تسود في ديالى حالة قلق من ولادة تنظيم متطرف اخر في أكبر مدن المحافظة، على خلفية مؤشر أمني سلبي سبق وأن حصل قبل نحو 14 عاما وتوالت بعده عمليات إرهابية تسببت بالكثير من عمليات القتل والتهجير.
ما إن عاد استهداف محال بيع الخمور في ديالى، حتى برز مخاوف من عودة سيناريو شتاء عام 2006 الذي شهد أكبر عمليات قادت آنذاك لمقتل واصابة العديد من اصحابها وتهجير عوائلهم، فهل ذلك يدخل في خانة الصراعات بين جهات تحاول السيطرة على سوق بيع الخمور؟، أم هو محاولة ضغط للحصول على إتاوات؟
أبو دينا وهو صاحب محل لبيع الخمور في بعقوبة يقول في حديث لموقع IQ NEWS، "لم نسمع اي استهداف لأي محل منذ 5 سنوات وربما اكثر"، مؤكدا "أنهم لا يتدخلون في السياسة وهمهم الأول والأخير تسويق بضاعتهم".
ويشير أبو دينا بالقول، "زبائنا من كل الاطياف اي ليس لدينا اي مشكلة وعدد المحال في بعقوبة ليس كبيرا، فهي ربما 10 او اكثر بقليل".
ويوضح أبو دينا، أنه "يعمل في قطاع بيع الخمور منذ 17 عاما تقريبا وتعرض بعد عام 2006 لاستهداف بعبوة ناسفة دمرت محله قرب سوق بعقوبة آنذاك وهجر لأكثر من 8 سنوات قبل ان يعود الى المدينة ويفتح محله مجددا"، لافتا الى أن "استهداف محل للخمور يوم الجمعة الماضي، اثار المخاوف من انها بداية لعاصفة جديدة اخرى".
ويقول أبو دينا، وهو اسم مستعار، "قد يكون الاستهداف رسالة لنا او انه نتيجة مشكلة معينة لم تتوضح الصورة حتى الان، لكن الواضح انها اثارت القلق بان الوضع غير مطمئن وربما يتكرر لذا اصبحنا اكثر حذرا الان".
أما أبو حسنة، وهو شريك في محل لبيع الخمور يقلو في حديث لموقع IQ NEWS، إن "انتقال ظاهرة استهداف الخمور من بغداد الى بعقوبة، أمر مقلق، وسط صمت الجهات الحكومية، وكان الامر ليس فعلا ارهابيا".
ويضيف أبو حسنة، وهو اسم مستعار أيضا، أن "محال بيع الخمور مجازة رسميا ولا تعمل بالخفاء"، لافتا بالقول "لم نرفع الاسعار ولم نستغل الزبائن مع ارتفاع سعر صرف الدولار عكس بقية التجار".
مصدر امني يؤكد، أن "تفجير عبوة ناسفة قرب محل لبيع الخمور في الشارع المؤدي الى جسر الشريف قبل أيام، هو الاول من نوعه منذ سنوات"، مشيرا الى "تشكيل لجنة تحقيق لبيان طبيعة الاعتداء، وما تزال مستمرة بالعمل وهناك خيوط هامة ربما ستقودنا للجناة لكن من المبكر الاعلان عنها".
ويضيف المصدر، أن "استهداف محال بيع الخمور المجازة، هو عبث بالاستقرار خاصة وان تفجير عبوات او مواد متفجرة يثير فزع العوائل وقد يؤدي الى اصابات"، مؤكدا أن "كل من يقوم بهذا الافعال مطلوب للعدالة".
أما قائممقام قضاء بعقوبة عبد الله الحيالي، يقول في حديث لـ IQ NEWS، إن "استهداف محل بيع الخمور في بعقوبة لم يحدث منذ سنوات، وما حصل الجمعة، لانعرف اسبابه واذا كانت هناك مطالب بإغلاقها ليقدموا طالبات ويتم الامر وفق القانون"، مؤكدا أن "استهداف محال الخمور تحت اي ذريعة، يعد اخلالا بالأمن والاستقرار، خاصة وأن بعقوبة مرت بظروف عصيبة تحتاج الى الهدوء السكينة".
ويشير الحيالي إلى أن "الاجهزة الامنية شددت اجراءاتها، خاصة في المناطق القريبة من محال بيع الخمور لتفادي تكرار عمليات الاستهداف"، مبينا أن "التحقيقات ستكشف حقيقة ما حدث".
علوان سليم، وهو مراقب محلي يقول، إن "سيناريو الاستهداف يحمل اكثر من فرضية، والحديث عن ولادة تنظيم متطرف جديد بدء نشاطه باستهداف محال بيع الخمور كما حدث في 2006 مستبعد، بل هو ربما يدخل في خانة الصراعات بين جهات تحاول السيطرة على سوق بيع الخمور الذي بدء ينتعش في السنوات الاخيرة".
ويلفت سليم، أن "سوق المخدرات لا يقهره سوى الخمور وربما يكون هذا طرف الخيط او محاولة الضغط للحصول على اتاوات خاصة وان عالم بيع الخمور سري ومن الصغب الحديث في اعماقه، لأنه منجم ذهب وارباحه كبيرة، وربما هناك من يدعمهم بشكل غير مباشر بعيدا عن الاضواء، لكن بالمحصلة فإن الاستهداف الأخير فتح الابواب على ملف كان بعيدا عن الاذهان لسنوات عدة".
ويوضح سليم في حديث لـIQ NEWS، إن "ولادة ما اسماها الامر بالمعروف كما حصل في 2006 تعني كارثة".
وكانت عبوة ناسفة تم تفجيرها قرب محل لبيع الخمور شرق بعقوبة، الجمعة الماضية، ما ادى الى اضرار مادية دون تسجيل خسائر ببشرية، وهو أول حادثة من نوعها منذ سنوات.