على بعد بضعة مئات من الامتار على حاوي العظيم في اقصى شمال ديالى، لفظ 3 جنود عراقيين انفاسهم الاخيرة بعد تعرضهم لهجوم مباغتة مساء يوم امس هو الاعنف منذ 3 اشهر، ليعيد للأذهان خطورة حدود المحافظة مع صلاح الدين، التي طالما كانت تسجل خروقاً في المشهد الامني.
وقال القيادي في الحشد العشائري محمد العبيدي في تصريح لموقع IQ NEWS، إن "داعش يعتمد مبدأ هجمات اللصوص، أي بمعنى اضرب وفر، من خلال القنص عن بعد وتفجير العبوات ثم الهروب، اي انه لا يواجه ابداً لتفادي اي خسائر بشرية وهذا ما حدث في هجومه على نقاط الجيش في حاوي العظيم (75 كم شمال بعقوبة) مساء يوم امس".
واضاف العبيدي، ان "الحاوي منطقة مرتفعة جدا ويحيطها القصب، ونهر العظيم المار بها جريان مياهه منخفض ما يسهل عبور داعش من صلاح الدين صوب الحاوي لاستهداف القوات الامنية وهذا ما حدث".
واشار الى انه "لا يمكن تحقيق الاستقرار في حاوي العظيم وقراها الا من خلال مسك القرى المهجورة في صلاح الدين على الضفة الاخرى من الحاوي لأنها مرتع لداعش منذ سنوات وطالما حذرنا من خطورتها على امن ديالى".
اما عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عبد الخالق العزاوي قال: "قلنا منذ 3 سنوات لا استقرار في ديالى في ظل وجود فراغات ومناطق مهجورة تستغل من قبل داعش سواء داخل المحافظة او على الحدود مع صلاح الدين".
واضاف العزاوي، ان "خارطة الطريق التي تنهي نزيف الدم هي اعادة اهالي القرى المحررة وتمكينهم امنيا واقتصاديا واعادة الانتشار ومسك كل الفراغات وتفعيل الجهد الاستخباري الميداني وبخلافه ستبقى الخروقات مستمرة لان بدون مسك الارض ستبقى ملاذ للمتطرفين".
وأشار الى ان "داعش لا يهاجم بشكل مباشر بل يعتمد القنص بنسبة 90%"، لافتا الى ان "هجوم الحاوي مساء يوم امس كان من خلال القنص وهو الاعنف منذ 3 اشهر".
ابراهيم السعدي خبير امني قال إن "هناك من 10 إلى 14 قرية مهجورة منذ عام 2014 على الحدود بين ديالى وصلاح الدين ضمن حدود الاخيرة وهي تشكل ملاذاً دائماً لخلايا داعش الهاربة من صلاح الدين وكركوك وديالى، وهذا ما يفسر تكرار الخروقات ضد القرى المحررة خاصة في حاوي العظيم".
واضاف السعدي، ان "هجوم الحاوي مساء يوم امس رسالة خطيرة تستدعي اعادة النظر في ملف الحدود والقرى المهجورة وبخلافه ستبقى دوامة نزيف الدماء مستمرة".