نشرت صحيفة القضاء، الصادرة عن مجلس القضاء الأعلى، تقريرا سلطت الضوء على انتشار المخدرات، وفيما رصدت دخول النساء بمتاجرة المخدرات، أشارت إلى أن ظاهرة التعاطي تنتشر أكثر في الأحياء الفقيرة.
وذكرت صحيفة القضاء، أن "المخدرات من أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات الإنسانية التي تهدد أمنها واستقرارها وتشكل عبئاً ثقيلاً فهي لا تقتصر على مكان معين دون الآخر".
ونقلت عن قاضي محكمة تحقيق المسيب نبيل الطائي قوله إن "جرائم المخدرات لم تعد محصورة بالرجال بل أصبحنا نلاحظ تورط النساء في تلك الجرائم ولعل أهم أسباب انتشارها تتركز في زيادة الإنتاج العالمي للمخدرات، كما ان لتطور تكنولوجيا الاتصال والمواصلات دورا حيويا في تسهيل انتشار المخدرات من ناحية، كما ان نشر ثقافة الجنس من ناحية أخرى وهي الثقافة التي تؤدي دوراً في انتشار المخدرات وتعاطيها".
واستشهد القاضي المختص بحادثة لأحد المتهمين ممن أدمنوا على تعاطي المخدرات من خلال "امرأة شابة أقامت معه علاقة حب وقامت بوضع المادة المخدرة له بطريقة معينة حتى اصبح مدمناً، اضافة الى ذلك فان سوء الاوضاع الاقتصادية ونسبة البطالة الكبيرة تؤدي الى اقدام الكثير من الاشخاص على تناول المواد المخدرة ظنا منهم انها تنتشلهم من هذا الواقع المؤلم كما ان هناك اسبابا كثيرة اخرى تتعلق بثقافة الشعوب واهداف تخريبية تؤدي بالنتيجة الى تدمير الشعوب وتجعلها مغيبة عن كل معاني الانسانية".
وردا لسؤال عن الجهة التي تدعم هؤلاء التجار في قضاء المسيب أكد أنه "لا توجد جهة معينة ومحددة بشكل دقيق يمكن أن نسميها بانها هي من تدعم المروجين لهذه التجارة القاتلة، والسبب في ذلك ليس لعدم وجود الجهة الداعمة بل لكونها منظمة بشكل مخطط له من قبل المروجين لغرض عدم الوقوع في مأزق الغاية منها هي عدم تتبع هذه الشبكات الخطيرة".
وأضاف القاضي نبيل الطائي أن "الوضع غير المستقر وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي غير المسيطر عليها هي أسباب ساهمت في انتشار المخدرات لكنها ليست أسبابا رئيسية، بل ان اهم الاسباب التي ادت الى انتشارها هي الاسباب التي تعود الى العوز المادي الناجم عن سوء الاوضاع الاقتصادية والشباب العاطلين عن العمل كل هذه وغيرها تؤدي الى التوجه الى هذا العمل".
وتابع القاضي المختص أن "دور المنظمات المعنية بمتابعة ملف المخدرات في العراق فضلا عن الجهود الرسمية من اجل القضاء على انتشارها بمتابعة ملف المخدرات هو دون مستوى الطموح، كون اغلب المنظمات والجهات الحكومية تعول على مبدأ العقاب وهذا المبدأ وحده غير كافي للقضاء على هذه الآفة الخطرة".
ولفت إلى أن "نسبة الادمان قد تصل الى ٥٠% من الشباب لكن هذا الامر غير مكتشف بشكل رسمي حيث يتواجد الاشخاص الذين يعملون بالمخدرات ويرجون لها في جميع المناطق وليس في منطقة محددة لكن نستطيع ان نقول ان النسبة الاكبر وحوالي ٧٠% منها هي في الاحياء الفقيرة والمناطق التي تكثر فيها البطالة وغيرها من المشاكل الاجتماعية".
وبين أن "قضاء المسيب شهد انتشاراً واسعا لتعاطي المخدرات من نوع الكريستال أو ما يسمى علمياً بالمثيل امفيتامين، كما يوجد عدد كبير من المروجين لها والمتاجرين فيها"، مشيرا إلى أن الاجهزة المختصة في متابعة دائمة لهم الا ان امر السيطرة عليها صعب جدا لقلة الامكانيات لدى شعب شؤون المخدرات وعدم وجود مباني مخصصة لها فضلا عن قلة اعداد المنتسبين وادواتهم التي يحتاجونها كالسيارات والامور اللوجستية المهمة وبدورنا قمنا بمخاطبة مكتب وزير الداخلية للتدخل بهذا الخصوص وايجاد حلول حقيقية لدعم شعب شؤون المخدرات".
وأتم القاضي أن "عدد الدعاوى كبير جدا والخط البياني في تصاعد مستمر حتى اصبحت دعاوى المخدرات بحجم دعاوى المشاجرات أو ربما اكثر، فيما يؤكد أنه تم القبض على مجاميع مختلفة من عصابات المتاجرة بالمخدرات ومن ضمنهم نساء ولضرورات التحقيق لا يمكن ذكر هذه الاسماء"، داعيا من "الجميع التكاتف في قضاء المسيب للقضاء على هذه الافة الخطرة التي اصبحت تهتك بالشباب وتهدد المجتمع وتؤثر على جميع مفاصله الاجتماعية".