى مستقبل الاجيال".
ويوضح الركابي، أن "وزارة الداخلية لديها مديرية عامة تختص بمكافحة المخدرات، لكن ليس لديها امكانيات واسعة لتمكنها من الوصول إلى كل من يقوم بهذه الاعمال".
ويلفت الركابي إلى "وجود مساحات واسعة مع الدول التي تصنع وتزرع المخدرات، وهؤلاء لديهم عصابات مستعدة للقتال والمواجهة في بعض الاحيان وهنالك مواجهات مستمرة مع المهربين".
ويؤكد الركابي، "أهمية دعم مديرية المكافحة المخدرات بالأفراد المختصين والتقنيات المتطورة والاموال ورفدها بالمعلومات"، محذرا من "التهاون في التعامل مع الموضوع".
ويوضح الركابي، أن "المناطق الجنوبية والوسطى هي الأكثر تعاطيا للمخدرات، وايضا وصل الموضوع الى المناطق الغربية والسبب هو قلة الوعي وقلة الارشادات على المستوى الصحي والديني"، حاثا وزارتي التربية والتعليم العالي، على "إطلاق حملات عبر الجامعات والمعاهد تحذر الناس من الدخول بهذه المجالات التي توصل الشباب الى متاهات لا تحمد عقباها".
ويعود الركابي ليؤكد، أن "الاحصائيات التي تخص المتعاطين مرعبة".
ويشخص الركابي في حديثه لـ IQ NEWS، وجود "تهاون من بعض المسؤولين بهذا الشأن"، معتبرا أن "متابعة تجارة المخدرات ليس بالمستوى المطلوب الذي يتناسب مع الخطر".
وكان وزير الداخلية عثمان الغانمي صرح في وقت سابق بأن انتشار المخدرات بين الشباب في العراق ارتفعت وتصل نسبتها لأكثر من٥٠٪.
ويؤكد خبراء، أن ارتفاع معدلات البطالة يدفع بالكثيرين لتعاطي المخدرات أو العمل في توزيعها، لافتين إلى وجود تجار يسعون لنقل تجربة صناعة مادة الكريستال واستحداث مصانع لهذا الشأن في العراق.