متابعة - IQ
اكتشف علماء ألمان الحمض النووي لفيروس القردة الذي ينتشر حاليا في العالم في غرف المرضى المصابين بجدري القردة.
فهل يعني هذا أن تلوث الأسطح بالحمض النووي الفيروسي أو فيروس قابل للحياة يشكل خطورة على الأشخاص الذين يلامسون هذه الأسطح؟ وماذا يعرف العلم حاليا عن ذلك؟ خاصة بعد القضاء على مرض الجدري وعدم وجود تطعيم شامل ضده. والآن أصبح جدري القردة في الوقت الحاضر، أكثر أنواع فيروسات الأرثوبوكس انتشارا بين البشر
وتشير مجلة Eurosurveillance، إلى أن العلماء يتحدثون عن تفشي جدري القردة خارج حدود المنطقة المبوءة (بعض مناطق إفريقيا). ومن المعروف حاليا أن الإصابة بالمرض تنجم عن اتصال جسدي مباشر بالشخص المصاب. مع أنه في إفريقيا، غالبا ما يحدث الانتقال من الحيوانات إلى البشر من خلال الاتصال المباشر أو غير المباشر (على سبيل المثال، عند العمل مع فضلات الحيوانات).
ولكن بيانات عن انتقال الفيروس عبر الأسطح الملوثة محدودة جدا. لذلك جمع باحثون ألمان مسحات من أسطح غرفة شخصين مصابين بجدري القردة والغرف المجاورة، من أجل معرفة ما إذا كان المرض ينتقل عبر هذه الأسطح.
وباستخدام اختبار PCR قيم الباحثون التلوث السطحي بما يقارب من 100 ألف نسخة من الفيروس في السنتمتر المربع الواحد. كما تمكنوا من عزل الفيروس من عينات سطحية تحتوي على أكثر من مليون جزيء لمسبب المرض.
ووفقا للباحثين، ظهر أن جميع الأسطح التي لمسها المريضان، ملوثة بالفيروس، وأكبر تلوث كان في الحمام (الحنفية، المغسلة ومقعد المرحاض). كما أن جميع المناشف والشراشف والأنسجة الأخرى التي استخدمها المريضان كانت ملوثة أيضا. ولكن وجود الفيروس لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض.
ويؤكد الباحثون، على أنه في الوقت الحاضر لا توجد لدى الأطباء بيانات ومعلومات واضحة عن جرعة الفيروس التي تسبب الإصابة بجدري القردة. ولكن يفترض أن تكون أكبر من تلك التي تسببها فيروسات الأرثوبوكس الأخرى. فمثلا فيروس الجدري البشري، ينتقل أسرع وأسهل ويسبب مضاعفات خطيرة .
واستنادا إلى ذلك، يشير الباحثون الألمان، إلى انه "بغض النظر عن ارتفاع تركيز التلوث، وكذلك عزل أكثر من 106 نسخة من فيروس جدري القردة الناجح من العينات، لا تثبت نتائجنا امكانية انتقال العدوى عند ملامسة هذه الأسطح".
ومع ذلك يؤكد الباحثون، على ضرورة تعقيم الأسطح بصورة دورية وكذلك الأيدي خلال التواصل مع المرضى، بالإضافة إلى التنظيف الدوري للغرف، بمحاليل مضادة للفيروسات المغلفة، ما يساعد على تخفيض تركيز التلوث وبالتالي تقليل خطر الإصابة بالمرض.