أكد الخبير في مجال الطاقة، بلال خليفة، الجمعة (3 أيلول 2021)، أهمية الطاقة الشمسية كبديل للبلاد في توفير الطاقة الكهربائية، بدل استخدام الغاز ومصادر الطاقة الأخرى، مؤكداً أن العراق لو استخدم كل الغاز المحترق فلن يكفي لسد احتياجاته من الطاقة الكهربائية، مشدداً على أن لا حل للبلاد سوى باستغلال الطاقة الشمسية.
وقال خليفة، في تصريح لموقع IQ NEWS، إن "الطاقة الشمسية هي طاقة مستدامة غير ناضبة كالنفط والغاز وبالتالي ان الذهاب لاستخدام تلك الطاقة شيء جيد ومفيد".
واشار الى انه "قبل أسابيع، وقّع العراق اتفاقية مع شركة باورجاينا لإنشاء محطة كهربائية شمسية بسعة 2000 ميغاواط وبسعر مليار دولار تقريبا ووقع أيضا مع شركة توتال الفرنسية عقداً آخر بسعة 500 ميغاواط، وتوجد عقود أخرى قيد الدراسة والبحث تقدر مجتمعة مع العقدين أعلاه ليصل الى 7525 ميغاواط"، مشيرا الى ان "احتياج العراق من الطاقة حاليا يكون حوالي 10000 عشر الاف ميغاواط، وان المحطات الحالية تكون في معظمها غازية والبعض منها حراري وقليل جدا الكهرومائي".
واضاف ان "الغاز المحترق لو تم استغلاله جميعا سوف لن يكون كافي لسد احتياجات العراق ولذلك من الضروري الذهاب الى البدائل وعلى رأسها الطاقة الشمسية"، مشير الى ان "سعر الميغاواط الواحد هو بحدود 525 الف دولار، وبالتالي ان سعر 1000 الالف ميغاواط يكون بحدود 525 مليون دولار، هو سعر جيد اذا ما قورن بسعر المحطة الغازية الذي يصل الى 800 مليون دولار لكل الف ميغاواط".
وتابع ان "المحطة الغازية ستحتاج الى غاز يومي ويكون بالعملة الصعبة كما هو الحال في محطة بسماية الغازية التي تنتج 3300 ميغاواط وتعمل على الغاز المستورد، كما ان المحطة تحتاج الى صيانة كبيرة وتحتاج أيضا الى ايدي عامله كبيرة وهذا يعني ان الكلف التشغيلية كبيرة جدا في العراق لمحطات التوليد، هذا اذا ما قورنت بالمحطات الشمسية التي لا تحتاج للعمل سوى اشعة الشمس وقليل من الايدي العاملة، وبالتالي ان الكلف التشغيلية للمحطات الكهربائية الشمسية تكون منخفضة بشكل كبير عن الغازية".
وشخّص خليفة مشكلتين من مشاكل الطاقة الشمسية قائلا ان "لكل كيلوواط نحتاج الى 10 متر مربع وبالتالي ان 7525 ميغاواط ستحتاج الى 7525000 متر مربع أي تحتاج الى 30100 دونم لذلك، وهذه المشكلة غير صعبة لأن الأراضي غير المستصلحة كبيرة في العراق".
واضاف ان "الطاقة الشمسية تعمل بمبدأ (on grid) ولا تستخدم البطاريات فيها لان الكلفة سترتفع كثيرا وتخرج عن الجدوى الاقتصادية للمشروع، وبالتالي ان خمس الطاقة يكون هو المعدل الصافي اليومي من المحطات الشمسية، لأنها لا تعمل بالليل".
وأوضح أنه "بالتالي انها ستحل ازمة الاحمال الكبيرة في النهار لكن تبقى المشكلة غير منتهية بالأخير، لذلك يجب وضع بدائل أخرى تمشي بالتوازي مع مشاريع محطات الطاقة الشمسية مثل طاقة الرياح وغيرها".
وتابع ان "الحكومة الحالية تواجه عجز في تمويل الموازنة العامة الاتحادية وبالتالي ذهبت الى الاقتراض الداخلي والخارجي وكذلك تقليل الانفاق في المشاريع الاستثمارية واقتصرت على المشاريع المهمة، لذلك يكون امام الحكومة حلان، وهما أن يكون تنفيذ العقود عن طريق (EPCMF) أي ان التصميم والتجهيز والإدارة والتمويل من قبل الشركات المستثمرة الأجنبية وسيكون فترة السداد متفق عليها بين الحكومة والشركة كي لا تكون عبئ على الحكومة".
ولفت إلى ان الحل الثاني هو "منح فرص استثمارية كبيرة لشركات عالمية عن طريق تقديم تسهيلات منها توفير الأراضي والإعفاءات والتسهيلات الجمركية وغيرها كي تقوم بإنشاء محطات كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية، وتتعهد الحكومة أيضا بشراء تلك الطاقة، وبالتالي نحصل على طاقة كهربائية ارخص من تلك التي يتم شرائها من دول الجوار وكذلك الربط الشبكي".