المكان حلوان المتاخمة لإقليم كردستان في أقصى شمال شرقي ديالى، طبيعته الجغرافية تساعد على التخفي، الأمر الذي وفر فرصة انتهزها "داعش" مبتكرا أسلوبا إرهابيا لاستهداف القوات الأمنية المرابطة هناك.
احصائيات دامية فجرا الرأي العام، وأيقظت مخاوف من أن تكون بداية إرهابية جديدة شديدة الشراسة، ماذا يحصل هناك بالضبط؟، وكيف ذلك وهل من سبل لكبح جماح هذا الإجرام؟
أكبر خسائر منذ أشهر
مصدر أمني يقول في حديث لموقع IQ NEWS، إن "نقاط الجيش في منطقة حلوان قرب ناحية جلولاء (75 كم شمال شرقي بعقوبة)، شهدت خلال الاسبوع الجاري مقتل 3 جنود واصابة 8 آخرين في هجمات جرت من خلال القنص عن بعد او اطلاق النار من أسلحة متوسطة نوع (بي كي سي)"، مبينا أن "هذه تعد أكبر حصيلة للخسائر في القاطع منذ اشهر طويلة".
ويضيف المصدر، أن "وزارة الدفاع تدرك خطورة الوضع في حلوان وعمدت قبل ايام الى اصدار قرار بعزل امر لواء في الجيش واحالة آخرين للتحقيق بسبب الخرق الأول الذي حصل بداية الاسبوع وأودى بحياة جندي واصابة 7 آخرين توفي احدهم متأثرا بجراحه"، لافتا الى أن "حلوان منطقة معقدة جدا من ناحية التضاريس، وتكرار الخروقات يدلل على وجود خلايا نائمة لداعش تحاول تفجير الوضع".
خطورة بالغة
النائب عن محافظة ديالى مضر الكروي، يقول في حديث لموقع IQ NEWS، إن "الوضع في حلوان معقد ويحتاج الى تدخل من وزارة الدفاع لتغيير الخطط الميدانية من أجل تفادي نزيف الدماء"، مؤكدا أن "سقوط حصيلة ليست قليلة من الضحايا امر بالغ الخطورة وله تداعياته على الرأي العام".
ويرى الكروي، أن "حلوان تحتاج الى تعزيزات قتالية لسد في مناطقها الساخنة، وخاصة في شيخ بابا والتي تؤدي الى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين"، مؤكدا أن "ابرز تهدي للأمن في ديالى هي الفراغات بين المناطق والتي تجعل انتقال داعش سهلا، وهذا ما يفسر تكرار هجمات حلوان".
فراغات كبيرة
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عبد الخالق العزاوي يؤكد لموقع IQ NEWS، إن "ما حصل في حلوان من خروقات امنية تجري متابعتها من قبل القيادات الامنية لاحتواء الموقف، من خلال تغيير الخطط وتنفيذ عمليات نوعية لتعقب خلايا داعش".
ويبين العزاوي، أن "ديالى تضم فراغات كبيرة في بعض القواطع، وبات ارسال تعزيزات قتالية أمرا ضروريا جدا، خاصة وان هناك اكثر من منطقة تعاني من ملف الخروقات وتسبب نزيفا للقوات الامنية والمدنيين على حدا سواء".
داعش يبعث رسائل
عزيز الشمري مراقب امني، يقول لموقع IQ NEWS، إن "حلوان لم تسجل خروقات من قبل وكانت هادئة، لكنها فجأة شهدت سيطرة وهمية على الطريق الرئيسي المؤدي اليها قبل اشهر معدودة، وقتل في حينها 3 مدنيين وخطف 2 آخرين، ثم بدأت انهالت الهجمات على النقاط الأمنية المرابطة فيها من خلال اسلوب القنص".
ويوضح الشمري، أن "هجوم بداية الاسبوع الجاري، كان الاكثر دموية اذ قتل وأصيب 8 جنود في آن واحد"، مبينا أن "الهجمات اغلبها تتم باستخدام أسلحة قنص حديثة، وهذا امر يجب أن يجري التحقق فيه لكشف كيفية حصول تنظيم داعش عليها، خاصة وأنها استخدمت في نحو 90% من هجمات الإرهابيين في النصف الاخير من العام الماضي 2020".
ويلفت الشمري الى أن "داعش يحاول من خلال حلون بعث رسائل لمؤيديه بانه لايزال موجودا، الامر الذي يؤكد ضرورة الانتباه لخطورة الوضع مع وجود خلايا تنشط في تلك المناطق، وتحاول الاضرار بالأمن من خلال عمليات كر وفر ليلية".
وكان جنديا قضى واصيب اثنين آخرين، بهجوم شنه داعش في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء (5 كانون الثاني 2021)، على اطراف منطقة حلوان.
جدير بالذكر، أن حلوان هي منطقة زراعية خصبة، تضم تلالا ووديانا مفتوحة ومترامية الاطراف، وهي قريبة جدا من الحدود الادارية الفاصلة بين محافظة ديالى واقليم كردستان.