زيارة الكاظمي لنينوى: عهود بمحو الصورة القاتمة

بغداد - IQ  

يوجز رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، أهداف زيارته إلى محافظة نينوى قبل يومين بـ"رد الاعتبار".. للموصل وسنجار، والهوية الثقافية للمدينة.

فبعد ترؤسه لجلسة عقدها مجلس الوزراء في نينوى، يوم الاثنين (16 آب 2021)، واتخذ خلالها 20 قراراً يتعلقن بإعمار نينوى وصرف الأموال والتعويضات لها، قال الكاظمي خلال اجتماع لجنة إعمار الموصل التي تشكلّت في اليوم ذاته: "جئنا للموصل التي تمثل عراقاً مصغراً في التنوع والثقافة وكل شيء. جئنا لنعمل سوياً على بناء ما دمره الإرهاب. نحتاج إلى نظرة واقعية لمعالجة آثار الإرهاب على صعيد البنى التحتية وانعاكسها على المجتمع".

ورأى رئيس مجلس الوزراء، أن بناء المنازل المهدّمة فقط لا يكفي: "لا نبني ليعود الناس إلى منازلهم فقط. وإنما ليعيشوا في ظروف طبيعية (تهيؤها الحكومة). نحتاج إلى نهضة عمرانية في الموصل لنقدم رد اعتبار لما تعرضت له المدينة من ظروف قاسية".

لاحقاً، وعندما توجه الكاظمي إلى سنجار والتقى شيوخ عشائر ووجهاء فيها، قال "سنجار الوجع والألم.. المطلوب أن نحول سنجار إلى تجربة نجاح وفرح ونتحرر من أوجاعنا.. هذه الأرض طاهرة مقدسة لأنها نزفت دماء ابنائنا وبناتنا وشيوخنا على يد خوارج العصر التي الدين منها براء".

وقال إن "قوة العراق في تنوعه، وسنجار نجحت في توحيد العراقيين وتوحدوا بها. جئت لسماع احتياجاتكم لنعمل سوياً على إعادة الحياة والبناء بالتعاون مع بعضنا"، مشيراً إلى ما رآه في الطريق إلى القضاء الواقع في غرب نينوى: "رأيت صور الشهداء من كافة أصناف القوات الأمنية، الجيش والحشد الشعبي والبيشمركة، الذين قاتلوا لتحرير هذه البقعة الطاهرة".

في صباح اليوم الذي وصل فيه الكاظمي إلى نينوى، توجه مباشرة إلى سد الموصل، الذي صدرت تحذيرات سابقة حول إمكانية إنهياره، واستمع من مدير المشروع شرحاً مفصلاً عن السد وأهميته وأعمال إدانته وتحشيته من الأعلى.

ووجه بـ"ضرورة قيام الملاكات العاملة فيه بعمليات الإدامة المستمرة، ومراقبة عمليات التحشية التي يتطلبها".

ولاحقاً، وضع رئيس الوزراء حجر الأساس لمحطة قطار الموصل، قائلاً إن المدينة ستكون معبراً مهماً لنقل صاردات ووردات العراق من البضائع "الموصل سلّة خبز العراقيين".

وفي المساء، زار رئيس الحكومة كنيسة "الطاهرة" في منطقة الشعاريين وسط الموصل، والتي فجرها تنظيم داعش بعد سيطرته على المدينة صيف 2014.

"اليوم نحن تحت ظلال هذه الكنيسة العريقة بيت السلام والمحبة.. نستذكر ما فعله بها الإرهابيون الذين حاولوا تحويلها من دار للسلام إلى قبو للقتل والتخريب.. هذه الكنيسة هي بيت الرب، والشاهد الشامخ على فشل الإرهاب وداعميه.. أهلنا المسيحيون شركاء أساسيون بهذه الأرض.. هم نواتها وجذورها، وساهموا بناء الحضارات العراقية في كل حقب تاريخ هذا البلد"، قال الكاظمي وعيناه تجولان في أرجاء أطلال الكنيسة المهدمة.

ومن المكان ذاته، أطلق الكاظمي دعوة للمسيحيين العراقيين المهاجرين: "لا مستقبل لهذا الوطن من غير جهود شبابه.. أكرر الدعوة لهم وغيرهم من كل أطياف العراقيين بالعودة إلى وطنهم.. نعتز بكم ونقدم لكم كل الدعم والمساندة، وندعوكم للعودة، والبدء بحركة الحياة والإعمار والتطوير في مناطقكم، ومعكم كل إخوانكم العراقيين من كل الأطياف".

بعد الكنسية، توجه الكاظمي إلى الجامع النوري، المكان الذي أعلن منه زعيم تنظيم داعش السابق "قيام دولة الخلافة"، قبل أن يفجرّه التنظيم عندما اقتربت القوات العراقية المشتركة منه في 2017. 

"معلم ديني تأريخي يصل عمره إلى ألف عام أريد له التخريب على يد عصابات داعش.. بقايا جامع النوري توضح مدى النزعة التدميرية للإرهابيين الذين يستترون بالدين، غير مبالين بأنه بيت من بيوت الله"، قال رئيس الحكومة.

وتعهد قائلاً: "سيرى جامع النوري النور، وسوف تملأ أصوات الأذان جميع ضواحيه، وسترتفع منارة الحدباء مرة أخرى بإعادة بنائه".

خلال زيارته، التقى الكاظمي بوفد من الناجيات الإيزديات اللواتي كن أسيرات لدى تنظيم داعش، وقال إن الحكومة لن تسعى لتحرير بقية المختطفات.

ليلاً، تجول رئيس الوزراء في الموصل، وخاطب حشد من المواطنين عبر مكبر صوت بعدما تجمعوا أمام موكبه: "جئنا لمتابعة قضاياكم. جئنا لمساعدتكم، صبرتم بما فيه الكفاية، أمنحونا فرصة وأصبروا ساعة أو ساعتين".