في مؤتمر صحفي، بدا محافظ نينوى، نجم الربيعي، غاضباً وهو يعلّق على تقليل من وصفهم بـ"المتسببين" بسقوط مدينة الموصل في يد تنظيم داعش في حزيران 2014، من أهمية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وقبله البابا فرنسيس إلى المدينة هذا العام.
وقال الربيعي، وتابعه موقع IQ NEWS، إن جزءاً قليلاً من الموازنة المالية لمحافظة نينوى كانت تصرف، و"هذه النتيجة الإرث الثقيل الذي ورثناه في مدينة الموصل، ولا زال المسؤولين السابقين يُنظرون بالإدارة وكل يوم يظهرون لنا بنظرياتهم بعد أن سلموا الموصل لداعش".
وكان محافظ نينوى الأسبق أثيل النجيفي، الذي ورد اسمه ضمن التحقيق النيابي في سقوط الموصل بصفته "متورطاً"، قد كتب على صفحته في فيسبوك، أن زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى الموصل: "لن تضيف زيارة ماكرون للموصل شيئاً، فأقصى ما يريده هو أن يظهر للشعب الفرنسي أنه لا زال مهتماً بمسيحيي الشرق بعد عجزه عن تنفيذ وعوده في لبنان".
وذكر نجم الجبوري، بينما اعترته سورة غضب، أن "زيارة البابا فرنسيس، الشخصية المهمة جداً، والتي لها مكانة أكبر من رؤساء دول، وزيارة رئيس دولة عظمى (إيمانويل ماكرون) إلى الموصل ليست بضرورة لهؤلاء، لكن زيارة داعش والقاعدة ضرورة. أنا من هذا المكان أدعو الله أن لا يغفر لأي شخص من محافظة نينوى ينتخب من سلم نينوى أرضاً وسماء وبشراً لداعش. عيب علينا، أن نعود للنتخب هؤلاء الذين سلموا أعراضنا وسلموا أرضنا لداعش".
وتابع الجبوري، الذي كان قائداً لعمليات تحرير نينوى خلال معارك استعادتها من تنظيم داعش: "للأسف الدولة العراقية لم تكن منصفة وما علقت مشانقهم في باب الطوب وساحة التحرير. للأسف بكل صلافة يتحدثون عن الانتخابات. ومثل ما قلت: المواطن الشريف والحريص على أرضه وأهله لا ينتخب هؤلاء، ( وأنا لست مرشحاً للانتخابات وتعرفون جيداً)".
وأضاف "ليس بشريف من ينتخب من كان ديوثاً على الموصل وأهلها. كل الضحايا الذين رحلوا من الشهداء, من المدنيين, كل التدمير بالبنى التحتية يتحملوه هؤلاء. وإن شاء الله اليوم الذي تقف فيه الدولة (على حيلها قوي) ويأتون أشراف يسوقوها بكل قوة, وكل شخص يُحاسب على ما قدم وعلى ما اقترفت يداه بحق العراق وبحق نينوى وأهلها".
ومضى محافظ نينوى قائلاً "كل يوم يظهروا لنا بأسطوانة, لعبوا علينا بأسطوانة العربية الكردية وعروبة الموصل، وهم جالسون في كردستان بعد أن فازوا بالانتخابات. وبعدها اليوم جاءوا بأسطوانة أن إيران مسيطرة على الموصل. أروني أين إيران التي سيطرت على الموصل؟. أين إيران المسيطرة على الموصل؟ الموصل حرة أبية".
وخاطب سكان نينوى: "لا يلعب عليكم هؤلاء بهذه المسائل, عيب, الإنسان ينخدع مرة واحدة ولا ينخدع أكثر منها".
وتتبنى بعض القوى السياسية السنية شعارات قومية حتى الآن، هي ذاتها التي كانت ترددها أثناء التظاهرات التي شهدتها المدن السنية قبيل دخول تنظيم داعش إليها في حزيران 2014، وينظر إليها داخل المجتمع السني على أنها "السبب" في تمكين التنظيم من دخول المدينة وتهيئة الأرضية له.
وتسبب دخول داعش إلى الموصل وبقية المناطق وصولاً إلى تخوم العاصمة بغداد في حزيران 2014، وبعدها العمليات العسكرية التي شنتها القوات العراقية المشتركة، المدعومة بطيران التحالف الدولي، لاستعادة تلك المدن، بمقتل الآلاف مع نسب كبيرة من الدمار.
وأعيد بناء بعض المناطق المستعادة من تنظيم داعش، لكن بعضها لاتزال على حالها، وحتى وقت قريب كانت عمليات إعادة الإعمار متلكئة في الموصل والأنقاض متناثرة، قبل أن تشهد في الفترة القليلة الماضية.
وكان الغضب يعتمل في محافظ نينوى وهو يدلي بحديثه، وصعّد لهجته قائلاً "دفعنا ثمناً غالياً، غاليأ جداً حتى نستعيد نينوى. لا نريد تسليمها إلى الذي يحاول أن يكون ديوثاً مرة ثانية عليها. لا إيران ولا تركيا ولا غيرها، الموصل بأهلها، الموصل جزء من العراق العظيم".
وأشار نجم الجبوري، إلى أن "عملاً كبيراً وعظيماً يجري في نينوى وتروه، على مستوى البلديات. في كل مكان داخل الموصل وفي أبعد قرية على الحدود وحتى الأعمى يرى مقدار الاعمار والعمل داخل الموصل ولا زال لدينا عمل كثير لكن لا نريد تسليمه مرة ثانية لمن غدروا الموصل وهلها أهلها. بلدية الموصل أيضاً وبلديات نينوى عملت الكثير، نفخر بقضاء الحمدانية ومستعدون لمقارنته مع أي قضاء في العراق أينما كان".