أعلن أمين بغداد علاء معن، الاثنين (23 تشرين الثاني 2020)، اتخاذ "اجراءات" بحق أقسام بلدية قصرّت في عملها ما تسبب بغرق بعض المناطق والشوارع الرئيسة عند هطول الأمطار يوم السبت الماضي، فيما أشار إلى عزم دائرته وضع مخطط شامل لتطوير البنى التحتية في العاصمة، باستشارة أجنبية ورفعه إلى مجلس الوزراء ثم التعاقد مع "كبريات" الشركات العالمية لتنفيذه.
وقال معن في تصريحات للوكالة الرسمية وتابعه موقع IQ NEWS، إن "أحياء الإسكان والحرية وشارع القدس وساحة 55 والشعب ومناطق أخرى في شرق القناة ارتفع فيها منسوب المياه يوم السبت الماضي، واستطعنا بعد انشاء غرفة عمليات لأمانة بغداد، تصفير وتجفيف جميع المناطق والأحياء السكنية في ساعات معدودة"، مبيناً أن "اسباب ارتفاع مناسيب المياه راجع إلى أسباب تصيمية وأخرى يتدخل فيها المواطن".
وأضاف، أن "مجاري بغداد صممت لاستيعاب وتصريف مياه الأمطار بمنسوب 24.5 ملم فيما تساقطت أمطار يوم السبت بمنسوب 77.8 ملم أي ثلاثة أضعاف الطاقة التصميمية ما تسبب في طفح في الأحياء السكنية في المناطق المنخفضة إضافة الى توقف محطات التوليد المجهزة للطاقة في عدد من محطات المجاري بسبب أعطال فنية وتم إصلاحها في وقت قياسي"، مبيناً أن "الأسباب التي يتدخل فيها المواطن هي من باب عدم الحرص في الحفاظ على الممتلكات العامة مع وجود العشوائيات المنتشرة في أغلب مناطق بغداد".
وتابع أن "الزيادة السكانية في مدينة بغداد والتجاوزات والعشوائيات تسببت بضغط كبير على محطات التصريف والخطوط الناقلة لمياه الأمطار"، مشيراً إلى "انشاء خطوط طوارئ باتجاه القنوات المفتوحة مثل قناة الجيش في الرصافة وقناة شاخة 6 التابعة لوزارة الموارد المائية لتصريف مياه الأمطار، أمس الأول".
وأشار معن، إلى أن "بعض البلديات كانت مقصرة في تنظيف المنهولات وتم اتخاذ الإجراءات بحقها"، لافتاً إلى أن "البنية التحتية لبغداد ليست بالمستوى المطلوب والمشكلة معقدة وحلولها ليست آنية، والأموال التي صرفت خلال السنوات السابقة كانت لمعالجة التخسفات وإكساء الطرق، فمشاكل بغداد جوهرية في البنية التحتية للمدينة التي تحتاج الى دراسة متأنية واستشارية متكاملة ومشاريع استراتيجية، والمشكلة هي مشكة 40 سنة ماضية".
وأكد "سيتم وضع دراسة متكاملة لتطوير المدينة من خلال المخطط الإنمائي الشامل وسيقدم الى رئيس الوزراء ليتم توفير الأموال ضمن الموازنات المالية بمشاركة الدول المانحة والصديقة ليتم بعدها التعاقد مع كبريات الشركات العالمية في هذه المجالات لتنفيذ مشاريع بأعلى المواصفات وبدراسات تضاهي العواصم العالمية"، متعهدا بأن "لا يكون هناك أي عقد مع شركات صغيرة ولا دور للسماسرة والوسطاء و نهدف من هذه العقود تجنب الفساد والتوجه نحو الإعمار".
وأوضح أمين بغداد، أن "المخطط الإنمائي سيحد من التجاوزات وهو دراسة شاملة للعاصمة لغاية 2030، وهو أول مشروع مخطط لمدينة بغداد تم الاعتماد فيه على الاستشاري الأجنبي في التخطيط مع اللجنة المشرفة من أمانة بغداد"، قائلاً إن "هذا المخطط سينظم استعمالات الأرض وسيحد من عمليات التجاوز وعمليات تجريف الأراضي، وعند المصادقة عليه سنبدأ بإجراءات عدة منها تنفيذ المشاريع الاستراتيجية كمشاريع الماء والكهرباء والمجاري والخدمات الأخرى".
وحول وجود شوارع غير مكسوة في بغداد، بيّن أمين العاصمة أن "الشارع قبل إكسائه يجب أن تتوفر فيه بنى تحتية وهي المجاري والمياه بعدها تتم عملية الإكساء"، مؤكداً "لدينا خطة لتنفيذ البنى التحتية للشوارع في الأحياء السكنية ليتم بعدها الإكساء".
وأشار إلى أن "موازنة 2020 لم تكن متوفرة وأثرت على تنفيذ المشاريع الخدمية في أغلب المناطق غير المخدومة وخلال العام المقبل وضعنا هذه المشاريع ضمن الموازنة وستنفذ في حال إقرارها".
وتطرّق أمين العاصمة إلى قضية تشغيل العاطلين، قائلاً، "لدينا اهتماما بأكشاك العاطلين بعد أن تتم من خلال دراسة معمقة، وأنا أشجع تنفيذ مشاريع في المناطق الخضراء وافتتاح أكشاك فيها حيث من الممكن أن يحصل الشباب على قرض للمشاريع الصغيرة لتمويل عملهم في هذه الأكشاك لتأهيل إنفسهم ويجب تفعيل القطاع الخاص لامتصاص العاطلين".