منذ أن شهدت محافظة ذي قار تفشيا لفايروس كورونا في عموم المحافظة، وتفاقم الاصابات في المؤسسات الصحية والمراكز، بادرت أعداد كبيرة وجهات ومنظمات إلى دعم القطاع الصحي بالجهد الشعبي وتقديم الدعم الممكن.
منذ لك اليوم، نظمت أعداد مِن المتطوعين حملات تطوعية ومتابعة للمصابين وبعضهم، وعملت على توفير الطعام والأوكسجين، وحتى سيارات نقل المصابين أو نقل جثث المتوفين، ومن بين هذه الحملات، أسس متطوعون "خلية الرحمة" في مدينة الناصرية، على غرار خلية الأزمة الحكومية المعنية بالمستجدات اليومية لجائحة كورونا.
وساهمت خليت الرحمة، التي تشكلت من قبل شباب ومتطوعين في الناصرية، في آذار الماضي، بتوفير الكثير مِن الاحتياجات المتعلقة بالمصابين ونقلهم وتوفير الاحتياجات لعوائلهم أيضا.
يقول مسؤول خلية الرحمة، علي الخزاعي لموقع IQ NWESإن "الخلية تم تشكيلها بعد أن تفاقمت الاصابات في الناصرية، وشاهدنا المؤسسات الصحية غير قادرة على توفير كل شيء للمصابين، وأظهرت تلك المؤسسات صعوبة في مواجهة الفايروس لوحدها دون أن يكون هناك جهد تطوعي".
ويتابع الخزاعي حديثه، قائلا: "تمكنا من إكمال وبناء 22 بيتا من البيوت الفقيرة ممن تحتاج جدارا أو سقفا أو بيتا ليس فيه تواليت أو مطبخ أو حمام أو أي شيء ينقصه نتكفل ببنائه بالكامل، ولا نقف عند هذا الحد بل نقوم بتجهيزه أيضا بالأثاث وما يحتاجونه إضافة لحصص غذائية ومواد للعائلة نفسها".
ويضيف: "وزعنا 1000 مبردة هواء خلال الصيف الماضي ووزعنا بالدرجة الأساس أكثر من 200 ألف سلة غذائية منذ بداية ظهور الجائحة وحتى تراجع الإصابات في المحافظة، وتضمنت السلة الغذائية اللحوم بأنواعها إضافة لوجبات جافة من الأطعمة والمواد الغذائية، كما قمنا بتجهيز ما يقارب 2000 عائلة بالعلاجات والأدوية بالنسبة للمصابين".
ويكمل: "استطعنا توزيع أكثر من 50 جهاز أوكسجين وما يقارب 400 قنينة أوكسجين و1000 جهاز منظم أوكسجين إضافة لوجود 7 فرق تطوعية بداخل خليتنا مختصة بتعفير المناطق، كما تم توزيع أكثر من 200 ألف كمامة ومواد تعقيم وتم دفع إيجار لأكثر من 200 عائلة تضررت بفعل حظر التجوال وقمنا بتوفير بدلات وقاية للكوادر الصحية".
وكانت ذي قار قد شهدت معاناة قاسية مع إصابات كورونا وسجلت وفيات كبيرة خلال الارتفاع الكبير بالإصابات كما شهدت مشكلة في توفير الأوكسجين واكتظاظ المراكز الصحية بالمصابين حيث تم بناء مراكز صحية مستعجلة واستوعبت أعداداً كبيرة مِن المصابين طوال الفترة الماضية.
ويقول عضو "خلية الرحمة" جليل الطالقاني لموقع IQ NEWS، إن "أعضاء الخلية هم من أبناء المدينة بمختلف توجهاتهم الدينية والفكرية وانتمائهم وتصدوا للأعمال الخيرية، لكن مع جائحة كورونا كان العمل مختلفاً، وبعد تشخيص الخلل والنقص مع تفشي الوباء بدأنا في الانطلاق بالعمل وتوفير الاحتياجات اللازمة والضرورية".
ويضيف، أن "الخلية لا ترتبط بأزمة كورونا فقط بل سيستمر عملها في مشاريع وأعمال إنسانية وتطوعية اخرى، ولا تقف عند مكان واحد بل توسعت من الناصرية مركز المحافظة الى الأقضية والنواحي".
ويوضح الطالقاني أن "خلية الرحمة جاءت كرديف لخلية الأزمة الحكومية التي تتابع الموقف الوبائي لجائحة كورونا، وخلية الأزمة لم تستطع أن تسد كل النقص أو تعالج كل الامور لذلك قمنا بتأسيس خلية الرحمة والتي تكفلت بتغطية مساحة واسعة وجوانب مهمة ما يتعلق بالمصابين أو ذويهم أو تقديم المساعدة للفقراء".
ويقول أبو علي (45 عاما) وهو صاحب محل لبيع الأحذية والحقائب المستعملة إنه "على مدى فترة حظر التجوال كنا نحصل على مساعدة من قبل بعض الخيرين، حيث وجدت نفسي عاجزا أمام تسديد ايجار المحل والبيت الذي اسكن فيه".
ويضيف خلال حديثه لموقع IQ NEWS، "تضررت كثيرا بسبب تعطل عملي كوني اعيش على القوت اليومي لكن بعد أشهر وحتى بعد أن تم فتح الحظر الجزئي رجعت للعمل، فضلت الإصابة بالفيروس على الموت جوعا".
ويتابع ابو علي "كانت خلية الرحمة رحيمة علينا، والأخوة الشباب كانوا يوصلون لنا المواد الغذائية بين يوم وآخر كذلك دفعوا ايجار بيتي لشهرين ووفروا لنا بعض الحاجيات الأخرى الضرورية".
يؤكد ذلك حيدر حنتوش مدير قسم الصحة العامة السابق بدائرة صحة ذي قار لموقع IQ NEWS، قائلا: "ساهمت مشاركات الفرق التطوعية والحملات الشعبية بشكل واضح في تقليل العبء على المؤسسات الصحية التي تفاقمت إثرها الإصابات في الفترة الماضية وكان تأثيرها ومشاركتها إيجابية وداعمة للعمل الصحي بالمحافظة".