تنتظر البابا فرنسيس، (الذي وصل بغداد أمس الجمعة)، يوماً حافلاً ومزدحماً بالفعاليات والقداسات والصلوات والعظات، وهو آخر أيام زيارته للبلاد التي تستغرق 3 ايام.
فبعد ان زار بغداد والنجف وذي قار، من المقرر أن يتوجه قداسة البابا يوم غد الاحد، (7 اذار) ، إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، حيث سيكون على رأس مستقبليه في مطار أربيل الدولي رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني، وحشد غفير من الشخصيات الدينية والروحية والحكومية، اذ سيجتمع رئيس الإقليم مع البابا، في صالة الشرف الرئاسية بالمطار.
وليستقل بعد ذلك طائرة مروحية هليكوبتر لزيارة الموصل لإقامة الصلاة عن راحة نفس ضحايا الحروب في حوش البيعة (ساحة الكنيسة) في الموصل القديمة، تلك الكنيسة التي دمرها الدواعش، وعاثوا فيها فسادا ونهبا، إبان احتلالهم للموصل، ولا زالت آثار الدمار بادية عليها، رغم الانهماك في ترميمها واعدادها استعدادا لزيارة البابا، والذي سيغادر بالهليكوبتر من الموصل إلى بلدة قره قوش، مؤديا صلاة التبشير الملائكي في كنيسة الطاهرة الكبرى هناك، حيث سيلتقي الأهالي في تلك البلدة، التي تعد من أقدم المناطق المسيحية وأعرقها في الشرق ككل .
وكما هو معلوم، فإن الموصل تاريخيا كانت، وحتى قبل موجة الهجمات التكفيرية القاعدية والداعشية الدامية على المناطق المسيحية في تلك المحافظة، كانت تعد مركز المسيحيين ومهدهم في العراق ككل، سيما في مركز مدينة الموصل وفي مناطق كقره قوش وتل أسقف.
وليعود بعدها إلى أربيل، لإحياء القداس الاحتفالي في ملعب فرانسوا حريري، والذي يعد أكبر فعالية سيحييها البابا خلال زيارته لبلاد الرافدين، والتي سيحضرها أكثر من 10 آلاف شخص.
وتكتسي محطة البابا الكردستانية أهمية استثنائية، كون كردستان العراق باتت المكان الأكثر أمانا واحتضانا لمسيحيي العراق ككل، سيما مع الاستهدافات الإرهابية المتواصلة بحقهم، على مدى السنوات الماضية، منذ زمن تنظيم القاعدة وأبي مصعب الزرقاوي وصولا لتنظيم داعش وأبي بكر البغدادي، والذي أوغل في قتلهم وتهجيرهم، وتدمير مناطقهم، وكنائسهم ودور عبادتهم، الموغلة في القدم سيما في منطقة سهل نينوى.
يقول ستيفان شاني مسؤول الإعلام في الكنيسة الكلدانية في أربيل في تصريح صحفي، إن "زيارة قداسة البابا ستكون فرصة، لإظهار العطاء والكرم هنا في إقليم كردستان العراق، عبر حرصنا على القيام بواجب الاستضافة والترحيب، بما يعكس الأهمية الاستثنائية لضيفنا المبجل، حيث تتعانق الأديان والطوائف هنا، ويتعايش الناس دون تفرقة، وتمييز وبلا تعصب وتطرف".
وبعد قداس أربيل سيرجع البابا إلى بغداد، مغادرا في اليوم التالي لإيطاليا، بعد مراسيم توديع رسمية في مطار بغداد الدولي.