سجلت محافظة ديالى خلال الاسبوع الجاري، 4 حالات انتحار نصفها لمسنين تجاوزا العقد السابع من اعمارهم، فيما كانت احدى الحالات سابقة فريدة من نوعها عندما انتحر جندي داخل نقطة مرابطة امنية جنوب بعقوبة باطلاق النار على نفسه ، حيث اثار القلق حيال ظاهرة يصفها الكثيرون بـ"الشاذة".
مصدر طبي اكد في حديث لـIQNEWS، ان "ديالى سجلت خلال الاسبوع الجاري 4 حالات انتحار بينها اثنين لمسنين تجاوزوا عقد السابع من اعمارهما الاول في خانقين والثاني في مندلي"، مبينا ان "اسباب انتحارهما نفسية".
واضاف ان "الحالتين الاخريتين هي لفتاة وجندي وكليهما باطلاق النار".
وكان مسن من مواليد 1948 انتحر وسط ناحية مندلي شرق ديالى صباح اليوم باطلاق النار على نفسه بسبب ضغط نفسي حاد، كما انتحر قبله مسن عمره 74 سنة في خانقين بشنق نفسة في منزله لاسباب نفسية ايضا.
واضاف المصدر، ان "حالات الانتحار دائما تخضع لتحقيق مستفيض من قبل لجان امنية مختصة بالاضافة الى اعداد تقرير مفصل من قبل الطبابة العدلية من اجل تاكيد حالة الانتحار خاصة اذا استخدمت الاسلحة النارية لان بعض الحالات تكون قتل بشكل محترف ويحاول الجناة اخافة جرائمهم تحت يافطة الانتحار".
فيما اشار مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في ديالى صلاح مهدي الى ان "عدد حالات الانتحار المسجلة حاليا في المحافظة منذ بداية العام الجاري وحتى الان 10 حالات 7 منها لشباب"، لافتا الى ان "ادوات الانتحار تراوحت بين الشنق واطلاق النار".
وتشكل ادوات الانتحار اطلاق النار والشنق على نحو 70% من حالات الانتحار في ديالى، بالاضافة الى حالات اخرى من خلال الحرق او تناول ادوية او سموم واغلبها من قبل النساء اللائي يقدمن على الانتحار.
واضاف مهدي ان "اغلب الحالات كانت دوافعها نفسية ومشاكل عائلية وفق المؤشرات المتوفرة"، مبينا ان "بعض الحالات سجلت في بادى الامر انتحار لكن يظهر بعد فترة من التحقيقات انها حالات قتل مدبرة لذا فان تاكيد الانتحار يحتاج الى فترة زمنية واكمال للتقارير الرسمية واصدار قرار قانوني".
واشار الى ان "دراسة حالات الانتحار فيها صعوبة خاصة اذا كانت الانتحار لنساء"، مؤكدا ان "الحالات للاسف في تصاعد في السنوات الاخيرة خاصة وان 70% من ضحاياها هم من الشباب".
اما عمر حسن ناشط فقد اشار الى ان "الكثير من محاولات الانتحار لاتسجل ولايعرف بها لان ذوي المنتحر يحاولون اخفاء الحقائق لتفادي وصمة مجتمعية دون الادراك بان الانتحار جزء كبير منه هو اسباب نفسية تتعلق بالاكتئاب والمرور في ظروف قاهرة تدفعه لخيار يائس وقاس جدا".
واضاف ان "الفقر والعوز المادي هو السبب الاهم في اغلب حالات الانتحار لان هو من يدفع الى تصاعد المشاكل العائلية"، لافتا الى ان "الانتحار بدء يشهد نسب مرتفعة بعد 2010 خاصة في ظل وجود اكثر من منظمة بدات تنشط في رصد حالات الانتحار والاعلان عن ارقام صادمة للراي العام".
فيما اشار النائب مضر الكروي الى ان "الانتحار في ديالى يسجل سنويا ارقاما عالية ومرتفعة تصل الى عشرات الحالات الجزء الاكبر منهم شباب"، موضحا ان "ضحايا الانتحار في السنوات الاخيرة اعلى من معدل ضحايا الارهاب".
وتابع الكروي ان "الانتحار لابد من دراسته وبيان الحلول الملائمة التي تسهم في انقاذ من يحاول الانتحار خاصة الحلول ممكنة اذا ما تكاتف الجهود الداعمة في هذا الاطار".
فيما بين احسان الربيعي مراقب اجتماعي في بعقوبة ان "جزءا مهما من دفع اغلب المنتحرين الى خيار انهاء حياتهم هو استسهال فكرة الانتحار من خلال افلام او مسلسلات او مقاطع فيديوية تشر في وسائل الاعلام او التواصل الاجتماعي وكانه خيار سهل اما المشاكل وهذا امر صعب وخطير للغاية".
واضاف الربيعي ان "مراهقا عمره 14 سنة كيف يفهم معنى الانتحار اذا لم يكن لديه رؤية عالقة في ذهنه دفعت لهذا الخيار الصعب"، مبينا ان "انتحار جندي قبل 4 ايام في نقطة امنية جنوب بعقوبة حالة فريدة من نوعها لم تسجل من قبل".
واشار الربيعي الى ان "الانتحار ظاهرة شاذة في مجتمع ديالى لم تكن معروفة من قبل بمعنى بهذا الارقام المرتفعة والتي تصل في بعض السنوات الى 100 حالة ومحاولة اكثر من 60% تنتهي بالوفاة وفق تقارير بعض المنظمات الحقوقية التي تراقب ملف الانتحار في المحافظة".