"المواشي" تغزو الأحياء.. وموظفو أمانة بغداد مرتشون أو معرضون للابتزاز
- 5-12-2020, 14:36
- مجتمع / تقارير
- 3213
بغداد - IQ
خلال التجوال بالسيارة في عدد من شوارع بغداد، يجب الحذر مرتين من المواشي التي تباع في أماكن عشوائية، الحذر الأول تحسباً لصدم أحد الحيوانات، ما يضطرك لإصلاح سيارتك بمبلغ قد لا يقل عن 1000 دولار، والثاني من التلوث البصري والبيئي الذي يلوث أجواء العاصمة بروائح تزكم الأنوف.
ويشكو المواطنون سواء المارّة أو المتبضعون أو سائقو سيارات الأجرة، مع ما يترتب على ذلك من حوادث مرورية وتشويه للمنظر العام، في ظل غياب أي رقابة حكومية أو تحرك لوضع حدّ لهذا المشكل.
وعادة ما يناشد المواطنون عبر برامج تليفزيونية حيوية او مواقع التواصل الاجتماعي، الجهات الحكومية لحل مشكلة انتشار قطعان الأغنام والأبقار في أغلب شوارع العاصمة، واحيانا المواشي تخالط المارة.
يقول حسام حسن وهو إعلامي، لـIQ NEWS "ذات يوم، كنت ذاهباً الى منطقة الزعفرانية في جانب الرصافة من بغداد، واثناء سيري بسرعة 50 كيلو مترا في الساعة، وبشكل مفاجئ صدمت بقرة أثناء عبورها من شارع الإياب الى الشارع الذي اسير فيه، ما تسبب باضرار في سيارتي كلفني تصليحها 800 دولار".
وبين، أن "هذه الحوادث تتكرر بشكل شبه يومي، وتؤدي الى حوادث كبيرة تصل الى اصابات حرجة للسائق وربما الوفاة، وتضرر جميع اجزاء السيارة".
تغزو الأحياء الراقية وتتكاثف في الرصافة
"ظاهرة الاغنام متواجدة في أغلب مناطق العاصمة بغداد"، يقول جاسم البخاتي عضو لجنة الخدمات في البرلمان، ويضيف أن "رعاة الاغنام بالاماكن العشوائية، يسببون مشكلة كبيرة، عن طريق الذبح غير الصحي والفضلات التي ترمى على قارعة الطريق بعد الذبح، بالاضافة الى أن المواشي تربط داخل المناطق السكنية، ما يسبب تلوثاً في الاجواء".
ويرى البخاتي في حديث لموقع IQ NEWS، أن "حصة الأسد بكثرة الأغنام وعدم السيطرة عليها، تعود لمناطق شرق القناة في بغداد"، موضحاً أن "فاسدين يسمحون لرعاة المواشي بالدخول واتخاذ مواقع مهمة داخل العاصمة".
ويحمل عضو لجنة الخدمات في البرلمان، "البلديات المعنية التابعة الى أمانة بغداد، مسؤولية عدم حل هذه المشكلة بشكل نهائي"، مشيراً الى أن "الظاهرة غير ملائمة للعاصمة"، موضحا أن "ظاهرة الاغنام موجودة في شرق القناة في جانب الرصافة، ومداخل جانب الكرخ، وفي مدخل بغداد – كربلاء، اليوسفية – اللطيفية، بالاضافة الى مدخل الرستمية، وهو اكثر المداخل بروزا لتلك الظاهرة، والراشدية ايضاً وهذه الامور مشخصة من قبل مواطنين".
وفيما يخص عدم تخصيص مجازر لبيع المواشي، يؤكد "وجود هذه المجازر بكثرة في اطراف بغداد"، مبيناً أن "هناك من يتحجج بعدم وجود مجازر مثل الموجودة كانت في الثمانينات".
