وسط الدمار وذكريات الحرب، ترتدي شابة مسلمة كردية ملابس بابا نويل وتتجول في مدينة الموصل القديمة بالعراق لتدخل الفرحة على قلوب الأطفال وتسعدهم مع اقتراب عيد الميلاد.
وتركب شيماء العباسي، وهي ناشطة مسلمة كردية عراقية، دراجتها وتمر وسط مبان بعضها مدمر تماما وبعضها بها أضرار جسيمة لترفه عن الأطفال وتغني لهم ومعهم.
والطريف أن بعض الأطفال يطلقون عليها وصف (ماما نويل).
وقالت شيماء لرويترز "هذه الهدايا البسيطة أوزعها لتدخل الفرح إلى قلوب الأطفال، فهم صراحة يحتاجونها جدا، بعد كل ما سببه داعش من الحروب والأزمات والضغوطات التي أثرت نفسيا عليهم".
وأوضحت شيماء (23 سنة) أنها هي نفسها شربت، في طفولتها، من ذات كأس المعاناة التي يشعر بها الأطفال حاليا.
وأضافت "ارى هذا الدمار وهذا القصف وهذا التعب النفسي. ولكنني أحاول دائما إنه أكون قوية".
وتوضح أنها "تحاول أن تحافظ على تماسكها أثناء تجولها في المدينة المدمرة لتوزيع الهدايا".
وقالت الطفلة تيما غانم "نحن في الموصل القديمة جاءتنا ماما نويل، ونظمت مسابقات كثيرة وأخذنا جوائز وكانوا طيبين وأتمنى أن تأتينا في كل سنة".
وقال علاء غانم، وهو أب لأطفال في الموصل، "نحن حقيقة في المنطقة القديمة بحاجة كبيرة لمثل هذه الفعاليات لأن الأطفال عايشوا كثيرا من ويلات الحروب، التي أتعبت نفسيتهم، وجعلتهم بحالة نفسية تعيسة يحتاجون إلى شخص لإدخال الفرحة لحياتهم".
وفيما يتعلق بما تقوله للأطفال في الفعاليات التي تنظمها لهم وتوزع فيها الهدايا، قالت شيماء العباسي "نتكلم أكثر بخصوص التوعية ونركز أكثر على فيروس كورونا، وبعد أن نرتدي الكمامة والتعقيم ونحترم التباعد الاجتماعي نبدأ بالفعاليات".
وكان متشددو تنظيم داعش قد استولوا على مساحات شاسعة من العراق في 2014، قبل أن تلحق بهم القوات العراقية مدعومة بقوات التحالف هزيمة مخزية في 2017.