بغداد - IQ
أكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي، اليوم الثلاثاء، أن الازدحامات المرورية تمثل تحدياً كبيراً أمام الاقتصاد الوطني العراقي حيث تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على سوق العمل ومستوى الإنتاجية.
وقال الغراوي في بيان تلقته (IQ) إن "الدراسات تشير إلى أن العمال يقضون جزءاً كبيراً من وقتهم عالقين في الازدحامات بدلاً من أن يكونوا منتجين في أماكن عملهم وفقاً لتقرير صادر عن INRIX Global Traffic Scorecard لعام 2023، يخسر الموظفون في المدن الكبرى حوالي 100-150 ساعة سنوياً بسبب الازدحامات المرورية، وهذا يعادل خسائر اقتصادية تتراوح بين 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي في بعض الدول".
وأضاف الغراوي أن "في العراق يستهلك الازدحام المروري كميات كبيرة من الوقود مما يؤدي إلى ارتفاع نفقات النقل والخدمات اللوجستية، حيث تشكل هذه التكاليف عبئاً إضافياً على الأفراد والشركات".
وتابع أن "التقديرات تشير إلى أن التكلفة الاقتصادية للازدحام المروري في المدن الكبرى قد تصل إلى 1-2 مليار دولار سنوياً بسبب الوقت المهدور، واستهلاك الوقود، وصيانة البنية التحتية".
وأكد أن "الازدحامات المرورية في العراق تجعل الوصول إلى أماكن العمل أكثر صعوبة، مما يقلل من كفاءة استخدام الموارد البشرية ويؤدي إلى انخفاض ساعات العمل الفعلية".
وأشار إلى أن "إحدى الدراسات الصادرة عن البنك الدولي أن العامل الذي يعاني من تأخيرات يومية تصل إلى ساعة كاملة بسبب الازدحام يكون أقل إنتاجية بنسبة 15% مقارنة بغيره.كما يؤدي التأخير بسبب الازدحامات المرورية في حركة البضائع والخدمات إلى تعطل سلاسل التوريد، مما يقلل من القدرة التنافسية للشركات، خاصة تلك التي تعتمد على النقل السريع"، مبيناً أن "تقارير اقتصادية تظهر أن الشركات تخسر حوالي 10-20% من فرص الأعمال بسبب تأخر عمليات التسليم".
وأوضح أن "الازدحامات المرورية تساهم في زيادة انبعاثات الغازات الناتجة عن توقف السيارات لفترات طويلة وتسهم في ارتفاع معدلات التلوث البيئي، مما يؤدي إلى زيادة العبء الصحي والتكاليف الطبية على الأفراد والحكومات.وتشير دراسات الأمم المتحدة إلى أن المناطق ذات الازدحام الشديد تسجل زيادة في الأمراض التنفسية بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالمناطق الأقل ازدحاماً".
وأكد أن "السكان في العراق يعانون من أكثر من 3 ساعات يومياً في الازدحام في بعض المناطق مما يرفع التكاليف الفردية للنقل بنسبة 40%. وفي عام 2024 قدر البنك الدولي أن تكاليف النقل الناتجة عن الازدحام تستهلك حوالي 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي للعراق".
وتابع أنه "وفقاً لتقارير نفسية صادرة عن منظمة الصحة العالمية، فإن 40% من الأشخاص الذين يعانون من إجهاد يومي سببه الأساسي هو التأخير في التنقلات، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول المرتبط بالتوتر وزيادة العصبية وقلة الصبر".
وبين أن "هذه الضغوط النفسية تؤدي في بعض الحالات إلى اضطرابات النوم، حيث يشعر الفرد بالإرهاق المفرط الناتج عن قضاء يومه بين زحام الطرق وساعات العمل".