انطلاقا من مبدأ "لا تنتظر الدواء بل اصنع دواءك بنفسك".. يبدع الشاب النجفي مرتضى الشيخ هادي والمصاب بمرض الضمور العضلي بفن الرسم والذي يظهر موهبته بشكل واضح من خلال رسوماته ومشاركاته بالعديد من المعارض الفنية المحلية.
الشاب البالغ من العمر (24) عاما قال، خلال حديثه لـIQNEWS: أن "شغف الرسم بدأ معي منذ مرحلة الرابع الابتدائي حين أهديت صديق لي لوحة بسيطة من لوحاتي واقنعني بسببها بالبدء برسم لوحات اكثر تعقيدا كما وأنني من عائلة فيها العدد الكبير من الرسامين ومنهم أخي الأكبر الأمر الذي زودني بالدعم اللازم لإكمال مسيرتي الفنية".
وتابع: "مع إصابتي بمرض ضمور العضلات وهو مرض وراثي اصيب به اربعة افراد من اسرته ايضا ولا يوجد علاج له، إلا أن المرض لم يقعدني عن تغذية موهبتي وصقلها أبدا كما لم يقف عائقا امام اكمال مسيرتي الدراسية وحصولي على درجة الماجستير في اللغة الانكليزية من جامعة الكوفة".
ما الضمور العضلي؟
ويعرف الضمور العضلي على أنه نقص في كتلة العضلة والذي قد يكون جزئيا أو ضمورا كليا لكامل العضلة، حيث يقلل المرض من صفات الحياة حيث يصبح المرء غير قادر على أداء مهام معينة (مثل صعود السلم والمشي على أطراف الأصابع فضلا عن صعوبة القيام بأوضاع ومهمات معينة كالانتقال من وضعية الجلوس إلى الوقوف أو رفع الأشياء) ويزيد من مخاطر الحوادث (عند المشي) ويزيد من مخاطر السقوط.
فن البورتريه
ويتحدث مرتضى عن انواع الرسم التي يفضلها إذ قال: "كل فنان وله ميول فنية معينة او يرغب في الرسم من خلال اسلوب معين او مدرسة فنية معينة وأنا ، في المقام الاول، احب ارسم بورتريهات من اجل ابراز الملامح الواقعية و التعابير المتنوعة المتميزة التي يحملها كل بورتريه، كما وأنني انتمي إلى المدرسة الواقعية الكلاسيكية والسريالية التعبيرية ايضا حيث عكست الواقع الديني والاجتماعي والثقافي في أعمالي لأن كل فنان هو مرآة لبيئته و واقعه فعمل على عكس كل العناصر المحيطة به في مجموعة من الأعمال".
وبين أن "كل فنان يحب أن يضع بصمته في عالم الفن، لذا انا احببت ان ارسم شخصيات من مدينتي ممن يعانون من أمراض عقلية وادرجهم في سلسلة من الاعمال اسميتها (سلسلة بسطاء من بلادي) لاني اعتبرهم كوثيقة اعتز بها في مدينتي واود إنصافهم في أعمالي وهدفي من رسم هكذا نوع من الشخصيات هو ان اغير من المصطلح الذي اعتاد المجتمع ان ينعتهم به (المجانين او المخابيل باللغة الدارجة او العامية) واغيره الى مصطلح (البسطاء) من أجل تغيير النظرة الدونية لهذه الفئة المظلومة من المجتمع".
"ابتسم للحياة"
وشارك الرسام مرتضى بالعديد من المعارض الفنية المحلية كما وافتتح أول معرض شخصي له بعنوان (ابتسم للحياة).
"شاركت أيضا في مهرجانات كثيرة مع منظمات منوعة ودعوات من المهرجانات الجامعية للرسم المباشر بشكل تطوعي، وهذا مرض تماما إلا أنني أطمح بالمشاركة في معارض عالمية خارج العراق وأن اصل الى مستوى اعلى بالواقعية المفرطة لأنني لازلت اطمح ان أطور من مهاراتي أكثر"، يقول الرسام.
انواع اللوحات
ويرى النجفي مرتضى أن "اللوحات الزيتية هل اللوحات الأكثر استغراقا للعمل من ناحية الساعات وانواع الخامات أيضا خاصة وأنني امسك الفرشاة وارسم بطريقتي الخاصة بكلتا يدي بسبب المرض الا أن هذا لا يعني ان نقف مكتوفي الايدي من عدم ممارسة هواياتنا ومصدر شغفنا في الحياة".
وزاد "استخدمت مختلف الخامات في رسم الاعمال، لكن الخامة الأساسية هي الرصاص والفحم، ورسمت بالخامة الزيتية والمائية والخشب ايضا الا انني عادة ما أرغب بدمج اكثر من خامة في اللوحة الواحدة حتى أستطيع السيطرة على التفاصيل واقتنع بجماليتها و جودتها".