أحداث ثلاثة تشعل جدل الحريات بكردستان.. "شياطين طليقة" أو جهات "تلهي" الشارع
- 5-05-2021, 00:58
- مجتمع
- 2787
كردستان - IQ
أعادت ثلاثة احداث جرت في إقليم كردستان، خلال الأيام القليلة الماضية، قضية الحريات إلى الواجهة من جديد، وعاشت المدينة إثر تلك الأحداث توتراً وجدلاً تدخل فيه الساسة.
وبدأت الأحداث بتداول مقطع فيديو لشابة تجمع صفحات ممزقة من القرآن في إحدى شوارع أربيل، عاصمة الإقليم، وتلاها رقص شاب عراقي يدعى "باجيتا" وصديقته "تيفاني" المكسيكية المتحدرة من مدينة حلب السورية على إيقاع موسيقى كانت تنبعث من مقهى في شارع سالم وسط السليمانية.
وتلا ذلك قيام شابة سورية تدعى "كارولين" برفع لافتة على صدرها مكتوب عليها بثلاث لغات عبارة "حضن مجاني" أمام قلعة أربيل ليتجمع حوّلها عشرات الأشخاص الغاضبين الذين طردوها من المكان.
ولاحقاً، قدِم عشرات الأشخاص إلى البقعة ذاتها ليقيموا طقوساً إسلامية حيث وقفت "كارولين".
وانسحبت هذه الأحداث التي جرت في شهر رمضان المقدس لدى المسلمين، على مواقع التواصل الاجتماعي لتثير جدلاً كبيراً.
في الطرف الأول يقف المحافظون والمتدينون وهم يستنكرون ما جرى ويشكك بعضهم في كونها أفعالاً فردية لجهة حصولها بليلتين متتاليتين من رمضان.
"شياطين.."
أحد هؤلاء، كتب على تويتر: "تمزيق لكتاب الله العزيز في أحد شوارع أربيل، وفتاة تحمل لافتة اِحضني مجانًا، ثمّ رقص لفتى وفتاة في وسط السليمانية، وكلّ هذا في رمضان ! من يُصدّق بأنها أفعالًا فردية غير مدفوعة، في ليلتين متتاليتين، في شهر رمضان دون سائر الأشهر! شياطين الجنّ صُفِّدت، متى تُصفّد شياطين الأنس؟".
لاحقاً، قال محافظ أربيل أوميد خوشناو خلال مؤتمر صحفي عقده في 24 نيسان الماضي، إن حادثة القرآن الممزق لم تكن مقصودة وإن أحد أفراد العائلة التي تعود لها هذه النسخة من الكتاب المقدس لدى المسلمين "شرح لنا كيفية وقوع الحادث".
وتداولت وسائل إعلام كردية عن فرد من هذه العائلة قوله إن المصحف سقط على قارعة الطريق من مقدمة سيارتهم دون علم منهم عندما كانوا يستعدون للرجوع إلى قريتهم، وهو ما رواه عضو مجلس محافظة أربيل عباس محمد أيضاً.
وبموازة الأول، يقارن الطرف الثاني المنفتح، حجم الاستنكار الذي لقيته تلك الأحداث وردود الفعل الغاضبة بالمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية في إقليم كردستان.
ويلخص "ليوناردو" الناشط على فيسبوك، رؤية الطرف الثاني بتدوينة له كتب فيها أن "الحضن والرقص يستفز الناس أما القتل والإرهاب والظلم والسرقات والفساد فلايستفزها.. العشائر تقتل والإرهاب ايضا والحكومات والاعراف والتقاليد كلها تشترك في قتلنا".
ويضيف: "عودونا منذ نعومة اظافرنا أن القبلات والاحضان عيب، أما الضرب والنفاق والتناقض في كل شيء فهو أمر عادي ومقبول".
"الرقص حرام والجوع حلال!"
