في إطار الحرب على تنظيم داعش، ومنع عودته إلى العراق، تنشر المملكة المتحدة، سفينتها الأكبر والأضخم على الإطلاق حاملة طائرات مقاتلة بريطانية وأميركية من النوع الأحدث في العالم.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، تخصيص سرب جوي شهير، للمشاركة في عملية "شادر" (Shader) المساهمة في محاربة تنظيم داعش.
واشتهر سرب "617" التابع للقوات الجوية البريطانية بجهوده في تدمير سدود النازيين في عملية "Chastise" خلال الحرب العالمية الثانية.
وأشارت الوزارة إلى أنه تم تحديث أسطول الطائرات المقاتلة التي ستعمل من سفينة "أتش أم أس كوين إليزابيث".
وحاملة الطائرات "أتش أم أس كوين إليزابيث" هي أكبر وأقوى سفينة حربية تم بناؤها على الإطلاق للبحرية الملكية البريطانية، حيث أنها قادرة على حمل ما يصل إلى 40 طائرة، بحسب موقع البحرية الأميركية.
وبالإضافة إلى أحدث الأسلحة وأنظمة الاتصالات، تضم حاملة الطائرات خمس صالات رياضية وكنيسة صغيرة ومركزا طبيا.
وتأتي منصة طيران السفينة على مساحة هائلة تبلغ أربعة أفدنة، ويمكن نقل أربع طائرات مقاتلة من حظيرة الطائرات إلى سطح الطيران في دقيقة واحدة فقط.
ولم يتم الإعلان رسميا عن عدد طائرات المقاتلة التي سيتم تدشينها على حاملة الطائرات العملاقة، لكن وزارة الدفاع البريطانية تقول إنها "ستشمل أكبر عدد من طائرات "أف-35 بي" البريطانية، فضلا عن انضمام العديد من الطائرات الأميركية إليها"، لكن موقع "ذا درايف" ذكر أن العديد من المقاتلات الأميركية ستنضم إلى المهمة "ما يوحي بأن العدد الكلي (15 مقاتلة بريطانية وأميركية) سيزيد بعد انضمام مقاتلات أميركية إضافية من حاملة طائرات أخرى شاركت في تدريبات عسكرية في سبتمبر الماضي".
كما تمتلك المملكة المتحدة الآن 21 طائرة من طراز "أف-35 لايتنينغ"، 18 منها صنعت في بريطانيا، وثلاثة في الولايات المتحدة.
وانضمت طائرات أف-35 البريطانية والأميركية مؤخرا إلى حاملة الطائرات "أتش أم أس كوين إليزابيث" في تمرين متعدد الجنسيات في سبتمبر الماضي.
وذكر تقرير لموقع "ذا درايف" أن ما مجموعه 15 طائرة مقاتلة من "السرب رقم 617" التابع لسلاح الجو الملكي "دامباستر" وسرب مشاة البحرية الأميركية 211، على متن الحاملة الآن، إلى جانب ثمانية من مروحيات الأسطول الجوي البريطاني "ميرلين".
ومن المقرر أن تبدأ حاملة الطائرات الضخمة في الانتشار في إطار عملية "شادر" الشهر المقبل، بحسب بيان وزارة الدفاع البريطانية.
وقال رئيس العمليات المشتركة البريطاني بن كي، في البيان، "يمثل هذا النشر تجسيدا للقدرة الاستكشافية المشتركة للمملكة المتحدة"، مشيرا إلى أن "استخدام طائرات أف-35 القتالية ضد داعش سيثبت التزامنا بتأمين هزيمة التنظيم المتطرف"، حيث لا تزال هناك أعداد كبيرة من إرهابيي داعش في العراق وسوريا.
وأضافت وزارة الدفاع البريطانية "تظل المملكة المتحدة ملتزمة بهزيمة داعش وتعزيز الأمن في المنطقة، إلى جانب قوات الأمن العراقية وحلفائنا في الناتو".
وقال وزير القوات المسلحة البريطانية، جيمس هيبي: "ستقدم أف-35 لايتنينغ" ضربة قوية ضد داعش وتساعد في منعها من استعادة موطئ قدم لها في العراق وإضعافه على كافة المستويات"، مشيرا إلى أن هذا العمل يقدم مثالا على عمل مشترك مع الحلفاء لمواجهة التهديدات في كافة أنحاء العالم.