مقاتلة "العُقاب الذهبي" تدخل الخدمة وتحلّ معضلة "القنابل الغبية" في العراق

  • 28-06-2022, 19:23
  • أمن
  • 2171

بغداد - IQ  


أقلعت واحدة من عشرين طائرة تدريب - طائرة مقاتلة خفيفة من طراز تي - 50 - في العراق لأول مرة في 22 حزيران، حيث يمثل استخدام هذه الطائرات في الخدمة والقتال تعزيزاً كبيراً للحملة الجوية المستمرة ضد مقاتلي تنظيم (داعش) الذين ما زالوا يهددون أمن البلاد.



T-50IQ


تم تسليم آخر طائرتين تدريبيتين من طراز KAI T-50IQ Golden Eagle /Light Fighter إلى العراق في كانون الأول 2019.


ووقع العراق عقدا لشراء هذه الطائرات في كانون الأول 2013 وبدأ في استلامها في عام 2017. ومع ذلك، لم تستخدم قط بسبب مشكلة في التمويل، حسبما ورد، ولكن ذلك قد يتغير قريباً.


وتنفذ مقاتلات أف – 16 العراقية غالبية الغارات الجوية ضد أهداف داعش في المناطق الريفية من شمال وغرب البلاد. ويتم تعزيزها جزئياً من خلال أسطول البلاد المتواضع المكون من 12 طائرة تشيكية مستعملة من طراز L-159 تتكون من 10 طائرات L-159As ذات مقعد واحد وطائرتين مقاتلتين خفيفتين من طراز L-159Bs واثنتي عشرة طائرة هجومية روسية الصنع من طراز سو - 25.



وتقدم التقارير الفصلية الصادرة عن مكتب المفتش العام التابع لوزارة الدفاع الأميركية حول عملية العزم المتأصل، (الاسم الرمزي لحرب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش)، رؤى مفيدة وحديثة حول الوضع الحالي للقوات الجوية العراقية، بما في ذلك أوجه القصور الشديدة في طائرات التشيكية وطائرات سو - 25. 


وفقاً لتقرير مكتب المفتش العام الصادر في الفترة من 1 يوليو إلى 30 سبتمبر 2021، على سبيل المثال، قامت طائرات L-159 وسو - 25 العراقية بمهام تدريبية فقط. في حالة  L-159s، كان هذا "بسبب مشاكل في عقد الصيانة وانتظار تركيب معدات الاستهداف". في حالة سوخوي - 25، كان ذلك "فقط بسبب عدم الثقة في دقة الأسلحة جو-أرض إذ تستخدم فقط الصواريخ والقنابل غير الموجهة".


تم إعادة L-159s إلى القتال في الربع الأخير من عام 2021 لأول مرة منذ خمس سنوات. ومع ذلك، كما أشار تقرير مكتب المفتش العام الصادر في الفترة من 1 تشرين الأول إلى 31 كانون الأول، فقد استخدموا فقط قنابل مارك 82 غير الموجهة ذات 500 رطل للأغراض العامة لأنها ما تزال تفتقر إلى معدات تعيين الليزر. وكان أداء طائرات سو-25 العراقية أكثر سوءاً في الفترة نفسها، حيث نفذت ضربة قتالية واحدة فقط. كانت الطائرات الضاربة الرئيسية المستخدمة في ذلك الربع بعد أف - 16 هي مقاتلات AC-208 الضخمة، القادرة على إطلاق صواريخ AGM-114 Hellfire الموجهة. نفذت طائرات AC-208 خمس غارات جوية، أي أقل بثلاث غارات فقط من الضربات الثماني التي شنتها طائرات F-16 العراقية.




وفي أحدث تقرير لمكتب المفتش العام، الذي يغطي الربع من 1 كانون الثاني إلى 31 آذار لوحظ عدم استخدام ذخائر غير موجهة. وكان مستشارو التحالف قد اقترحوا على العراق استخدام قنابل غير موجهة أرخص ثمناً لشن ضربات ضد أهداف مخططة للحفاظ على ذخائره الموجهة بدقة الأكثر تكلفة، وهو أمر يمكن أن يمنح طائراته من طراز L-159، التي لا تزال تفتقر إلى تلك موجهات الاستهداف، دوراً أكثر أهمية.


وأشار تقرير مكتب المفتش العام إلى أن "استخدام طائرات L-159 العراقية، بالاقتران مع طائرات F-16 العراقية، يضاعف القوة ويساعد في إدارة معدلات استخدام F-16 وساعات طيران الطائرات".


ومع ذلك، يمتلك العراق ضعف عدد طائرات تي - 50 الكورية، وهي النسخة العراقية من طائرة "KAI T-50 Golden Eagle"، والتي عندما تدخل الخدمة والعمليات القتالية في النهاية، يمكنها أن تعزز بشكل كاف أسطول العراق من طائرات F-16 والحملة الجوية ضد داعش.


يمكن أن تحمل المقاتلة الكورية نفس الصواريخ والقنابل التي يمكن أن تحملها طائرات F-16 العراقية، بما في ذلك ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs) والقنابل "الغبية" "Mk 82 Aircraft Bomb".


علاوة على ذلك، يمكن لجهاز الكمبيوتر والرادار المستهدف توجيه القنابل الغبية "بدرجة عالية من الدقة"، مما يجعل مقاتلات تي - 50 مثالية للدور الذي اقترح مستشارو التحالف أن L-159 يمكن أن تؤديه.


وأعلنت شركة صناعات الفضاء الكورية، توقيع عقد بقيمة 360 مليون دولار مع العراق في نوفمبر الماضي لتوفير الصيانة والدعم اللوجستي وكذلك التدريب.


وقامت الشركة ببناء T-50 بناءً على سنوات خبرتها في بناء طائرات أف - 16، بموجب ترخيص. وقد تم تصميمها للتدريب بمقعدين للطيارين الذين سيقودون يوماً ما المزيد من الطائرات الراقية مثل أف - 16 وأف -15، كما أنّها تشترك في بعض خصائص أف - 16، وهي واحدة من طائرات التدريب القليلة القادرة على الوصول إلى سرعات تفوق سرعة الصوت.


ومن خلال دعم عمليات الصيانة، يمكن أن تساعد الطائرة الكورية في تخفيف العبء عن أسطول المقاتلات العراقية من طراز أف - 16، والتي يقال إن عدداً كبيراً منها قد تم إيقافه في السنوات الأخيرة بسبب قضايا تتعلق بالصيانة. ويمكنها حتى المساعدة في تدريب طياري طائرات F-16 العراقيين في المستقبل مع تقليل عدد ساعات الطيران التي تحتاجها طائرات F-16 العراقية، وبالتالي إطالة عمر هياكل طائراتهم لاستخدامها في القتال.


وسواء لعبت هذه الطائرات في نهاية المطاف دوراً تدريبياً أو قتالياً، فإن طائرة تي - 50 ستعزز بلا شك القوة الجوية العراقية وقدرتها على مواصلة حملتها ضد داعش عندما تدخل الخدمة أخيراً.


المصدر: فوربس