بات حلم الكثير من الشباب العراقي ينصب على الهجرة من العراق عبر المهربين قاصدين أوروبا بعد اجتياز تركيا واليونان بطريقة غير شرعية، لكن بحسب تقديرات، فإن 25 شخصاً من كل 100 يقعون ضحية ابتزاز المهربين ومنهم من يتعرض للقتل أو الغرق.
وتبدأ قصة الشاب محمد أحمد، ذو الـ21 عاماً، وهو من حي الفيلق بمحافظة كركوك، عندما اتصل به أصدقائه للسفر إلى تركيا والعمل هناك بصفة حلاق حتى تمكن من جمع أموال ليدفعها إلى مهرب على أمل الوصول إلى أوروبا.
وتقول والدة محمد لموقع IQNEWS إن "ابني سافر الى تركيا وبقي فيها لفترة قصيرة ثم قام المهرب بنقله الى اليونان وبعد 50 يوماً من سلوكه طريق الوصول الى أوروبا، عُثِر على جثة ابني في غابة بإحدى الجزر التابعة لليونان وتم التأكد من هويته عبر إجراء فحص (DNA) ومن المقرر أن يعاد جثمانه إلى كركوك في الأيام القليلة المقبلة".
وأضافت، أن "الخبر جاءنا كضربة قاصمة، فالجميع يعرف أن أبني ذهب باحثاً عن فرصة عمل لكن تم غدره وقتله بصورة بشعة من قبل المهربين بإطلاق النار عليه وسرقة هاتفه ونقوده".
وغادر محمد مدينة كركوك في 21 كانون الأول الماضي بصحبة اثنين من المهربين متجها إلى تركيا ومن هناك نحو اليونان من أجل الوصول إلى إحدى الدول الأوروبية.
ويوضح إياد صلاح، أن ابن عمه، محمد، اتفق مع اثنين من المهرّبين من أجل ايصاله الى أوروبا، وبعد أربعة ايام من مغادرته، انقطع اتصالنا نهائياً معه.. تارةً كان المهربون يقولون أنه في السجن، وتارة اخرى يخبروننا بأنه في مخيم للاجئين."
وبعد يأسهم من المهربين، أرسل ذوو محمد صورته الى عدد من المنظمات الخاصة بشؤون اللاجئين، من بينها منظمة اللاجئين العراقية من أجل معرفة مصيره.
ويقول إياد في حديثه لـ IQNEWS، "بعد مرور 50 يوماً من اختفائه، أرسلت لنا المنظمات صورة لجثة من اليونان، تعرّفنا عليها تقريباً لكننا لم نكن واثقين مائة بالمائة من أنها تعود لمحمد، لذا طلبوا منا اجراء فحص الـ(DNA) وبعد اجراء الفحص اتضح لنا أنها جثته".
وأشار إلى، أن "التحقيقات كشفت ان محمد تعرض لاطلاق نار في رأسه وكذلك كسور في احد مفاصل الساق، وان الجثة شوهت بعد قيام الحيوانات بافتراسها وقامت العصابة بتصويره ووضع صورة مسدس وكفوف وجثة قريبي وهي رسالة قد تكون موجه لجميع من يريد الهجرة وترك بلده والسفر الى اوربا".
وتابع، أن "الجثة سوف تصل الى العراق بعد يومين عقب قيامنا بإجراءات النقل بغية دفنها في كركوك".
من جهته، يقول المختص في مجال متابعة الشباب المهاجرين العراقيين يوسف علي لموقع IQNEWS، إن "العراق يعتبر من مقدمة الدول التي يهاجر شبابها، ولدينا احصاءات تقدر بان نحو 10الاف شاب عراقي يغادرون البلاد، والنسبة الاكبر هي من كردستان حيث التهريب يبدأ الى تركيا ومنها الى اليونان ومن ثم الى اوروبا".
ولفت إلى أن "نحو 150 شابا عراقيا قتلوا او تم غدرهم بعدة طرق للسرقة أو بدافع منع الهجرة، وجميع من يقوم بهذه الاعمال هم المهربين أو ما يعرفون بالقچغجية"، داعياً الحكومة العراقية إلى "بحث هذا الملف لما فيه من جوانب انسانية، وهو ملف دولي يحتاج لفتحه من قبل وزارة الخارجية ومنظمات حقوق الانسان".