بعد أقلّ من شهر واحدٍ على اسئناف دوام المدارس في العراق تحققت، الاثنين (14 كانون الأول 2020)، مخاوف أبداها كثيرون من هذا القرار، إذ ظهرت إصابات بفيروس كورونا بين طلبة مدارس عدة في محافظات مختلفة، الأمر الذي دفع السلطات المعنية إلى اتخاذ قراراً بغلقها.
واستقبلت مدارس العراق عند بدء العام الدراسي الحالي، في 29 تشرين الثاني الماضي، أكثر من 10 ملايين طالب بكافة المراحل الدراسة، وسط إجراءات صحية وقائية مشددة، قبل أن تبدأ السلطات برصد مخالفة إدارات بعض المدارس، حكومية وأهلية، لإجراءات الوقاية من الفيروس.
وبحسب مصادر رسمية وغير رسمية، فإن المدارس التي اتخذ قرار بإغلاقها بلغت 21 مدرسة حكومية وأهلية توزعت بواقع 14 مدرسة في كركوك و8 في الديوانية و3 في النجف.
قبل شهر وعندما بدا أن وزارة التربية ماضية في قرارها استئناف دوام المدارس ليوم واحد في الاسبوع مع اعتماد آلية التعليم الإلكتروني في الأيام الأخرى، حملت وزارة الصحة الكوادر الإدارية للمدارس مسؤولية تطبيق الإجراءات الوقائية بينما أخذت على عاتقها متابعة ذلك.
"طلبة الابتدائية صغار.. من المؤكد أنهم سيخلتطون ببعضهم البعض، وحتى لو علمنّاهم طرق الوقاية من كورونا فقد ينسون تطبيقها عندما يخرجون من المنزل"، هكذا يقول "أبو علي" لموقع IQNEWS، وهو مواطن له أولاد يدرسون في المرحلة الابتدائية ضمن مدرسة حكومية ببغداد، لكنه رغم امتعاضه يسلّم بأهمية عدم انقطاع التلاميذ عن الدراسة ويتمنى لو اقتصر الدوام الحضوري في المؤسسات التعليمية على طلبة الجامعات كونهم "كبار ويدركون الخطر وكيفية اجتنابه"، مع الاكتفاء بالتعليم الالكتروني لطلبة المدارس.
من جانبه، وبعدما أطلع على الأخبار التي تفيد بتسجيل إصابات بفيروس كورونا داخل مدارس أهلية ضمن التي اتُخذ قرار بإغلاقها، فإن امتعاض يوسف حسين، أب لتلميذة تدرس في مدرسة ابتدائية أهلية شمالي العاصمة، كان أكبر.
"منذ البداية كان الأمر صعباً.. اقتصار الدوام على يوم واحد في الأسبوع لكل فصل دراسي أربك عمل أصحاب خطوط السيارات التي تنقل التلاميذ إلى المدارس ثم تعيدهم بعد انتهاء ساعات الدوام إلى منازلهم، إذ غالباً ما يكون التلاميذ المسجلين في الخط الواحد ليسوا من الفصل أو المرحلة الدراسية ذاتها لكنهم جميعاً في مدرسة واحدة"، يقول حسين لموقع IQNEWS.
وتشمل الآلية التي وضعتها وزارة التربية لدوام المدارس بما فيها اقتصار الدوام على يوم واحد في الأسبوع المدارس الحكومية والأهلية على حدٍ سواء.
ويضيف يوسف حسين، أن "المدارس الأهلية لم تراعِ مسألة الأجور وجعلها تتناسب مع دوام يوم واحد في الأسبوع، وأبقت الأجور كما هي في السنوات العادية"، ويكمل حديثه بلهجة استغراب وأسف، "يجب علي الآن دفع 1500 دولار عن دراسة ابنتي في الوقت الذي اسمع فيه بظهور إصابات كورونا بين تلاميذ مدارس أهلية لأن الإدارة لم تلتزم بتطبيق إجراءات الوقاية".
يشار إلى أن اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطني برئاسة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي أقرت في 2 كانون الأول خطة قدمتها وزارة التربية بـ"ما يضمن صحة التلاميذ والطلبة والملاكات التعليمية وسلامتهم، ويؤكد الإيفاء بمتطلبات العملية التربوية المطلوبة في مدارس العراق كافة، مع الأخذ بملاحظات وزارة الصحة، على أن يعاد تقييم الخطة حسب تطوّرات الموقف الوبائي".
وسجل العراق، في آخر موقف وبائي نشرته وزارة الصحة في وقت سابق من اليوم الاثنين (14 كانون الأول 2020)، 1338 إصابة جديدة بفيروس كورونا، و24 حالة وفاة ناجمة عن الفيروس، مقابل 2028 حالة تعافٍ، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.