مع الاجواء الملبدة بالغيوم في القاطع الحدودي شرق ديالى، بدأت الآمال تكبر مع ساعات الصباح الاولى من هطول امطار غزيرة تؤدي الى ولادة سيول تعيد التوازن الى الخزين المائي في سدود المحافظة وخاصة حمرين بعد انحسار كبير في الاشهر الماضية وسط مخاوف من قحط يسحق السنوات الخضراء لكن عدم استنفار الامطار خلق احباط كبير في اوساط المزارعين.
وقال مدير ناحية مندلي وكالة (90 كم شرق بعقوبة) مازن الخزاعي لـ IQNEWS، انه "رغم الاجواء الملبدة بالغيوم في مناطق شرق ديالى الحدودية الا ان تقرير رسمي اشار الى ان معدلات الامطار ستكون محدودة جدا ما دفعنا الى التريث في اعلان حالة الاستنفار القصوى التي نفرضها مع موجات الامطار الغزيرة لأنها تؤدي الى تدفق سيول جارفة نحو القرى والمناطق الحدودية".
واضاف الخزاعي ان "التريث خلق احباط واسع في صفوف المزارعين الذين ينتظرون بفارق الصبر هطول امطار غزيرة من اجل دعم الموسم الزراعي خاصة وان هناك شحة واضحة في معدلات الامطار قياسا بالسنوات 3 الماضية التي كانت سنوات خضراء جدا".
واشار الى ان "السيول تمثل اطار بالغ الاهمية لدعم الكثير من المزارعين لفترة ليست كبيرة لكن لها تأثير في البوادي والمناطق الزراعية في نمو الاعشاب لغرض الرعي لكن الامر المؤلم بان مناطق شرق ديالى الحدودية التي تفقد سنويا نحو مليار م3 من مياه السيول دون اي استفادة لعدم وجود سدود عملاقة قادرة على احتواء المياه التي تذهب للأسف الى الوديان دون اي استفادة رغم انها يمكن ان تتحول اداة في خلق الوادي الاخضر العظيم الممتدة لمئات الالاف من الدونمات بين ناحيتي مندلي وقزانية وصولا الى اطراف بلدروز كونها مناطق مترابطة جغرافيا".
مدير الموارد المائية في ديالى مهند المعموري اكد ان "الامطار والسيول التي برزت في بداية موسم الشتاء لم يكن لها اي تأثير في دعم خزين بحيرات ديالى لأنها كانت في مناطق بعيدة عن مسارات تدفقها الى حمرين او العظيم"، معربا عن امله ان "تكون الايام المقبلة غزيرة بموجات الامطار تساعد في زيادة خزين بحيرة حمرين وبقية السدود الاخرى".
اما مدير ناحية السعدية (60كم شمال شرق بعقوبة)، احمد ثامر فقد اقر بان "مستوى خزين بحيرة حمرين والذي يعتبر الخزين الاستراتيجي في ديالى بشكل عام انخفض الى النصف والوضع المائي صعب اذا لم تكن هناك امطار او سيول تسهم في زيادة الخزين".
واضاف ثامر ان "شحة المياه بدأت تلوح بالأفق وهناك مصاعب جمه نعاني منها ونحن جيران بحيرة حمرين"، متسائلا "كيف سيكون في مناطق الاذناب (في اشارة الى مناطق نهايات الانهر والجداول المائية)".
رئيس مجلس ناحية العظيم السابق (60 كم شمال بعقوبة) محمد ضيفان العبيدي اشار الى ان "الناحية فقدت حتى الان 70% من الاراضي المخصصة للزراعة الديمية لمحصولي الحنطة والشعير بسبب انحسار الامطار في الاشهر الماضية"، لافتا الى ان "الوضع صعب وهناك قلق من قحط بسبب شحة المياه".
وتابع العبيدي ان "الامطار هي بركة الارض تدفع المحاصيل للنمو"، مؤكدا ان "معدلات الامطار هي اقل من المواسم الاخرى حتى الان".
اما عثمان الزيدي وهو مهندس زراعي متقاعد قال ان "بعض مساجد بعقوبة ومناطق اخرى اقامت صلاة الاستسقاء اكثر من مرة في الاسابيع الماضية بسبب المخاوف الجادة من موسم جفاف حاد مع انخفاض الخزين المائي في بحيرتي حمرين والعظيم".
واضاف الزيدي ان "هناك خطأ كارثي في ديالى وهو تأخر انشاء سدود قرب الحدود العراقية الايرانية من اجل حصر مياه الامطار والسيول والتي يمكن تشكل طوق نجاة في مواسم الجفاف".
الى ذلك بين النائب مضر الكروي ان "وضع ديالى المائي صعب واذا لم يكن هناك تحسن في خزين حمرين سيكون الوضع حساس للغاية"، مشددا على ضرورة "ان يكون للحكومة موقف واضح من الحفاظ على حصص المحافظة بالأنهر المشتركة القادمة من دول الجوار".
واضاف الكروي انه "طرح اكثر من مرة ملف انشاء سد قرب الحدود العراقية – الايرانية من اجل حصر مياه السيول والتي للأسف 90% منها يذهب هدرا دون اي احتواء رغم انه يشكل ثروة كبيرة".