واثناء السير في شارع الربيع الرابط بين منطقة الكاظمية، ومناطق الحرية وحي العدل والمنصور في جانب الكرخ، تتواجد قطعان من الأغنام على مسافات متفرقة معروضة للبيع، يشرف عليها "راع"، وقد علقت بقربه ذبيحة يقوم ببيع لحمها وفقا لأوزان مختلفة حسب طلب المشتري، أما الأرض التي يشغلها الراعي والاغنام، فبدت ملطخة بالدماء والصوف، فضلا عن أطعمة الأغنام المنثورة بطريقة تشوه المكان.
حملات لامانة بغداد دون جدوى
يأتي ذلك، بالتزامن مع بيان سابق لامانة بغداد، أعلنت خلاله مصادرة عدد من المواشي في مدن العاصمة، فيما يتم مصادرتها وايداعها الساحة المخصصة ضمن قواطع البلدية، في حين كشفت عن أن "الإجراء القانوني لتلك الأغنام هو عرضها في المزاد، وبيعها مرة أخرى إلى أصحابها، وفي الغالب لا تكون هناك مزايدة من قبل الآخرين، مراعاة للجانب الانساني”.
وأضافت أن "بيعها يكون بأقل من سعرها المعروض في السوق، وهذا الإجراء نوع من العقوبة على المتجاوزين، لمنع تكرار ذلك في المستقبل".
ملاكات امانة بغداد تصادر مواشي تباع بشكل عشوائي
يقول يوسف حسن، سائق أجرة، لموقع IQ NEWS "حينما اتوجه الى المنصور اشاهد قرب سكة القطار المؤدية الى مدخل المدينة رعاة اغنام يستغلون سكة القطار، حيث تملأ رائحة الأغنام المكان، بالاضافة الى المخلفات التي تشوه الأرض".
ويضيف "بإحدى الايام توقفت ليمر القطار، لكني شاهدت الاغنام على السكة، ولم يقم الراعي بتغيير مكانها، إلا بعد اقتراب القطار لمسافة قريبة، ما اضطر القطار لتخفيف سرعته، إذ كانت اجواء تحبس الانفاس".
ولا تمتلك امانة بغداد، متحدثاً رسمياً للاستفهام منه حول عدم السيطرة على البيع العشوائي للمواشي والاغنام في العاصمة، لكن موظفا في الامانة، يقول لموقعنا، بأن "قسم متابعة التجاوزات في الدوائر البلدية، لا يستطيع السيطرة على هذا الموضوع، لعدة اسباب، ابرزها أخذ الرشى المالية من بائعي المواشي، مقابل تركهم يبيعون الاغنام والابقار".
ويضيف الموظف الذي أكد ضرورة عدم كشف اسمه، أن "بائعي الاغنام يهاجمون كادر قسم متابعة التجاوزات باسلحتهم الحادة، وهناك اكثر من اصابة تعرض لها موظفون في الامانة، ابرزها اصابة احدهم بكسور".
ويبين أن "الأمانة خصصت لبائعي الاغنام أماكن في اطراف العاصمة، لكنهم لا يذهبون اليها لاعتقادهم بضعف حركة البيع هناك، وصعوبة وصول المواطنين اليها من اجل الشراء".
عجل يصدم سيارة في بغداد
من جانب آخر، يقول أبو ياسر، وهو سائق آخر لـIQ NEWS "لدي قصص كثيرة عن حوادث الاغنام والابقار التي تباع على الطرق العشوائية".
ويسرد قصته قائلا "كنت ذاهب لايصال رُكاب الى احدى الاماكن، وتوقفت نتيجة عبور قطيع من العجول الشارع، ما أدى الى قطع السير".
ويتابع "أثناء التوقف لانتظار مرور القطيع، سمعت صوتا وكأن شيئا كبيرا يصدم سيارتي، فقد هجم أحد العجول عليها بقوة وضربها برأسه، حتى تكسرت مصابيحها الأمامية، إلى جانب تعرضها لخدوش كثيرة فيها"، موضحاً "لم أفكر في حجم ضرر السيارة حينها، لأن الرعب سيطر عليّ أنا والركاب من المشهد المخيف".