قصف من الجو و"بروباغندا" على الأرض

نفط وسلاح و"مخدرات".. تقرير فرنسي: اعتقال "أبو خولة" أشعل صراعاً دولياً على حدود العراق

بغداد - IQ  

سلط تقرير لوكالة فرانس برس، الضوء على القتال الدامي بين عشائر عربية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" في مدينة دير الزور شرقي سوريا بمحاذاة الحدود مع العراق.

وقالت الوكالة الفرنسية وتابعها موقع إن محافظة دير الزور الواقعة شرق سوريا، شهدت اشتباكات دامية بين قوات سوريا الديمقراطية -التي تدعمها الولايات المتحدة- وعدد من العشائر العربية التي كانت، حتى بدء الاشتباكات، تعتبر حليفة لها، بل ضمن صفوفها.

وأضافت أن رقعة القتال اتسعت في دير الزور خلال الأيام الأخيرة، إذ فتحت العشائر العربية عدة جبهات انطلاقا من مناطق السيطرة التركية في الحسكة، الرقة وحلب. وتدخلت روسيا بطيرانها الحربي لمصلحة الفصائل الكردية بينما تسعى واشنطن لفض الاشتباك، وذلك للمحافظة على المكون العربي داخل قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة تنظيم "داعش" كما في مواجهة النفوذ الإيراني المتجذر غربي الفرات.

أطراف متعددة ومرجعيات مختلفة تتنازع النفوذ

وأشارت فرانس برس، إلى تقاسم عدة أطراف النفوذ في دير الزور السورية المحاذية للحدود العراقية والتي يعبرها نهر الفرات الشهير. وتقطن غالبية عشائرية عربية هذه المحافظة التي توجد فيها أغلب حقول النفط السورية والتي تسيطر فيها قوات سوريا الديمقراطية، المؤلفة من فصائل كردية وعربية، على الضفة الشرقية من نهر الفرات. في حين تسيطر قوات النظام السوري على الضفة الغربية من الفرات.

كما تتواجد قوات دولية في هذه المنطقة أبرزها أمريكية في قاعدة بحقل عمر النفطي وكذلك في حقل كونيكو للغاز. كما لا يزال لتنظيم "داعش" جود هناك حيث كثيرا ما تستهدف خلايا تابعة للتنظيم المتطرف قوات النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية على حد سواء.

اعتقال قيادي في قوات سوريا الديمقراطية أشعل شرارة التوتر؟

اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية في 27 آب القيادي أحمد خبيل، المعروف بأبو خولة والذي يشغل منصب قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها. وأعلنت عزله متهمة إياه بالتورط بـ"جرائم جنائية والاتجار بالمخدرات وسوء إدارة الوضع الأمني"، وبالتواصل مع النظام السوري.

اعتقال هذا القيادي أثار غضب مقاتلين عرب محليين مقربين منه شنوا هجمات ضد قوات سوريا الديمقراطية أصبحت فيما بعد اشتباكات طالت عدة قرى. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أنها أسفرت عن مواجهات أودت بحياة 71 شخصا أغلبهم من المقاتلين وعدد من المدنيين.

قوات سوريا الديمقراطية اتهمت مقاتلين "مستفيدين" من القيادي "أبو خولة " و"مسلحين مرتزقة على علاقة بالنظام السوري" بمحاولة خلق "فتنة" بينها وبين العشائر العربية في هذه المنطقة. المرصد السوري وقوات سوريا الديمقراطية اتهما قوات تابعة للنظام باجتياز الفرات والوصول إلى مناطق الاشتباك في محاولة لتغذية النزاع هناك.

محاولات لاستقطاب العشائر العربية؟

تحدث الإعلام الرسمي السوري عن قتال بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلين من "أبناء العشائر العربية" إذ أشارت صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة السورية إلى "قوات العشائر العربية". غير أن قوات سوريا الديمقراطية نفت وجود أي خلاف مع العشائر العربية. ودعت السكان إلى "ألا ينجروا وراء هكذا فتن"، مؤكدة أنها على "تواصل دائم" مع هذه العشائر.

إلا أن مدير شبكة "دير الزور 24" المحلية عمر أبو ليلى صرح بأنه "ليس هناك ما يسمى فعليا بقوات عشائر عربية"، وبأن كل أطراف النزاع "طالما حاولت استمالة وجهاء العشائر في المنطقة لقدرتها على قلب الموازين".

وأضاف: "لكن اليوم هناك وجهاء عشائر يفضلون العمل مع قوات سوريا الديمقراطية وآخرون يعملون حتى بالخفاء مع قوات النظام وعلى تنسيق مستمر معها".

ويرى عمر أبو ليلى أن مقربين من أبو خولة ومستفيدين من شبكات التهريب بدؤوا المواجهات وأن الأحداث في محافظة دير الزور اليوم ليست سوى تحريض من عدة أطراف داخلية وخارجية على الفلتان في منطقة جغرافية تتواجد فيها كل الأطراف المتنازعة.

مبالغة وبروباغندا؟

رأي يذهب في اتجاهه الباحث في الشأن السوري في مركز "سنتشوري إنترناشونال" آرون لوند، الذي يعتقد أن "هناك الكثير من الضجيج والمبالغة والبروباغندا حول ما يحصل". وصرح بأنه "حتى الآن، لا أرى أي تغيير حقيقي، يبدو أن الكثير من التوتر يرتبط بقضايا محلية جدا وغامضة".

ويضيف بأنه "في حال توسع القتال وتضرر العلاقات العربية الكردية في هذه المنطقة الحساسة، ليس هناك طرف لن تكون لديه مصلحة في تغذية الفوضى"، من أنقرة التي تصنف المقاتلين الأكراد تنظيما "إرهابيا"، إلى دمشق التي ترفض الإدارة الذاتية الكردية وتأخذ على الأكراد تحالفهم مع واشنطن، إلى تنظيم "داعش".

وختم بالقول إن جميع هؤلاء "لديهم مصالح في تخريب النظام الحالي، ولكل أسبابه، ويبحثون عن طرف لجذب الدعم العربي المحلي".