ويقول ناشط قانوني لموقع IQ NEWS، وطلب عدم ذكر اسمه معلقاً على القضية: "لو كانت صفقة فساد لمررت دون ان نسمع عنها شيئاً، ولكن الرقص في مكان عام عيب وحرامن أما ان تنام عوائل دون عشاء فهو حلال والمهم انها بالسر لا بالعلن".
وأضاف أن "الحكومة تود أن يكون كل شيء في السر حلال، وهذا أهم من حقوق الشعب".
من جهته، كتب مدون آخر يحمل اسم "آزاد"، وهو مسيحي، أن الرقصة التي أداها "باجيتا" و"تيفاني" في شارع عام بالسليمانية: "كانت ساحرة جميلة وبريئةن وقد تفاعل معها المتواجدين لأنها نشاط متحضرن وكلنا نعلم ان السليمانية سميت كردستانيا بعاصمة الثقافة".
ورأى أنها "كانت بادرة رائعة حسب اقتناعي التام.. شوارع كردستان ينقصها الحب والفن والسلام والأمان، وينقصها العازفون وأناس مبتسمة.. المجتمع الكردي ينقصه كف يد شيوخ المساجد عن حياة غيرهم".
"كأن المساجد تحتل كردستان"
ويتساءل "آزاد": "أين كانت صلاتهم حين غزا داعش الموصل، وأين كانت حين اقترب من أربيل.. من هاجم كوباني ودمرها بالكامل باسم الاسلام؟ أليس داعش.. كردستان كأنها محتلة من خلال مساجد كردستان".
ويجد ناشطون آخرون تناقضاً بين حجم رد الفعل المستنكر للرقص و"الحظن المجاني" واعتبارهما انتهاكاً لقدسية شهر رمضان، وبين "وجود ملايين الفقراء يأكلون من المزابل وشعب يقتل لأنه يطالب بالخدمات وفرص العمل"، ويتفقون بلهجة استنكارية على أن "الأرواح هنا مباحة ولا يتنهك ذلك قدسية الإسلام"، ويستغرب بعضهم أن "تكون المشاهد العادية والحلوة المفرحة والجمال مؤذٍ في بلد مليء بالفساد والقتل مثل العراق".
"أمور جانبية لإشغال الشارع"
في تعليقه على القضية برمتها، يعتقد هاوكار قادر وهو خبير بالشأن الكردي ومتابع له خلال حديثه لـIQ NEWS ، أن "الأهم في هذه الحوادث المقبولة نوعاً ما، وحادثة الرقص التي تدل على أن المدينة تواكب التطور في العالم وكذلك طبيعة المجتمع العراقي والكردي المحافظ، هو ماتريده جهات من هذا الحدث وتطويره الى أمر اثار حفيظة المسلمين".
ويؤيد سكرتير فرع نقابة الصحفيين في السليمانية، كاروان أنور ما هذب إليه هاوكار قادر، قائلاً لـIQ NEWS، إن "هناك مسائل أشد خطورة من رقص اثنين في الشارع، ولكن هناك اياد خفية تعلم كيف تستغل القضية لصالحها باشغال الشارع الكردي عما هو أهم".
ويشير إلى وجود أكثر من 30 قاعدة عسكرية لتركيا على أراضي كردستان، كما أن رواتب الموظفين مازالت تعاني من استقطاع يصل الى 21 %، فضلاً عن قضية الديون المترتبة على كردستان والتي تصل إلى ملايين الدولارات، و"أيضا استباحة الأرض والسماء الكردية من بقية الدول".
"صلاة حزبية"
ويرى كاروان أن "مايحدث في محافظات إقليم كردستان أمر طبيعي لعدم وجود عقوبات اخلاقية مثل تلك المبالغ فيها والموجودة باقي المحافظات والدول العربية"، عاداً أن
ردود الفعل حول وصلة الرقص مبالغ فيها أيضاً.
وقال إن صلاة التروايح التي أقيمت في المكان الذي جرت فيه وصلة الرقص نظمتها "مجموعة تنتمي لحزب معين كمحاولة لاستغلال عواطف المسلمين خلال شهر رمضان".