بغداد - IQ
تشيع في الأوساط النسوية العراقية على وجه الخصوص، أنواع من عمليات التجميل التي لم تكن مألوفة قبل بضع سنوات، من ذلك على سبيل المثال "قص الجفون"، حيث يؤدي تداخل جراحي إلى إعادة محيط العين إلى وضعه قبل التهدل، ما يوحي بأن صاحب هذا العين أصغر من عمره الحقيقي ببضع سنوات.
فيان حمه، امرأة عراقية، حاولت مواجهة تحولات الزمن وآثاره على الإنسان من خلال التجميل، حتى إذا كان اأمر يتضمن مخاطر عالية.
تقول فيان "كنت أشعر بأنني أكبر من عمري بخمسة أعوام على الأقل.. فيان الجميلة سابقا الان بجفون متهدلة تمنعني احيانا من وضع مساحيق التجميل ذات الالوان الفاتحة لأنها تظهر تهدل الجلد فوق عيوني بشكل اوضح مما لو وضعت الالوان الغامقة، لذا فأنا لا اترك اللون الاسود او البني الغامق في مساحيق التجميل ابدا".
تجميل مخادع!
وتضيف فيان في دردشة مع موقع (IQ NEWS) إنها لجأت لأكثر من خدعة حتى تخفي تهدل جفونها، الا انها لم تصل إلى نتيجة مرضية. تضيف "جربت اللاصق الذي يظهر في الفيديوهات المروجة لمساحيق تجميل كورية وجربت منتجات بعلامات انتاج عالمية وجربت ايضا المنتجات العشبية على امل ان تأتي بنتيجة وترجع اجفاني الى ماكانت عليه دون فائدة.. وقررت بعد ان بدا سؤال الناس حولي يتكرر: هل انت متعبة؟ هل اصابكِ مرض ما؟ قررت ان اخطو خطوة الجراحات التجميلية للجفون".
تواصل فيان قائلة "صحيح انني كنت خائفة من مسألة قرب العملية على العيون ومخاوف اخرى من امكانية خطأ الجراح وكون المنطقة واضحة للعيان يعني ان حدث خطأ ما سيكون تشوها واضحا، الا انني لم اجد حلا آخر".
وتسترسل متحدثة عن الجراحة بالقول "اجريتها فعلا، تمكنت من الحصول على ما كنت اسعى اليه. نعم.. عانيت قليلا من الايام التي بعد العملية ولمدة اسبوع الا انني سعدت بالنتيجة وبدوت فعلا اصغر من عمري الحقيقي باعوام، وجهي اصبح اكثر اشراقا وملامحي افضل وتوقف السؤال عما اذا كنت اعاني من خطب ما او انني مريضة ."
أسباب ومخاطر
يعلق الدكتور بريار الطيب، وهو اخصائي في الامراض جلدية والتجميلية على اهم أسباب هذه الجراحة ومخاطرها بالقول، انها باتت سهلة الان بتطور الوسائل الجراحية وطرقها. ويضيف "قبل سنوات بسيطة كانت تجرى تحت تأثير المخدر العام والان تجرى والمريض تحت تأثير المخدر الموضعي أي ان مخاطر هذا الجانب قليلة، صحيح ان هناك بعض الأسباب التي تستدعي تدخلاً جراحياً سريعاً، والتي يضعها أطباء التجميل في الأولوية، وعادة ما تكون عند كبار السن، بسبب ترهل الجزء العلوي للجفون، أو ارتخاء الجفن بشكل كامل، بمعنى خروج مجموعة من الدهون من الجفن العلوي، وبالتالي تحجب الرؤية عن المريض".
يضيف الطيب، "في تلك الحالة تكون عملية تجميل الجفون بغرض طبي في المقام الأول، بسبب عدم قدرة المريض على ممارسة حياته بشكل طبيعي إذ تحجب الرؤية عن المريض، الا ان اكثر من يجري هذه الجراحة الان يكون لغرض تجميلي خاصة وان قص الجفون وشدها يعطي للبشرة مظهرا اكثر شبابية لا يمكن لمساحيق التجميل او الكريمات الطبية والتجميلية تحقيقها كما ان هناك اسبابا وراثية، على سبيل المثال دول شرق آسيا، والتي يكثر فيها هذا النوع من العمليات، بسبب الجينات الوراثية، التي تتمثل في ارتخاء عضلات الجفون بطبيعتها عن الأشخاص الآخرين، وفي هذه الحالة لا يتعلق الأمر فقط بتقدم العمر".
ويوضح الطيب، بأن هذه الجراحة تلقى رواجا بين اعمار ما فوق الأربعين من النساء والرجال أيضا وهي جراحة تجرى مرة واحدة في العمر أي انه لا يوجد أي داع لإعادتها بعد سنوات حتى، وهي جراحة سهلة نسبيا لا مخاطر تذكر فيها وتستغرق بالعادة ساعة واحدة فقط، باستخدام التخدير الموضعي ويعاني فيها المريض أحيانا من تورم خفيف في المنطقة المحيطة بالعين ولمدة لا تتجاوز الخمسة أيام فيما يتم فتح الخيوط الجراحية بعد خمسة أيام أيضا على ان تختفي الكدمات حول العين بعد عشرة أيام لثلاثة أسابيع.
وللرجال نصيب
رزكار حمه تحدث عن تجربته أيضا مع جراحة قص الجفون وكيف انه كان يعاني من صعوبة الرؤية ويحتاج الى رفع حواجبه كلما تحدث لشخص ما. يقول "سمعت عن الجراحات التجميلية للرجال الا ان طبيعة المجتمع تنتقد اتجاه الرجل الى مثل هذه الأمور". ويضيف "على الرغم من انني أجريت الجراحة ونجحت وحصلت على نتيجة مرضية الا انني اضطررت الى ارتداء نظارة شمسية كبيرة سوداء طوال فترة النقاهة من العملية حتى اتخلص من التنمر، إذ أن الشائع في المجتمع هو أن هذا النوع من الجراحات خاص بالنساء فقط".