ينساق آلاف البصريين كل جمعة، إلى المشاركة في عادة واضبوا عليها منذ عقود، بارتياد سوق شعبي، أسموه "سوق الجمعة"، والذي بات من أيقونات المحافظة، التي تجمع طبقاتهم الاجتماعية المختلفة.
ويحتوي السوق على محال لبيع الألبسة الجديدة منها، والمستعملة، والتي يُطلق عليها محلياً بـ"البالات"، والأحذية، والأدوات المستعملة، والأنتيكات، فضلا عن المواد المنزلية، والغذائية، وبأسعار زهيدة، تشكل علامة فارقة، يتميز بها السوق.
عادة متكررة
ستار جبار ذو الـ30 عاما، لا ينفك من زيارة سوق الجمعة، يقول لموقع IQ NEWS، "أذهب صباح كل يوم جمعة إلى سوق البصرة لجلب الأغراض والاحتياجات الخاصة بي للمنزل وللعمل، فأنا أعمل نجار قالب بناء، واجد كل ما يخص عملي هنا، بل ويوجد فارق بالأسعار ونوعية الأشياء".
هواة الحيوانات الأليفة
وفي منتصف سوق الجمعة، يتوقف عدد كبير من المواطنين من مختلف الأعمار، لشراء الحيوانات الأليفة وطيور الزينة، أحد الهواة، ميثم كاظم، يقول إنه "منذ الصغر وهو يرتاد هذا السوق لشراء وبيع الحيوانات الأليفة بأنواعها وطيور الزينة".
ويشير ميثم إلى أن "أسعار بعض الحيوانات التي يربيها تصل إلى أسعارها إلى مئات الآلاف أو أكثر، أمثال طائر الكناري وطائر الببغاء وطائر البلبل الذي يغرد أعذب الألحان".
هواة الانتيكات
وللسلع القديمة والعتيقة، قيمتها وزبائنها المتميزون، الذين يرتادون السوق بحثاً عن الأسعار النادرة والقديمة، حيث يحرص مؤمن العبيدي، على زيارة سوق الجمعة لجمع الأنتيكات بمختلف أنواعها وأحجامها.
يقول العبيدي، "أبحث عن الأنتيكات بمختلف أماكن البصرة مثل العشار والبصرة القديمة وسوق الجمعة خاصة، لأنه ملتقى لبعض هواة الأنتيكات، للتعرف على بعض القطع النادرة التي يروم أهلها بيعها أو تبديلها بقطع أخرى".
الجائحة تواجه السوق
مطلع العام السابق 2020، وبعد انتشار جائحة فيروس كورونا، وفي ظل الإجراءات المشددة التي فرضتها خلية الأزمة، لم يمتثل الكثير من المواطنين ومرتادي سوق الجمعة، ولم يتوقفوا عن الحضور والتواجد فيه غير مبالين بالوباء، مما أضطر بالقوات الأمنية المكلفة بحماية السوق، منع الناس من التجول فيه، خوفا من انتشار الوباء، ولكن أسابيع قليلة، وعاد النشاط فيه، ولم يتوقف حتى الآن.