"مجازر مروعة" تحصد أرواح العشرات سنويا إلى درجة تفوق ضحايا الإرهاب، واقع مروع يخيم على ديالى نتيجة "طرق الموت".
"حطام ودماء والكثير من الألم والندوب العميقة في النفوس"، هكذا يبدو الحال بالنسبة للكثير من العوائل المكلومة فقدت أعزاء لها ذهبوا عبر "طرق الموت" ولم يعودوا.
يقف حسان ذو 23 عاما، مستشفى بعقوبة التعليمي، وهو في حالة صدمة بعد ابلاغه بوفاة جده الذي اصيب بحادث سير مميت مع بعض افراد اسرته، وهو ينوح قائلا "راح الغالي".
ويقول حسان في حديث لموقع IQ NEWS، إن "طريق بعقوبة المقدادية أو ما يعرف بـ(طريق شهربان)، هو ثاني أهم طرق ديالى البرية، ويعد طريق الموت، حيث لا يمر يوم الا وتحدث مجزرة بشرية فيه".
ويوضح حسان، "ما فقدناه بسبب هذا الطريق، أكبر بكثير مما فقدناه بسبب التطرف بكل مسمياته".
أما علي حسن وهو ممرض في طوارئ مستشفى بعقوبة قال في حديث لـ IQ NEWS، إن "حوادث الطرق مرتفعة جدا ونادرا ما تخلو ردهات الطوارئ من ضحاياها"، مؤكدا أن "الكثير من الحوادث تحصل خاصة سائقي الدرجات النارية الذين تكون اصاباتهم خطرة لانهم بالأساس لا يلتزمون بإجراءات السلامة".
ويوضح حسن، أن "أسباب ارتفاع ضحايا الطرق متعددة، ولعل ابرزها هي تقادمها وعدم تطويرها وكثرة الحفر والمطبات فيها".
احصائيات مأساوية
مدير اعلام صحة ديالى فارس العزاوي، يقول في حديث لموقع IQ NEWS، إن "الاحصائيات الرسمية عن حوادث الطرق في المحافظة مأساوية ومؤلمة جدا"، لافتا الى أن "آخر احصائية في نهاية تشرين الثاني الماضي وثقت مصرع اكثر من 80 مدنيا واصابة نحو 2900 آخرينـ وهي ارقام عالية جدا تشير بوضوح الى عمق المشكلة في طرق الموت".
ويشدد العزاوي، على أن "ملف ضحايا الطرق يحتاج الى اعادة نظر واسعي لحل الاسباب التي تقود الى هذا النزيف".
العشرات يفقدون أرواحهم
النائب مضر الكروي يقول في حديث لـ IQ NEWS، إن "معدلات الحوادث مرتفعة جدا في طرق الموت بديالى، وهي تلتهم ارواح العشرات شهريا".
ويضيف الكروي، أن "أخطر الطرق هو طريق كركوك - بغداد الاستراتيجي الذي ينال سنويا حصة الاسد في احصائيات الحوادث والضحايا"، مؤكدا أن "اجمالي ضحايا طرق الموت في ديالى يوازي 10 اضعاف ضحايا رصاص المتطرفين وعبواته".
واشار الكروي الى أن "طرق ديالى تحتاج الى خارطة انقاذ حكومية من ناحية تطويرها بشكل يتلأم مع الزيادة الكبيرة في عدد المركبات، فضلا عن توسيع مساراتها لتستوعب الزيادة الحاصلة في الحركة والقوافل التجارية".
أما موسى العزاوي وهو سائق مركبة أجرة في بعقوبة قال لـ IQ NEWS، إن "ديالى تضم 7 طرق خطرة جدا، ابرزها طريق العظيم"، في اشارة منه الى طريق كركوك- بغداد المار في ديالى باتجاه بغداد ثم يليه طريق شهربان ودلي عباس بالإضافة الى طريق بلدروز.
ويؤكد العزاوي، أن "حوادث الطرق في ديالى أشبه بلعنة اتصاحب كل المسافرين ونادرا ما يمر اسبوع دون سماع خبر وقوع حادث مؤسف"، مبينا "جزء كبيرا من الحوادث سببها المطبات والحفر وتقادم الطرق لكن هناك حوادث سببها تهور السائقين وعدم التزامهم بإجراءات السلامة".
وبدوره قال عدنان التميمي، وهو مسؤول حكومي سابق، إن "حوادث الطرق في ديالى هي أولى اسباب الموت في المحافظة، كما أن المصابين بسببها يعدون بالألاف، وهي تحصد أرواح اضعاف ما يحصده الإرهاب".
ويلفت التميمي بالقول في حديث لموقع IQ NEWS، "رغم فداحة ما تسببه طرق الموت من حوادث مؤسفة ومؤلمة، لكن مستوى التحرك ازاء ايجاد حلول لمعالجتها بطيئة جدا وربما تكون معدومة".