تحذيرات من "قرى الأشباح" في ديالى: مأوى سهل ومتاح أمام خلايا داعش.. و"أي مجرم"

  • 23-08-2021, 23:02
  • أمن
  • 1133

ديالى- IQ


في المحيط الشرقي والغربي لناحية السعدية، أهم مدن حوض حمرين في ديالى، تنتشر عشرات القرى الزراعية المهجورة منذ 2014، وتلوح أطلالها من بعيد، في الوقت الذي يحذر فيه برلمانيون، من أن الفراغات في أي منطقة تشكل معضلة أمنية بالغة الخطورة، لأنها "ستتحول الى مضافات للخلايا الإرهابية والإجرامية".


هجرها أهلها لنقص الخدمات


"في ريف السعدية (60 كم شمال شرق بعقوبة)، تنتشر نحو 20 قرية زراعية مهجورة وخالية من السكان، ليس جراء ظروف أمنية، وإنما لنقص الخدمات وعدم توفر تمويل لإعادة إحيائها من جديد"، يقول مدير ناحية السعدية أحمد الزركوشي لموقع IQ NEWS.

ويضيف الزركوشي، أن سكان هذه القرى، ويقدّر عددهم بزهاء ألفي أسرة، وهم نازحون حالياً، لديهم بطاقات تتيح لهم العودة وملفاتهم الأمنية نظيفة: "إذا لم يعودوا فهذه معضلة لأن الخلايا الإرهابية النائحة قد تلجأ إلى قراهم وتتخذها مضافات لها".
 
قريتان في محيط المقدادية

على بعد عشرين كيلو متراً من قرى ريف السعدية، تقع قريتان كبيرتان في محيط شمال قضاء المقدادية، المدينة التي شهدت معارك شرسة صيف 2014 وما بعدها، وقد خلتا من السكان نتيجة تلك الأحداث.

يقول عضو مجلس ديالى السابق، حقي الجبوري لموقع IQ NEWS، إن "هناك جهوداً تبذل لحسم عودة سكان هاتين القريتين وإنهاء جميع المشاكل العالقة في هذا الإطار".

وفي بهرز (10 كم جنوب بعقوبة)، المدينة التي قُتل فيها زعيم حركة "التوحيد والجهاد" المنضوية في تنظيم القاعدة آنذاك، أبو مصعب الزرقاوي في 2006، لا تزال سلسلة من القرى المترامية مهجورة منذ 2007، ولم تفلح العديد من المحاولات لإعادة سكانها مرة أخرى، كما يقول نزار اللهيبي.


ويوضح اللهيبي في حديثه لموقع IQ NEWS، أن "الهجرة حصلت على خلفية الإشكاليات التي خلقتها الفتنة السوداء في تلك السنوات"، داعياً إلى تدخل حكومي لإيحاد "حل وسط يؤمن عودة هؤلاء النازحين".



من جهته، يجمل حسن العقابي، وهو مراقب أمني، عدد القرى المهجورة في ديالى بين 30 - 40 قرية، ويصفها بأنها "أشبه بقرى الأشباح"، مبيناً أن الأسباب تتنوع بين نقص الخدمات في بعض القرى، ووجود "مشاكل عشائرية" تعود لفترة سيطرة تنظيمي القاعدة وبعده داعش على تلك المناطق، ما يتطلب جهوداً في "حسم الفصول والديات".

ويضيف العقابي، أن "القرى المهجورة ليست معضلة في المناطق المحررة، بل موجودة في مناطق أخرى تضررت من فتنة سنوات الدم (الفترة المحصورة بين 2006-2009)، ومنها الوقف اذ توجد عدة قرى مهجورة، وهي الآن السبب الرئيسي في نزيف الدماء"، وتتواجد فيها خلايا تابعة لتنظيم داعش.



"الفراغات كبيرة وخطرة"

"الفراغات في أي منطقة تشكل معضلة أمنية بالغة الخطورة، لأن هذه المناطق ستتحول إلى مضافات للخلايا الإرهابية والإجرامية.. ديالى تضم فراغات متعددة يعود بعضها لعام 2006، والآخر حدث بعد 2014"، يقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، أيوب الربيعي.

ويلفت الربيعي، خلال حديثه لموقع IQ NEWS، إلى أن "نقص الخدمات ليس هو السبب الوحيد في عدم عودة النازحين، بل هناك أسباب أخرى ومنها تأمين مصادر الزرق. فالإرهاب دمّر البساتين والمزارع، وهذا يستدعي خطة عمل حديدة لإحياء مصادر رزق الأهالي".


في المحصلة، يقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن "لا استقرار في ديالى إذا لم تغلق كل الفراغات الأمنية فيها ويمسكها الأهالي بالتعاون مع القوى الأمنية، لأن هذه الفراغات كبيرة وتحتاج إلى ما يوازيها من القوات. يجب المسارعة لإعادة النازحين والمهجرة وإغلاق هذه الصفحة المؤلمة في تاريخ ديالى".