بعد أكثر من سبعين عاما على تهجيرهم من العراق وسحب الجنسية منهم ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة، ما زال بعض يهود العراق يحلمون في العودة إلى وطنهم الأم.
يهود العراق الذين توزعوا على أمريكا وإسرائيل ودول أوروبية منتصف القرن الماضي، يسعون لتحقيق حلم العودة إلى بلاد الرافدين.
وقال أحد الشخصيات اليهودية من أصول عراقية، وهو ابن لمهجر من العراق ويعيش الآن في العاصمة البريطانية لندن لروسيا اليوم، "أحلم في تحقيق حلم والدي بالعودة إلى العراق"، مبينا "اني سمعت وقرأت كثيرا عن العراق، لكنني لم أزره. العراق يمثل لي الكثير".
وبعد هذه السنوات وتلاشي الوجود اليهودي في العراق، تحدث سعد سلوم مؤسس معهد دراسات التنوع الديني في بغداد، عن آخر من تبقى من يهود العراق.
فخلال العقود الماضية تبقت أعداد قليلة من اليهود في العراق بدأت بالانحسار تدريجيا إلى أن وصلوا إلى عدة أفراد فحسب.
وقال سلوم لروسيا اليوم، إن "اليهود الذين عاشوا في العراق لـ2500 عام تقريبا، لم يبق منهم سوى أربعة أشخاص، وأعمار هؤلاء تجاوزت العقدين الخامس والسادس".
وأضاف "حتى عام 2012 سجلت في كتابي عن الأقليات في العراق وجود ستة يهود فقط في العراق، وقبل مدة رحلت عن عالمنا امرأة يهودية مسنة ليتبقى خمسة أفراد فقط، ومع وفاة آخر طبيب يمثل الأقلية العراقية اليهودية، صرنا على وشك وضع ختام لوجود يهود بابل الألفي وتلاشي طائفة دينية تجذرت لقرون في بلاد ما بين النهرين".
من جهته، قال مصدر عراقي إن "اليهود الأربعة الذين تبقوا في بغداد، هويتهم غير مكشوفة، وربما فقط السلطات وبعض المقربين يعرفونها، ولا يذهبون للمعابد ولا يعلنون عن ديانتهم".
وأضاف "يخشون القتل، فهناك من لا يفرق بين الإسرائيليين واليهود. في السنوات المقبلة ومع تقادم أعمار هؤلاء الأربعة، فإن العراق سيكون من دون أي وجود يهودي".
وصدرت بحق يهود العراق قوانين لإسقاط الجنسية عنهم ومصادرة ممتلكاتهم أو تجميدها في حال مغادرتهم إلى اسرائيل، وبعد عدة تفجيرات في الكنس اليهودية بين عامي 1950 - 1951 غادر 80% من اليهود إلى إسرائيل وبلدان أخرى.