لا ينفك تنظيم داعش يستغل كل ظرفٍ مؤاتٍ لتنفيذ عملياته، وقد استغل العواصف التي أثقلت رئة البلاد، لشن هجمات متفرقة، كان آخرها هجومين في ديالى وكركوك، تسببا بسقوط 12 ضحية، وعشرات الإصابات، فضلا عن خسائر مادية طالت منازل وعجلات و مزارع.
تنتمي هذه الهجمات إلى سلسلة يتبناها التنظيم، لم تنقطع منذ إعلان النصر عليه في عام 2017، وعلى الرغم من الشروع بعشرات العمليات الأمنية لتجفيف منابع التنظيم، فإن قائمة الضحايا تظل مفتوحة.
اثنا عشر ضحية
وفي يوم أمس الاثنين، وتحت جنح الغبار، شن مسلحو داعش هجوما على مجموعة مزارعين في قرية سامي العاصي التابعة لناحية تازة بمحافظة كركوك، في أثناء عملية حصاد محصول الحنطة، ما أودى بحياة 6 مواطنين وحرق حاصدة و3 عجلات ومساحة من المزروعات، بحسب بيان خلية الإعلام الأمني.
لم يكتف التنظيم بهذا وحسب، ففي وقت متأخر من يوم أمس الاثنين، شن داعش هجوم بعشرة قذائف هاون استهدفت قرية الإصلاح في محافظة ديالى، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص من المواطنين والجنود، بينهم الشيخ عثمان عدنان واثنين من أبنائه، وإصابة 7 آخرين.
التعزيزات العسكرية وصلت إلى قرية الاصلاح في ديالى على إثر هذا الهجوم، بيد أن مسلحي التنظيم لاذوا بالفرار إلى مناطق مجهولة. وبالنظر إلى نشاط عملياته خلال العامين الماضيين، فإن التنظيم ينطلق من مناطق غير مأهولة، وعرة، لا تصلها العجلات العسكرية، كالمستنقعات المائية والبساتين و"الزورات" والهضاب، والوديان، والصحاري القصية، في كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار.
ومنذ ما يزيد على الشهر، لم تخلُ أجواء العراق من العواصف الترابية والغبار سوى أيام محدودة، أدت إلى تسجيل آلاف حالات الاختناق في عموم العراق، وتعليق الرحلات الجوية، غير أن مسلحي التنظيم كانوا المستثمر الوحيد لها، ونفذوا تحت جنحها عمليات متفرقة، الأمر الذي دفع بقادة الأجهزة الأمنية إلى إصدار أوامر بالاستنفار والجهوزية مع كل نبأ عن قدوم عاصفة، لقطع الطريق على التنظيم، وكان آخرها توجيه وزير الدفاع جمعة عناد، قبل يومين بأن يكون الدوام مئة بالمئة، مستثنيا الموظفات النساء، وأصحاب الأمراض المزمنة.
عودة استهداف المطار
من جهة أخرى، استيقظ مطار العاصمة بغداد، على وقع هجوم بطائرة مسيرة، استهدف محيط قاعدة فكتوريا الامريكية داخل المطار. أُسقطت من قبل رادارات التشويش التابعة للتحالف الدولي، كما فُعِلَت منظومة الدفاع الجوي، دون وقوع إصابات.
هذا الهجوم بدوره ينتمي إلى سلسلة من الهجمات تتبناها جماعات مسلحة ترفض الوجود الأميركي في العراق، وتشن هجمات عبر طائرات مسيرة أو صواريخ، غالبا لا تؤدي إلى سقوط ضحايا وغالبا دون خسائر تذكر، تستهدف قاعدة فكيتوريا في مطار بغداد، وقاعدة عين الأسد في الأنبار. كما تشن هذه الجماعات هجمات تستهدف أرتال الدعم اللوجستي بعبوات ناسفة، لا تؤدي إلى وقوع خسائر، أغلبها على الطريق الدولي بين البصرة وبغداد.